هل يتفادى تين هاغ "القشّة" التي قصمت ظهر مورينيو؟
في أول مواسمه مع مانشستر يونايتد، دشّن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مسيرته في ملعب "أولد ترافورد" بحصد كأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين في مارس 2017، وهو نفس اللقب الذي بدأ خلاله المدرب الهولندي إيريك تين هاغ باكورة بطولاته مع الفريق.
يتشابه تين هاغ مع مورينيو في الانطلاقة. فكلا المدربين رفعا كأس الرابطة في أول موسم لهما مع "الشياطين الحمر"، لكن الاختلاف أن مورينيو أكمل الطريق وحصد كأس الدوري الأوروبي في مايو من العام نفسه، كما أضاف لقب كأس الدرع الخيرية الإنجليزية.
3 بطولات لمورينيو في أول موسم مع مانشستر يونايتد، ثم إقالة مذلّة في منتصف الموسم التالي 2018-19، والسبب الرئيسي أن مورينيو حظي بعلاقات سيئة مع إدارة النادي، إضافة إلى علاقات متوتّرة مع بعض اللاعبين، كالفرنسي بول بوغبا.
بعد الفوز بكأس الرابطة أمام ساوثهامبتون بنتيجة 3-2، وجّه صحفيًا سؤالًا لمورينيو: "هذه الملامح ليست لمدرب فاز لتوه بكأس. لا تبدو سعيدًا أبدًا". في الحقيقة تحطّمت إنجازات مورينيو القوية تحت وطأة سوء إدارته للأمور مع الإدارة واللاعبين، فكانت "القشّة" التي قصمت ظهر البعير. على الرغم من الكؤوس والألقاب فشل المدرب "الاستثنائي" في الجانب الإنساني والعاطفي مع لاعبيه.
تين هاغ ينجح -مؤقتا- في كسب ودّ الجميع
لحسن حظ تين هاغ أن أموره سارت على ما يرام مع الفريق بعد الصدام التاريخي مع البرتغالي كريستيانو رونالدو وإجباره على مغادرة النادي الشتاء الماضي، حيث أقام علاقات أكثر وديّة مع اللاعبين والإدارة بعد ذلك، وهو شيء كافح مورينيو من أجله كثيرًا.
تقضي اللوائح بعدم عقد مؤتمر صحفي قبل مباريات الدور 32 و16 في كأس الرابطة الإنجليزية، الأمر الذي استغله المدرب تين هاغ ليدعو جماهير مانشستر يونايتد إلى مقر التدريبات "كارينغتون"؛ حيث بدأ في الاستماع إلى أسئلتهم. حلقة افتقدها مورينيو بالفعل.
ضغط تين هاغ لإبرام صفقات لم تكن تتحقق مع مدرب آخر، فمثلًا دفع مانشستر يونايتد قرابة 100 مليون يورو لجلب الجناح البرازيلي أنتوني من أياكس، وفي منتصف الموسم استعار فيغورست من بيرنلي وسابيتزر من بايرن ميونخ. حصل تين هاغ على ما أراد وأصرّ على موقفه من رونالدو. لكنه في الوقت نفسه أقام علاقات جيدة للغاية مع لاعبيه وإدارة النادي والجماهير على حد سواء.
نجح الهولندي على المستوى الفنّي في تغيير عقلية لاعبيه. أسطورة النادي غاري نيفيل قال هذا الأسبوع في تصريحات: "أحدث تين هاغ تغييرًا جذريًا في النادي، الموسم الماضي أنا وبعض المحللين وصفنا هؤلاء اللاعبين بأنهم وصمة عار. لكن الآن الوضع اختلف".
ربما بدأ الجميع في مانشستر يونايتد يتكيف مع نقطة أن المدرب بات المتحكّم في كل شيء، المغادرين والصفقات الجديدة ومن يظهر في المؤتمر الصحفي. في بداية الموسم الحالي أسقط تين هاغ نجمه ماركوس راشفورد من حساباته بسبب تفويته محاضرة فنية، والآن بات راشفورد أفضل هدّاف في الدوريات الأوروبية في فترة ما بعد كأس العالم، حيث سجّل 16 هدفًا وصنع 6 من 18 مباراة.
مانشستر يونايتد وحلم الفوز بالرباعية
لا يزال مانشستر يونايتد الفريق الإنجليزي الوحيد بالموسم الحالي 2022-23 الذي ينافس في 4 بطولات، ما يجعله قادرًا على حصد "الرباعية"؛ وهي: البريميرليغ وكأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، والمسابقة التي فاز بها بالفعل كأس الرابطة الإنجليزية.
"الشياطين الحمر" تمكّن من الفوز بكأس الرابطة الإنجليزية على حساب نيوكاسل الأسبوع الماضي بنتيجة 2-0 في ملعب "ويمبلي"، في حين يواجه فولهام في ملعب "أولد ترافورد" يوم 19 مارس الحالي في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وفي المسابقات القارية أطاح ببرشلونة من ثمن نهائي الدوري الأوروبي بالفوز عليه بمجموع المباراتين (4-3)، أما في الدوري الإنجليزي فيحتل الترتيب الثالث، متخلفًا عن أرسنال المتصدر بـ14 نقطة مع تبقي مباراتين له، ما يضعه عمليًّا في دائرة المنافسة.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
