هل تنجح صفقات برشلونة الشتوية بإعادة الهيبة وتحقيق النتائج؟
عاش نادي برشلونة الإسباني اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية (ليلة الاثنين 31 يناير/ كانون الثاني) وسط تساؤلات عديدة لم تتم الإجابة عنها، سواء في ما يتعلق بموقف المهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ (الذي تم إتمام التعاقد معه دون الإعلان رسميا)، أو حتى بالوضع المبهم للجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي، الذي رفض كل العروض وبقي في النادي.
وخاضت الإدارة "الكتالونية" غمار اليوم الأخير من الميركاتو الشتوي وسط مهام واجبة النفاذ، وهو نفس الموقف الذي مرت به في الانتقالات الصيفية بداية الموسم، عندما أكد النادي عودة الفرنسي أنطوان غريزمان مجددا لأتلتيكو مدريد، وضم المهاجم الهولندي لوك دي يونغ قادما من إشبيلية في اللحظات الأخيرة.
وفي الميركاتو الشتوي الحالي، بحثت الإدارة عن توفير مهاجم صريح (المركز رقم 9) وجناح هجومي على الجهة اليسرى، ولكن الأمر اقتصر في النهاية على أوباميانغ قادما من أرسنال الإنجليزي، مقابل إمكانية منح الضوء الأخضر للفرنسي عثمان ديمبيلي للرحيل من أجل التخلص من راتبه الكبير.
أوباميانغ يكمل عقد الصفقات الشتوية في برشلونة
وبعد عدم تسجيل الدولي الغابوني في سجلات رابطة الليغا في الموعد المحدد، تبقى مسألة انضمامه للفريق الكتالوني مرهونة بتسجيله كلاعب حر (وهو ما سيحدث بعد افتراقه عن ناديه السابق أرسنال)، وهو ما يتيح إتمام الصفقة حتى بعد غلق باب الانتقالات.
وعاشت الجماهير الكتالونية يوما محموما مع الوصول المفاجئ لأوباميانع إلى برشلونة، ومن بعدها تصريحات رئيس النادي جوان لابورتا، بوجود مفاوضات متقدمة معه، قبل الاجتماع باللاعب مساء نفس اليوم.
وبعيدا عن أي مفاجآت "مجنونة"، من المنتظر أن يصبح القائد السابق لـ"الغانرز" الصفقة الرابعة والأخيرة التي يدعم بها البارسا صفوفه هذا الموسم، بعد انضمام كل من البرازيلي داني ألفيش (لاعب حر) والجناح الدولي فيران توريس (مانشستر سيتي الإنجليزي)، وأداما تراوري (القادم على سبيل الإعارة لنهاية الموسم مع إمكانية الشراء من وولفرهامبتون الإنجليزي).
وأنفق النادي 55 مليون يورو من أجل صفقة توريس، قبل ساعات قليلة من فتح باب التعاقدات في فترة تم الربط فيها بين النادي وعدد من الأسماء من أجل الظفر بخدماته.
وبدأت قصة بحث برشلونة عن صفقات التدعيم بالتوجه نحو الدولي الإسباني ولاعب يوفنتوس الإيطالي، ألفارو موراتا، والذي يملك أتلتيكو مدريد عقده، مرورا بالظهير الأيسر الدولي الأرجنتيني في أياكس الهولندي، نيكولاس تاجليافيكو، نهاية بأليخاندرو جريمالدو، لاعب بنفيكا البرتغالي.
إلا أن قواعد "اللعب المالي النظيف" وقفت عائقا أمام إتمام هذه الصفقات، لا سيما مع ترديد كلمة "سقف الرواتب" داخل أروقة النادي منذ جلوس لابورتا على كرسي الرئاسة.
وأوضح نائب رئيس النادي للقطاع الاقتصادي إدوارد روميو، أن النادي نجح في توفير 159 مليون يورو من استقطاعات رواتب اللاعبين خلال 10 أشهر، منذ أن فازت إدارة لابورتا بانتخابات الرئاسة.
كيف قلص برشلونة مشاكله المالية من أجل الصفقات الجديدة
وتمكنت الإدارة من حل المعضلة الأكبر الخاصة برواتب اللاعبين بفضل العمليات التالية: إعارة البرازيلي فيليبي كوتينيو لأستون فيلا الإنجليزي (اللاعب الأعلى أجرا في الفريق)، و إعارة الحارس إينياكي بينيا إلى غلطة سراي التركي، وأليكس كويادو لغرناطة.
ومن ثم إنهاء إعارة يوسف ديمير وإعادته لرابيد فيينا النمساوي، وتجديد عقد المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي مع تقليص راتبه، بالإضافة لاعتزال المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو بسبب مشاكل في القلب.
والآن بعد أن هدأت "عاصفة" التعاقدات والتعزيزات الجيدة التي حصل عليها المدرب تشافي، سيكون أمام برشلونة هدفان لا ثالث لهما، البقاء في المربع الأول للدوري الإسباني من أجل التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ثم خوض بقية منافسات الدوري الأوروبي التي سيفتتحها بمواجهة صعبة أمام نابولي الإيطالي.
برشلونة مطالب بإنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة
وعرف الموسم الحالي لبرشلونة انحدارا كبيرا في النتائج، حيث ودع دوري أبطال أوروبا من مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، كما أنه خسر في نصف نهائي كأس السوبر 2-3 أمام ريال مدريد، وفقد فرصة التتويج بلقب يحتاج الوصول إليه الفوز بمباراتين فقط، أضف إلى ذلك خروجه من بطولة الكأس بالخسارة أمام بيلباو 2-3 بعد التمديد.
والآن على برشلونة ومدربه تشافي محاولة إنهاء الموسم الجاري بأفضل طريقة ممكنة، فيما سيكون على الرئيس لابورتا تجاوز هذا الموسم الصعب الذي بدأ بفقدان ليونيل ميسي لمصلحة باريس سان جيرمان، والتركيز على كيفية إدارة الأمور المالية "الخطيرة"، من أجل العودة للسوق الصيفية المقبلة بهدف التعاقد مع الهداف النرويجي إيرلينغ هالاند وبعض الصفقات الكبيرة لإعادة برشلونة لسابق عهده.