هل يحكم ريال مدريد على برشلونة بالعودة إلى سنوات الضياع؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-05-14 13:57
-
آخر تعديل:
2024-05-14 14:57
من مواجهة سابقة بين ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو (FC Barcelona Official)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حسم ريال مدريد لقب الدوري الإسباني للمرة السادسة والثلاثين في تاريخه، مغلقًا ملف الكرة الإسبانية على الصعيد المحلي هذا الموسم، والذي حمل بالمقابل انتكاسة مؤلمة لجماهير برشلونة، الذي خرج بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، في حصاد صفري أثار التساؤلات حول أسباب سقوط "البرسا" من علياء التتويج في الموسم الماضي إلى انحدار المستوى بشكل غريب في 2024.

ولكنّ الواقع الذي بات يؤرّق جماهير "البلوغرانا" أكثر حتى من الموسم الصفري، هو وضع غريمهم على المدى القريب والمتوسط وحتى البعيد، حيث يبدو "الميرينغي" جاهزًا لاستعادة هيمنة السنين الخوالي، وإعادة برشلونة إلى سنوات الضياع والذي جافته فيها الألقاب، وهو الأمر الأساسي الذي يثير خوف الكتالونيين.

والمعطى الآخر المقلق لجماهير برشلونة، هو أنّ نسخة الريال الحالية ورغم تماسكها، فإنّ قوتها وإمكاناتها مرشّحة للازدياد أضعاف مضاعفة الموسم المقبل، في ظل التعزيزات القوية التي ستحطّ في معقل "سانتياغو بيرنابيو" انطلاقًا من الصيف الحالي.

ريال مدريد.. الكثير من الدهاء ونصيب من الحظ

لن تخطئ العين تمرّس النادي الملكي في كل مرة بنفض الغبار سريعًا واستعادة مكانه الطبيعي في واجهة الأحداث محليًا وقاريًا، ولا الإعجاب بحنكة إدارته التي يقودها "الداهية" فلورنتينو بيريز، الذي حوّل موسم الفريق الحالي من نقطة المجهول إلى تجاوز أعلى سقف للتوقعات.

بتشكيلة خلت من رأس حربة صريح باستثناء خوسيلو ماتو القادم في ثوب "عجلة خامسة" للطوارئ والهارب من سفينة إسبانيول الغارفة في غياهب الدرجة الثانية، فإنّ الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم يرتبك رغم بدايته الموسم من دون مهاجم صريح، وحمل أعباء الخط الأمامي بعد رحيل القائد الفذّ صاحب المهام الصعبة، كريم بنزيما نحو اتحاد جدة السعودي.

المثير في الأمر أنّ أنشيلوتي حوّل تشاؤم المدريديين تدريجيًا إلى ثقة لا تتزعزع، موظّفًا دهاءً فطريًا نادرًا ومستعينًا بقدر لا بأس به من الحظ، حيث منح الفريق ديناميكية جديدة بحضور "كاريزماتي" وأدوار طلائعية لنجمه الجديد جود بيلينغهام، علاوة على تفعيل مقدّرات فينيسيوس جونيور الموجودة أساسًا، وخلق حالة من التنافسية المثالية بين جميع الخطوط، صبّت جميعها في هامش خياراته الذي بات ثريًا عوضًا عن افتقاره للحلول.

طريقة توظيف إبراهيم دياز وخوسيلو ماتو والاستعانة بلوكاس فاسكيز في توقيتات قاتلة، مع خلق مزيج إبداعي في خط الوسط بين توني كروس ولوكا مودريتش من جهة وفالفيردي وتشواميني وكامافينغا من جهة ثانية، مع خط دفاعي يتّسم بالانسجام والتعاون وحارس مرمى متألق هو أندري لونين كان بمثابة الاكتشاف الأبرز.. كلها عوامل تؤكد أنّ أنشيلوتي أكثر من مجرد مدرب في ريال مدريد.

ويبدو أنّ القادم الأفضل لم يأتِ بعد للمدريديين، فالموسم الحالي لم يكن هينًا على الإطلاق، فقد عانى فيه الفريق من سيل الإصابات التي لم تتوقف، وعصفت بحارسه الأساسي تيبوا كورتوا مع ثنائي محور الدفاع دافيد ألابا وإيدير ميليتاو، وعدد كبير من النجوم على فترات متلاحقة، ورغم ذلك فإنّ كيان الفريق لم يهتز كما حدث لبرشلونة، الذي اختلّت أركانه بعد تعرضه لنفس المأزق.

"ملكيّ" أقوى بقدوم مبابي

لا يبدو أنّ جماهير البرسا ستنعم بعطلة صيفية مريحة هذا العام، فبعد انتزاعه لقب الليغا، ها هو الغريم يستعد لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا، وسيكون مرشحًا لتعزيز رقمه القياسي في الفوز بالمسابقة، في حال تتويجه بكأسه الـ15 على حساب "المجتهد" بوروسيا دورتموند في ملعب "ويمبلي" الشهير بلندن في 1 يونيو/ حزيران المقبل.

مصدر القلق لا يكمن في تتويجات ريال مدريد الحاصلة والمرتقبة فحسب، وإنّما في جلده الذي سيتغيّر في الموسم المقبل، والذي سيصبح حسب المتوقّع أكثر سُمكًا ممّا هو عليه حاليًا، والسبب بلا شك الانتقال المتوقع للـ"ميغا ستار" كيليان مبابي، إلى البيت الأبيض، الذي من المنتظر أن يكون التعزيز الأهم من نوعه داخل الفريق، منذ رحيل كريستيانو رونالدو عن "لوس بلانكوس".

كيليان مبابي قد لا يأتي وحيدًا إلى مدريد، فالرئيس بيريز يعتزم تعزيز صفوف فريقه بنجوم آخرين، يلوح أقربهم، ظهير بايرن ميونخ الطائر، الكندي ألفونسو ديفيس، علاوة على أسماء أخرى سيرسم بها أنشيلوتي الخطوط العريضة لطموحات السيطرة المدريدية في الداخل والخارج، في ظل تشكيلة بدأت تقطع مع الماضي تدريجيًا من خلال رحيل كاسيميرو وبنزيما و"قريبًا" مودريتش وكروس، والاعتماد على جيل فتيّ يتميّز بمعدلات عمرية صغيرة، على غرار بيلينغهام (20 عامًا) وفينيسيوس جونيور (23) ورودريغو غوس (23) وبراهيم دياز (24) وتشواميني (24) وكامافينغا (21) وفالفيردي (25) ولونين (25) وأردا غولير (19) علاوة على مبابي أيضًا صاحب الـ25 عامًا فقط.

تركة الموسم الصفري والمعضلات الاقتصادية

بالعودة إلى برشلونة، فإنّ عناوين التشاؤم تغلب على مستقبله، فعلاوة على الموسم الخالي من التتويجات، والذي جاء عقب الفوز بلقب الليغا الموسم الماضي، فإنّ المشاكل الاقتصادية المعقدة ما تزال تكبّل تقدّم النادي ومحاولاته الجاهدة نحو استعادة مكانته، لا سيما أوروبيًا على مستوى مسابقة دوري أبطال أوروبا، الذي يعود آخر ألقابه فيها إلى عام 2015.

كما أنّه لا يمكن أن نغفل حالة الاضطراب الواضحة على مستوى إدارة النادي في معالجة بعض القضايا، وأهمها الاتفاق على رحيل المدرب تشافي هرنانديز بنهاية الموسم والبدء في البحث عن الخيارات البديلة، قبل تغيّر المواقف مؤخًرًا وإعلان تجديد التعاقد معه، في سيناريو غير متوقع.

ضوء في آخر النفق

على الرغم من كل العيوب البارزة في الكيان الكتالوني والتي فضحها تألق ريال مدريد في الموسم الحالي، فإنّ الجماهير تأمل في إبصار ذلك النور في آخر النفق، والذي يمثله جيل جديد من الواعدين، يقودهم لامين يامال وباو كوبارسي وفيرمين لوبيز وغيرهم، الذين أكدوا قدرتهم على انتشال الفريق من واقعه المحبط، في حال توفرت الإستراتيجية الناجحة.

غير أنه من جهة أخرى، فإنّ جهود "اليافعين" قد لا تكفي -وهو ما حصل في الموسم الجاري- للوصول إلى سقف طموحات جماهير البرسا المتطلبة، والتي لن ترضى بموسم آخر يكون فيه الهدف وصافة الليغا، وضمان مقعد للمنافسة على السوبر الإسباني فقط.

شارك: