هل التعادل أمام وصيف بطل العالم نتيجة جيدة؟
اختلفت ردود فعل الشارع الرياضي المغربي، بعد التعادل السلبي الذي أنهى به المنتخب المغربي مباراته الأولى في منافسات كأس العالم قطر 2022، أمام نظيره الكرواتي، اليوم الأربعاء، على أرضية ملعب "البيت" بمنطقة الخور، لحساب الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة.
واختلطت مشاعر الجمهور المغربي بين الفرح بالتعادل أمام وصيف العالم والخروج من أمامه بنقطة ثمينة، والحزن على تضييع فوز كان ممكنا لو وثِق اللاعبون في مؤهلاتهم، وقدموا مستواهم المعهود، بعدما فضل وليد الركراكي، المدير الفني المغربي، اللعب بحذر "مبالغ فيه".
شعور غير متناقض
يعتقد الناقد الرياضي المغربي، مصطفى برجال، أن المشاعر التي عبر عنها الجمهور المغربي، بعد نهاية مباراة "أسود الأطلس" أمام منتخب كرواتيا، لا يشوبها أي تناقض مثلما قد يبدو للوهلة الأولى، موضحا في تصريح لـ"winwin" أن أنصار المنتخب المغربي، توجّسوا في البداية من منتخب كرواتيا لاعتبارات عدّة، كونه وصيف بطل عالم النسخة الماضية التي جرت قبل أربع سنوات في روسيا، وكذلك بسبب ضم المنتخب الكرواتي لكوكبة من اللاعبين المميزين، يتقدمهم لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الإسباني.
وتابع: "قبل المباراة، كانت نتيجة التعادل جيدة بالنسبة إلى جماهير المغرب، لكن بعد صافرة النهاية، تبين أن المنتخب الكرواتي لم يَعُد ذلك "البعبع" المخيف كما كان في مونديال 2018، ولو تحلّى المنتخب المغربي بقليل من الشجاعة وروح المجازفة والثقة في النفس، كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان، وهو ما يفسّر الحسرة التي ميزت تعليقات الكثير من المغاربة بعد المباراة".
وأبرز برجال أن خيارات أخرى كانت في يد الركراكي، لم يجازف بالاعتماد عليها، لا سيما بعدما تبين له عدم جاهزية بعض لاعبي الوسط خلال الشوط الأول؛ كاللاعبين سليم أملاح وسفيان بوفال اللذان ظهرا فاقدين للتنافسية، وعز الدين أوناحي الذي لم يصمد أمام القوة البدنية للاعبي كرواتيا.
واستطرد بقوله: "تأخر وليد الركراكي كثيراً في إجراء التغييرات، لا سيما أن لديه جوهرة في وسط الميدان كان ممكنا أن تعطيه الحلول، ويتعلق الأمر بنجم جينك البلجيكي بلال الخنوس، الذي يجيد الخروج بالكرة وتقديم تمريرات حاسمة، غير أن قلة تجربته وصغر سنه (18 سنة) جعلت المدير الفني المغربي يرفض المجازفة به".
مُخطئ من لم يعجبه التعادل
من جهته، عارض اللاعب الدولي السابق، محمد سهيل، كل من يقول إن المنتخب المغربي لم يقدم مباراة كبيرة أمام كرواتيا، مشددا في حديثه لـ"winwin" على أن المباراة كانت عبارة عن معركة تكتيكية بين مدربَي المنتخبين، ونجح فيها الركراكي باقتدار، وعرف كيف يسير بها إلى برّ الأمان، لا سيما مع بعض اللحظات الحرجة التي مر فيها، فكان دفاع المغرب في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول.
وتابع قائلا: "المنتخب المغربي قدم مباراة جيدة، وحقق تعادلا مهما جدا أمام كرواتيا، وسيتحسن أداؤه المباراة المقبلة بشكل أفضل بعد أن يدخل اللاعبون أكثر في أجواء المونديال، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من المدرجات، من المشجعين المغاربة والعرب الحاضرين في الدوحة، ما سيمكنه من اللعب في قطر كأنه يخوض مبارياته في المغرب".
وختم قوله: "من وجهة نظري، كل من يعتبر أن المنتخب المغربي حصد تعادلا مخيبا، وقدم مباراة غير جيدة، فهو مخطئ تماما".
نتيجة التعادل أمام كرواتيا منطقية
يرى إدريس عبيس، المدرب المغربي المتخصص في التحليل الفني لمباريات كرة القدم، أنّ نتيجة التعادل التي انتهت بها مباراة المغرب وكرواتيا، تبقى عادية جداً ومنطقية إلى أبعد الحدود، بالنظر إلى النهج الحذر الذي اختاره طرفا المواجهة، مضيفا في حديثه لـ"winwin" أن المنتخب الكرواتي كان متيقظا جدا، وبدا متوجسا من المنتخب المغربي، لا سيما فيما يخص الجهة اليمنى التي يشغلها حكيم زياش وأشرف حكيمي.
وتابع بقوله: "مدرب كرواتيا أعطى تعليماته بمراقبة الجهة اليسرى من الملعب، وبدا متخوفا من انسلالات حكيمي وتمريرات زياش، في حين لم تتحرك الجهة اليسرى للمنتخب المغربي إلا بعد دخول عبد الحميد الصابيري. المباراة تشكل درسا مهما لوليد الركراكي، الذي قدم تكتيكا جيدا أمام وصيف بطل العالم للنسخة الماضية، وعليه الآن قراءة المباراة المقبلة أمام منتخب بلجيكا بشكل أفضل، وإعادة النظر في بعض نقاط الضعف التي ظهرت في المباراة، أهمها التمريرات الخاطئة".