هل تتوقف كرة القدم!؟ نجوم أوروبا يهدّدون وغوارديولا يحذر
اعترف لاعب الوسط الإسباني، رودري نجم مانشستر سيتي، أن لاعبي كرة القدم يتقدمهم نجوم أوروبا قد يلجؤون للإضراب عن ممارسة اللعبة، بسبب روزنامة المباريات المُكثفة للغاية.
وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتغيير أنظمة مسابقاته، وعلى رأسها مسابقتا كأس العالم للمنتخبات وكأس العالم للأندية، والأخيرة أصبحت تُقام بمشاركة 32 ناديًا، بعدما كان الأمر يقتصر على مشاركة 8 أندية فقط، على أن تُقام البطولة كل أربع سنوات، وستكون النسخة الأولى في صيف عام 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومثل فيفا، قام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بتغيير نظام مباريات دوري أبطال أوروبا، حيث تم إلغاء النظام المُتعارف عليه للبطولة، بمشاركة 32 فريقًا في مرحلة المجموعات.
ومع تغيير نظام دوري أبطال أوروبا، وزيادة عدد الأندية المشاركة من 32 فريقًا إلى 36 هذا الموسم، تم إلغاء مرحلة المجموعات واستحداث نظام الدوري، على أن يلعب كل فريق من الفرق الـ 36 مع ثمانية خصوم، أربعة على أرضه وأربعة خارج أرضه، وبسبب النظام الجديد ستمتد المرحلة الأولى من دوري أبطال أوروبا الآن إلى يناير/كانون الثاني، بدلاً من ديسمبر/ كانون الأول، وهذا يعني أيضًا أن جميع الفرق الـ 36 يجب أن تلعب الآن مباراتين إضافيتين على الأقل، ليرتفع عدد المباريات هذا الموسم إلى 189، بعدما كان 125 مباراة في العقدين الماضيين.
رودري يقود إضراب نجوم أوروبا
وقبل مباراة مانشستر سيتي وإنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، قال رودري للصحفيين: "نحن قريبون من الإضراب، هذا هو الرأي العام للاعبين، وإذا استمر الأمر على هذا النحو، فلن يكون لدينا خيار آخر".
وأضاف رودري الذي يعتقد أن نجوم أوروبا من الناحية النظرية سيخوضون ما يصل إلى 75 مباراة مع النادي والمنتخب: "هذا كثير للغاية، لا يتعلق كل شيء بالمال أو التسويق، الأمر يتعلق بالجودة في العرض.. عندما لا أكون متعبًا، أؤدي بشكل أفضل".
وأردف اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا: "من خلال تجربتي يمكنني أن أخبركم أن من 60 إلى 70 مباراة في الموسم هو الصحيح؟ وبين 40 و50 هو عدد المباريات التي يمكن للاعب أن يؤدي فيها على أعلى مستوى وبعد ذلك ينخفض، لأنه من المستحيل الحفاظ على المستوى البدني".
ولا تتعلق المشكلة بالموسم الحالي 2024-25 فقط، بل سبق وأشار كيفين دي بروين إلى أن الأمر سيكون أزمة في الموسم القادم 2025-26، والذي يشارك فيه فريقه في مسابقة كأس العالم للأندية، خاصًّة وأنه سيكون بين نهائي كأس العالم للأندية واليوم الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز، ثلاثة أسابيع فقط للراحة.
واتفق في الإضراب مع رودري عدد كبير من نجوم أوروبا، وعلى رأسهم الظهير الأيمن لنادي برشلونة جول كوندي، والذي قال في تصريحات قبل مباراة موناكو في دوري أبطال أوروبا: "أتفق تمامًا مع رودري، إذ أن جدول المباريات يزداد عامًا بعد الآخر، وهناك الكثير من المباريات والقليل من الراحة".
وأضاف البالغ من العمر 25 عامًا: "قلنا ذلك من ثلاث أو أربع سنوات، ولكن المسؤولين لم يستمعوا إلينا، اليوم نصل إلى نقطة يجب أن نقوم فيها بإضراب، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لجعلهم يستمعون إلينا".
واتفق معه تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد والذي قال عقب الفوز على شتوتغارت في دوري أبطال أوروبا: "رودري على حق، هناك الكثير من المباريات، يُريد المشجع أن يرى الأفضل، لكن علينا أن نجد التوازن، هناك الكثير من المباريات، وهناك المزيد من الإصابات".
غوارديولا يحذر من موت اللاعبين!
وكان أول من تحدث عن هذا الأمر هو بيب غوارديولا، حيث أدلى بتصريح في 29 يوليو/ تموز الماضي، خلال فترة الموسم التحضيري حول عدم توافر كل لاعبيه معه في الجولة التحضيرية.
وقال غوارديولا: "التحضير بشكل مناسب أمر مستحيل، فنحن لا يمكننا أن نطالبهم بالتدريب بشكل مناسب عندما يكونون منهكين. يجب أن يكونوا في حالة ذهنية حاضرة".
وكان غوارديولا منتقدًا صريحًا للجدول الزمني الذي يتعين على لاعبيه التعامل معه، وطالب مؤسسات كرة القدم بإيجاد حلّ، مُضيفًا: "إذا لم يفكّر المسؤولون وكل المؤسسات، مثل فيفا ويويفا والدوري الإنجليزي الممتاز، باللاعبين، فعلينا نحن المدربين أن نفكّر بهم، وإذا لم يكن الأمر كذلك فسيموتون، هذا كثير".
دعوات قضائية ضد فيفا لحماية نجوم كرة القدم
وأكدت رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية أنها "ستتخذ إجراءات قانونية" ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في أعقاب ازدحام المباريات الذي يؤثر في اللاعبين.
وتلك هي ثاني دعوى قضائية، بعد قيام الاتحاد الوطني للاعبي كرة القدم المحترفين في فرنسا، برفع دعوى قضائية ضد الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، طعنًا في شرعية قيام الهيئة الحاكمة بتحديد جدول المباريات الدولية "من جانب واحد"، وذلك في يونيو/ حزيران الماضي.
وقالت رابطة اللاعبين المحترفين إن بطولة كأس العالم للأندية الجديدة كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، وتسببت في وجود نية لدى نجوم كرة القدم بالإضراب.
وربما كان رودري قد اقترح أن الإضراب "قريب"، ولكن كيف يُمكن أن يحدث ذلك؟، حيث سيتعين أولًا تنسيق الأمور من خلال اتحاد اللاعبين المحترفين أو "فيفبرو" النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين.
كيف يضرب اللاعبين عن ممارسة كرة القدم في الدوري الإنجليزي؟
ربما يكون من البديهي أن يكون الاضراب أولًا في المنافسات الإنجليزية، وخاصّة في نادي مانشستر سيتي، بعد حديث مدرب النادي وأغلب نجوم الفريق، وفي مُقدمتهم، رودري وكفين دي بروين إلى جانب برناردو سيلفا.
من الناحية النظرية، سيتعين على رابطة اللاعبين المحترفين، باعتبارها نقابة اللاعبين الوحيدة في كرة القدم الإنجليزية، أن تسأل لاعبيها المقدر عددهم بحوالي 5000 لاعبًا، عما إذا كانوا يؤيدون الإضراب أم لا، وسيتطلب بعد ذلك دعم الأغلبية من التصويت للمضي قدمًا.
كما سيكون لدى أي مسابقات متأثرة -سواء كانت تديرها الدوري الإنجليزي الممتاز أو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أو الاتحاد الدولي لكرة القدم- خيار اتخاذ إجراءات قانونية انتقامية لمنع أي إضرابات مخطط لها.
هل حدث هذا من قبل في كرة القدم الإنجليزية؟
لنعد إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2001، حيث كان هناك خطر حقيقي يتمثل في إقدام أكبر الأندية الإنجليزية على التخلي عن أحد مواردها الهامة، وآنذاك كان هُناك تهديد بالاضراب، بعدما سئمت رابطة اللاعبين المحترفين من المفاوضات مع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، التي كانت تُريد خفض الحصة التقليدية من صفقات البث المحلي المرسلة إلى الاتحاد من 5% إلى 2%.
لقد مرت ثلاثة أشهر من المناقشات من دون التوصل إلى اتفاق، ما أدى إلى الدعوة إلى إضراب، وقد أيد 99% من اللاعبين مقاطعة أي مباراة متلفزة، وتم تحديد موعد للإضراب، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول؛ وقال غوردون تايلور، رئيس رابطة اللاعبين المحترفين، إن مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون واللاعبين، بمن في ذلك روي كين وغاري نيفيل وريان غيغز، يدعمون موقفهم.
كانت هناك تهديدات قانونية وأوامر قضائية، لكن الإضراب تم تجنبه في النهاية بعد ثماني ساعات من المناقشات بين رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة اللاعبين المحترفين في مانشستر.
هل يحق للاعبين الإضراب قانونيًّا؟
ويبقى السؤال هل يحق للاعبين من الناحية القانونية الإضراب؟ قال روس ميدوز وهو أحد المحامين الإنجليز الذي سألته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الموقف القانوني بشأن الإضراب: "الإضراب أكثر تعقيدًا بعض الشيء بموجب قانون العمل في المملكة المتحدة، بشرط استيفاء بعض المتطلبات القانونية، يمكن للاعبين الإضراب ولا يمكن إجبارهم قانونيًّا على اللعب، ومع ذلك، يمكن لأندية كرة القدم أن تقرر عدم دفع مستحقاتهم أثناء الإضراب، أو مقاضاتهم بتهمة خرق العقد".
وزاد: "إذا لم يستوف الإضراب المتطلبات القانونية، فقد يتعرض اللاعبون للتأديب أو حتى الطرد"، قبل أن يستدرك: "ولكن من الناحية الواقعية، لن يحدث هذا عمليًّا، على سبيل المثال، لا أستطيع أن أتخيل مانشستر سيتي يستغني عن لاعب من عيار رودري وتكلفته، وهو ما قد يسمح لنادٍ مثل ريال مدريد بالتعاقد معه في صفقة انتقال مجانية. ومن المرجح أن تدعم الأندية اللاعبين".
هل يعاني نجوم كرة القدم من قلة فترات الراحة؟
بجانب بيب غوارديولا، أكد المدرب الإنجليزي راسل مارتن، أن الكثير من لاعبي كرة القدم لا يتحصلون على راحة كافية، وقال: "إنهم لا يُرحمون وليس لديهم الكثير من الحياة خارج كرة القدم، لذلك أعتقد أن هذا ربما ليس صحيًّا جدًّا، وهذا هو السبب في أن الكثير من الناس يصلون إلى النهاية".
وأضاف مدرب ساوثهامبتون: "سيكون هُناك الكثير من الأشخاص الذين سيفكرون في الاستمرار في الأمر، فأنت تلعب كرة القدم من أجل لقمة العيش، ولكن من الصعب حقًّا اللعب بهذه الكثافة التي يلعبون بها".
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
