هل خدع الاتحاد المصري الجماهير في ملف مدرب منتخب مصر القادم؟
يتجه الاتحاد المصري لكرة القدم (EFA) إلى تعيين مدرب وطني لقيادة منتخب مصر رغم اعترافه في البداية بالتفاوض مع مدربين أجانب، لقيادة البطل التاريخي لكأس أمم أفريقيا (سبع مرات)، حيث سبق وأكد مسؤولون في الاتحاد أن هُناك خطَّ مفاوضات مع هيرفي رينارد وكارلوس كيروش.
وقام الاتحاد المصري بإقالة روي فيتوريا مدرب منتخب مصر، بعد الإقصاء من كأس أمم أفريقيا 2024 على يد الكونغو الديمقراطية، والفشل في تحقيق أيّ انتصار في البطولة القارية على مدار أربع مباريات.
الاتحاد المصري في بيان رحيل روي فيتوريا، مساء الأحد 4 فبراير/ شباط، أعلن نصًّا عن: "توجيه الشكر للبرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني لمنتخب مصر وجهازه المعاون، مع دراسة السير الذاتية للمدربين الأجانب وعرضها في الاجتماع القادم".
ومثّل ذلك إشارة إلى أنّ المدرب القادم لمنتخب مصر سيكون أجنبيًّا، وبعدها خرج إيهاب الكومي، عضو اتحاد مجلس إدارة الكرة، في تصريحات لفضائية "صدى البلد"، ليؤكد أنّ المدرب الوطني ليس الأنسب للفراعنة في الوقت الحالي.
وأكد الكومي أنّ الاتحاد المصري لا يفكر على الإطلاق في تعيين مدرب وطني محلي، وذلك بقوله في تصريحات متلفزة: "مع كامل التقدير والاحترام، نحن لا نفكر في مدرب مصري في الوقت الحالي، المدرب المصري لا يكون لديه مؤازرة جماهيرية، ونحن لن نستعين بمدرب وطني".
وبين: "الآن الدعم يكون فقط للأندية على حساب منتخب مصر، أود الحديث بصراحة، وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر كثيرًا في منتخب مصر؛ لذا من الجيد وجود مدير فني أجنبي.. الآن التعاقد مع أيّ مدرب مصري لن يُفيد المنتخب.. التجارب السابقة مع حسام البدري وإيهاب جلال لم تكن جيدة، والأفضل الآن حضور مدرب أجنبي".
مدرب وطني يقترب من قيادة منتخب مصر
ولكن صباح اليوم الثلاثاء، كشفت مصادر لـ"winwin"، أن الاتحاد المصري لكرة القدم قرر أن يكون المدير الفني القادم مصريًّا وليس أجنيًّا.
ودفعت أزمة الدولار الأمريكي في مصر، الاتحاد المصري لكرة القدم، لاتخاذ هذا القرار، في ظل تفاقم أزمة اقتصادية تُعاني منها البلاد، بعدم توافر العملة الأجنبية في السوق الرسمية.
هل لجأ الاتحاد المصري إلى حيلة لتهدئة الجماهير؟
كانت ردود الأفعال عقب إقصاء منتخب مصر، تحمل الكثير من الغضب تجاه اتحاد الكرة المصري، بسبب استقدام روي فيتوريا، وطالب جانب كبير من الجماهير المصرية والنجوم القدامى، برحيل اتحاد الكرة، مُعتبرين أنّ الاتحاد هو المسؤول وليس فيتوريا فقط.
ويرى متابعون أن بيان الاتحاد المصري بالتفاوض مع مدرب أجنبي، "امتص" غضب الجماهير المصرية بالفعل، لتقبل باستمرار المسؤولين الحاليين في اتحاد الكرة، والذين أكدوا البحث مع مدرب جديد أجنبي، والبدء بدراسة سير ذاتية لبعض الأسماء، والتفاوض بالفعل مع هيرفي رينارد وكارلوس كيروش وسيباستيان ديسابر.
ولكن بشكل مفاجئ، وبعد 24 ساعة فقط من قرار التفاوض مع مدرب أجنبي، تم الاستقرار على أن يكون المدرب القادم مصريًّا، والسبب هو أزمة توفير الدولار التي تعيشها البلاد، ورغم أنّ الأزمة ليست وليدة الصدفة أو حدثت بشكل مفاجئ، بل تفاقمت في مصر على مدار عام 2023 بأكمله، مع انخفاض تحويلات المصريين في الخارج من 31 مليار دولار إلى 22 مليارًا فقط.
هذا التحول في قرار الاتحاد المصري، أحدث ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض، علمًا أن حسام حسن المدير الفني الحالي لنادي فيوتشر، في مفاوضات مع الاتحاد لقيادة منتخب مصر خلفًا لفيتوريا، وهو اختيار يروق للكثير من الجماهير، لكن هناك اتهامات للاتحاد بعدم الشفافية من البداية بشأن مستقبل منتخب الفراعنة، بعد رحيل فيتوريا.