هشام الدكيك لـwinwin: لن أغادر المغرب من أجل المال
وضع الاتحاد المغربي لكرة القدم مخططًا للاستفادة من نجاح منتخب كرة القدم داخل الصالات، ونقل تجربته إلى بقية المنتخبات المغربية لكرة القدم العادية، بعدما بات منتخب كرة القدم المصغّرة، الأفضل عربيًا وقاريًا، ويحتل المرتبة التاسعة عالميًا.
وارتبط نجاح المنتخب المغربي للصالات، باسم مديره الفني هشام الدكيك، الذي قاد المغرب للتتويج بلقب البطولة العربية والبطولة الأفريقية وكأس العالم للقارات، إذ يعول عليه الاتحاد المغربي لكشف سر نجاحه وتعميمه على منتخبات المغرب سواء المنتخب الأول أو منتخبات فئات الأولمبي والشباب والناشئين.
اجتماعات بين الدكيك وبويفليد
وكشف هشام الدكيك، صانع نجاحات منتخب المغرب لكرة الصالات، لـ"winwin" أنه شرع في عقد اجتماعات مع البلجيكي كريس فان بويفيلد، المشرف العام على الإدارة الفنية للاتحاد المغربي، بغرض وضع استراتيجية لنقل طريقة عمله داخل منتخب الصالات إلى بقية منتخبات المغرب لكرة القدم.
وقال الدكيك: "قد يعتقد الكثيرون أن كرة القدم داخل الصالات لا علاقة لها بكرة القدم التي تعتمد على 11 لاعبًا، وهذا اعتقاد مغلوط، فما نريد تعميمه على جميع المنتخبات المغربية لا يتعلق بأساليب اللعب والتكتيك، لأن هذا الأمر يختلف من مدرب إلى آخر، لكننا نعمل على نقل طريقة عملنا مع اللاعبين، وكيفية تسييرهم والتعامل معهم".
وأضاف الدكيك، الحائز على جائزة أفضل مدرب مغربي للموسم الماضي: "استفدتُ كثيرًا من مناهج الشركات والمؤسسات الكبرى التي تضم عددًا كبيرًا من الموظفين والمستخدمين، في طرق تسيير وتدبير المجموعة، وأخذتُ عنهم الطرق العلمية الحديثة، لقيادة اللاعبين نحو تحقيق النجاح".
وتابع الدكيك حديثه قائلًا: "الجانب التدبيري وطريقة تسيير المجموعة أول أمر مهم يمكنه أن يفيد الكرة المغربية، سواء من حيث انتقاء اللاعبين، وعقد التجمعات الإعدادية بنجاح، وطريقة عقد اجتماعات مع اللاعبين وتحفيزهم، وأيضًا كيفية التعامل مع الفيديو التحليلي بطرق حديثة ومبتكرة، فضلًا عن نوعية الخلفية التي يعامل بها الطاقم التقني لاعبي المجموعة".
وأضاف: "حينما أتحدث عن المرجعية، فأنا هنا أطرح التساؤل التالي، هل يتعلق الأمر بمرجعية أوروبية علمية حديثة؟ أم مرجعية ذات أسس ثقافية مغربية دينية؟ فكلها نقاط يمكن أن تفيد المنتخبات المغربية الأخرى في السير على طريق النجاح كما سرنا نحن؛ لأن قيادة اللاعبين تتشابه في جميع المنتخبات والأندية، بغض النظر عن النهج الفني والتكتيكي الذي يبقى أمرًا خاصًا بالمدربين".
وأردف المدير الفني لمنتخب المغرب لكرة الصالات: "الإمكانيات المادية ومواهب اللاعبين وحدها لا تكفي لحصد الألقاب القارية والدولية، بل يجب أولًا صُنع مجموعة متجانسة بالطرق والمناهج الصحيحة".
وتابع: "يجب توفير جو صحي داخل المنتخبات، يشعر فيها اللاعبون بالارتياح وأنهم داخل أسرة واحدة، لا فرق فيها بين اللاعبين الاحتياطيين والأساسيين، فجميعهم يملكون فرصًا متساوية حسب مؤهلاتهم الفنية والبدنية، لكن مع ضرورة بذل مجهودات كبيرة وتطوير المدارك لدى المديرين الفنيين، عبر التكوين المستمر والبحث عن كل المستجدات العلمية والفنية والتكتيكية والذهنية في مجال كرة القدم".
وأردف قائلًا: "يجب العمل بصدق وأمانة حتى يوفقك الله تعالى، ونجاحي مع منتخب المغربي جاء؛ لأن الله بارك لنا في عملنا، وكما تلاحظ، أنا أستعمل مرجعية دينية، وهي المرجعية التي استخدمها شخصيًا مع اللاعبين؛ لأننا في نهاية المطاف مسلمون".
وقال الدكيك:" الجميع يلاحظ كيف أن لاعبين كبارًا، يرسمون الصليب ويقومون بالدعاء قبل المباريات أو بعد تسجيل الأهداف، وفق مرجعيتهم الدينية الخاصة، لكن يجب تعزيزها بالمناهج العلمية الحديثة والإخلاص في العمل".
وأكد هشام الدكيك أنه اعتذر عن عدم قبول عروض مغرية لتدريب منتخبات عربية في القارة الآسيوية، بسبب رغبته في استكمال عمله في المغرب، والتأسيس لكرة القدم داخل الصالات على أسس قوية، لن تتأثر برحيله.
وتابع: "لن أغادر المنتخب المغربي لأجل المال، ولم يَحِنْ بعدُ موعد ذلك، صحيح أننا تُوِّجنا بالعديد من الألقاب الكبيرة، وقفزنا من الرتبة 110 عالميًا إلى المركز التاسع، لكن رسالتي لم تنتهِ بعد، أنتظر رؤية هؤلاء اللاعبين الذين يشكلون المنتخب المغربي، يومًا ما مدربين يُشرِفون على تدريبات أندية ومنتخبات مغربية، وبعدها سأرحل وأنا مرتاح البال".
وأشار هشام الدكيك إلى أن المنتخب المغربي بات رقمًا صعبًا في معادلة المنتخبات العالمية، ويتميز بانسجامٍ كبيرٍ بين لاعبيه، ما سمح له بالتتويج بكأس العرب وكأس أفريقيا وكأس العالم للقارات، قبل أن يوضح: "لكننا لن نعتبر منتخبنا منتخبًا عالميًا بمجرد التتويج بالألقاب، بل يجب أن نرتكز على نهج قاعدي يشمل جميع الفئات العمرية الصغرى، وتشييد عشرات الصالات الجيدة".