هل البرتغال أفضل من دون كريستيانو رونالدو؟

تاريخ النشر:
2022-11-15 20:46
كريستيانو رونالدو لاعب منتخب البرتغال (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم تكن مسألة إشراك أفضل لاعب في العالم 5 مرات، كريستيانو رونالدو (37 عامًا)، من عدمها مع المنتخب البرتغالي مطروحةً للنقاش من الأساس، بل اعتُبِرت تدنيسًا للمقدّسات الكروية في لشبونة، والآن صارت واقعًا جدليًا في البرتغال.

بعد انطلاقة مخيّبة مع مانشستر يونايتد، وتسجيله هدفًا واحدًا مع انتصاف الموسم الحالي 2022-23 بالبريميرليغ، شابتها خلافات مع المدرب إريك تين هاغ وتصريحات نارية في الصحافة ضد النادي والإدارة، يبدو أن مسيرة رونالدو باتت على المحك.

أجمعت الصحافة الإنجليزية على أن رونالدو لن يلعب مجددًا بقميص مانشستر يونايتد بعد تصريحاته الأخيرة، التي تبعتها تصريحات مضادة من تين هاغ مفادها أنه لا يريد اللاعب في فريقه. يحدث هذا بالتزامن مع قرب انطلاق كأس العالم قطر 2022.

يمكن اعتبار مونديال قطر الملاذ الأخير لرونالدو؛ إذا ما أراد إنقاذ سمعته. فالتألق في المونديال سيمنحه دفعات معنوية وتسويقية لا مثيل لها، قد تُمكّنه مثلًا من العودة إلى ريال مدريد أو الانتقال إلى أحد عمالقة القارة، مثل تشيلسي أو بايرن ميونيخ.

لنعد إلى بيت القصيد.. تقارير إعلامية تحدثت عن نية مدرب البرتغال فرناندو سانتوس في أن يحذو حذو تين هاغ ويتجنب إشراك رونالدو أساسيًّا في كأس العالم، إثر تراجع مستويات اللاعب مؤخّرًا، فقد سجّل هدفًا من 10 مباريات لعبها بالبريميرليغ.

هل تلعب البرتغال أفضل من دون رونالدو؟

رقميًّا، لا يبدو أن إحصائيات البرتغال تختل في غياب رونالدو، فمنذ بداية مسيرته الدولية عام 2003 غاب اللاعب عن 24 مباراة رسمية مع منتخب بلاده، وفازت البرتغال في 14 منها. لكن لا تُعبِّر لغة الأرقام عن كل شيء في الحقيقة.

مباريات البرتغال من دون كريستيانو رونالدو

الإحصائيةمباراةفوزهزيمةتعادل
العدد241464

 
لا تمتلك البرتغال مهاجمًا يوازي قدرات رونالدو التهديفية، ومع امتلاك المدرب سانتوس صُنّاع لعب بارعين أمثال برناردو سيلفا وجواو كانسيلو وبرونو فرنانديز، فإن الحل الأمثل وضع مهاجم هدّاف أمامهم لاغتنام أنصاف الفرص.

كريستيانو رونالدو وفرناندو سانتوس في منتخب البرتغال غيتي ون ون winwin Getty
كريستيانو رونالدو ومدربه في منتخب البرتغال فرناندو سانتوس (Getty)


بالنظر إلى قائمة لاعبي منتخب البرتغال الحالية، ينعدم وجود مهاجم حقيقي يعوّض كريستيانو رونالدو، ولعل تلك المسألة تؤرق البرتغاليين والمدرب سانتوس نفسه عند التفكير في مرحلة "ما بعد رونالدو".

خيّب جواو فيليكس الآمال مع  أتلتيكو مدريد بعروض متذبذبة، فيما ينشط رافاييل لياو مع ميلان على الأجنحة ولا يُعَدّ مهاجمًا هدّافًا، أمّا أندري سيلفا فيمر بموسم سيئ مع لايبزيغ الألماني. وتعرَّض ديوغو جوتا للإصابة مع ليفربول وسيغيب عن المونديال.

انعدمت البدائل أمام المدرب سانتوس بالفعل. وأجاب بنفسه في سبتمبر/ أيلول الماضي عند سؤال حول أداء البرتغال من دون رونالدو في دوري الأمم الأوروبية قائلًا: "لا أعتقد أنه يمكن أن يؤدي فريق ما جيدًا حال غاب عنه أفضل ما لديه".

ما رأي خبراء كرة القدم في البرتغال؟

يقول توماس دا كونها، محلل رياضي في قناة "Eleven Sports" في مقابلة مع "BBC" حول مستقبل رونالدو مع البرتغال: "يتعيّن على المدرب سانتوس إيجاد أفضل طرق للعب لصناعة الأهداف إلى رونالدو، لكن من دون التضحية بالمواهب الموجودة".

يضيف دا كونها: "نمتلك الآن مواهب عالمية أفضل ممّا كان لدينا في فريق 2016 الذي حاز على اليورو، لذلك فإن سانتوس مضطر لإيجاد توليفة بين رونالدو وهذه المواهب، مع عدم المساس بهم (المواهب) لأنهم مستقبل الكرة في البرتغال".

يستكمل: "بدون رونالدو، تلعب البرتغال من دون تعقيد؛ لأن اللاعبين يشعرون أنه لا أحد في الميدان فوق الفريق، لا أحد أسطوري لذلك يلعبون بتناغم أكبر. أمّا في وجود رونالدو ينتاب اللاعبين شعور لا إرادي بضرورة تمرير الكرة إليه".

يشاطر روي مالهيرو محلل شبكة "RTP" زميله دا كونها الرأي ويقول: "يُستخدم رونالدو لإنهاء الهجمات في الشباك، نعم هذا صحيح، لكن من ناحية أخرى اللاعب البرتغالي جيد تقنيًا ويمتلك المهارة، البرتغال تخسر قليلًا هذه الميزة مع رونالدو".

ماذا يعتقد رونالدو حيال مشاركته في كأس العالم 2022؟

في مقابلة مع "أسوشيتد برس" قال رونالدو: "نحظى بفريق متكامل يمزج بين الخبرة والمواهب الشابة، آمل أن نُظهِر للعالم ما يمكن للبرتغال أن تفعله في المحافل الدولية، الجيل الحالي يتفوق كل الأجيال السابقة للبرتغال من حيث الجودة".

جلب رونالدو كأس أمم أوروبا في 2016 وكأس دوري الأمم الأوروبية في 2019 للبرتغال؛ لكنه لا يزال يفتقد البطولة الأهم "كأس العالم".. يوضّح في هذا الصدد: "سنذهب إلى قطر للفوز بالمونديال، أعتقد أن لدينا فريقًا قادر على فعل ذلك".

كان أفضل إنجاز لرونالدو على مستوى كأس العالم، الوصول إلى المربع الذهبي في ألمانيا 2006، في حين أن البرتغال لم تنجح في تجاوز ثمن النهائي في نسخة روسيا 2018 الأخيرة بعد الخسارة من أوروغواي 1-2، وإجمالًا يمتلك رونالدو 7 أهداف مونديالية.

كل أهداف رونالدو في كأس العالم

رقم قياسي منتظر لرونالدو في كأس العالم 2022

في حال هز رونالدو شباك خصومه في مونديال قطر 2022، سينفرد بالرقم القياسي كأكثر لاعب يسجّل في نسخ مختلفة من كأس العالم بواقع 5 نسخ بدأها في ألمانيا 2006، عندما كان شابًا بعمر 21 عامًا يلعب لصالح مانشستر يونايتد الإنجليزي في فترته الأولى.

تضم القائمة الحالية 4 لاعبين فقط سجّلوا في 4 نسخ من المونديال، هم الألمانيان أوفه زيلر وميروسلاف كلوزه، والبرازيلي بيليه، وانضم إليهم مؤخّرًا رونالدو بعد أن سجّل في مونديال روسيا 2018.

4 لاعبين فقط سجلوا في 4 نسخ من كأس العالم
اللاعبالجنسيةنسخ كأس العالم التي سجل بها
بيليهالبرازيل1958- 1962- 1966- 1970
أوفه زيلرألمانيا1958- 1962- 1966- 1970
ميروسلاف كلوزهألمانيا2002- 2006- 2010- 2014
كريستيانو رونالدوالبرتغال2006- 2010- 2014- 2018


أرقام رونالدو مع البرتغال

رونالدو هو أعظم هدّاف دولي في تاريخ كرة القدم بعد أن حطّم أرقام الأساطير السابقة، وأبرزهم الإيراني علي دائي الذي ظل متصدرًا للقائمة لسنوات طويلة.. يمتلك رونالدو إجمالًا 160 مساهمة تهديفية من 191 مشاركة مع البرتغال.

أرقام كريستيانو رونالدو مع البرتغال (حتى 15 نوفمبر 2022)
الإحصائيةمباراةهدفأسيستألقابأول مباراة
العدد191117432أغسطس 2003
رونالدو
كريستيانو قائد منتخب البرتغال يحتفل بحصد كأس دوري الأمم الأوروبية 2019 (Getty)


البرتغال قبل وبعد رونالدو

يُقسّم النُقّاد تاريخ كرة القدم البرتغالية إلى مرحلة ما قبل رونالدو وما بعده.. فشتّان بين الفترتين على جميع الأصعدة.

قبل رونالدو تأهلت البرتغال إلى 3 نسخ فقط من أصل 17 نسخة لكأس العالم، وفشلت في مشوار التصفيات 14 مرةّ، أمّا بعد أن لعب رونالدو دوليًا لمنتخب بلاده فقد تأهلت البرتغال إلى 4 نسخ من أصل 4 تصفيات خاضتها للمونديال.

الحال نفسه ينطبق على كأس أمم أوروبا، فقبل رونالدو تأهلت البرتغال إلى 3 نسخ فقط من أصل 11 أقيمت في تاريخ المسابقة. ومع رونالدو تأهلت إلى كل نسخ اليورو التي لُعبت، بدايةً من 2008 وانتهاءً بنسخة 2020 الماضية.

الأهم في تلك الجزئية هي الألقاب، فقبل رونالدو لم تحصد البرتغال أي لقب دولي، ومع رونالدو فازت بكأس أمم أوروبا 2016، ثم تبعته بكأس دوري الأمم الأوروبية 2019، وهما اللقبان الوحيدان في تاريخها إلى الآن بطبيعة الحال.

على مستوى الكرة الذهبية، حظيت البرتغال بجائزتين فقط لأوزيبيو عام 1965 ولويس فيغو 2000، وأضاف رونالدو إليهما لاحقًا 5 كرات ذهبية في أعوام 2008 و2013 و2014 و2016 و2017، ليصبح رصيد البرتغال 7 كرات ذهبية إجمالًا.

منتخب البرتغال قبل ومع كريستيانو رونالدو
البرتغالقبل رونالدوبعد رونالدو
كأس العالم3 مشاركات من أصل 174 مشاركات من أصل 4
كأس أوروبا3 مشاركات من أصل 114 مشاركات من اصل 4
الألقاب لا يوجدكأس أوروبا - دوري الأمم الأوروبية
الكرة الذهبية27
شارك: