نجم ناشئي الجزائر على خطى سليماني.. ويتعلم من مبابي
أسهم قائد منتخب الجزائر للناشئين، مسلم أناتوف، في فوز الجزائر في المباراة الافتتاحية لكأس أفريقيا تحت 17 عاما، يوم السبت، على حساب الصومال بنتيجة هدفين دون رد بملعب نيلسون مانديلا في العاصمة الجزائرية، ولحساب المجموعة الأولى، من خلال تسجيله للثنائية في الدقيقتين 22 و51 واختياره رجلا للمباراة، ليؤكد كل الآمال المعلقة عليه كلاعب واعد.
ويُصنف أناتوف المولود في 5 مايو/ أيار عام 2006، بولاية تندوف الجزائرية، في خانة اللاعبين الواعدين، حسب متابعين، بفضل المهارات الفنية والذهنية العالية التي يتمتع بها، والتي قادته للحصول على شارة قيادة منتخب الجزائر للناشئين، والتربع على عرش النجم الأول للمنتخب.
ولم تسطع نجومية المهاجم الواعد بدايةً من بطولة كأس أفريقيا للناشئين، بل بدأت خلال مسابقة كأس العرب لذات الفئة، التي جرت خريف العام الماضي بالجزائر وتوّج بلقبها "صغار المحاربين"، بعد الفوز على المغرب في النهائي بركلات الترجيح (4-2) عقب انتهاء المواجهة بالتعادل الإيجابي (1-1)، ونال مسلم أناتوف آنذاك جائزة أفضل لاعب في البطولة، ليخطف أنظار الجزائريين والمتابعين.
وتتوقع فئة كبيرة من الجماهير الجزائرية أن يكون مسلم أناتوف الخليفة المثالي لإسلام سليماني، الهدّاف التاريخي لمنتخب الجزائر الأول في المستقبل القريب، إن واصل خريج أكاديمية الاتحاد الجزائري لكرة القدم على نفس النهج وطوّر مستوياته الفنية أكثر فأكثر، خاصة أنه يملك حسّا تهديفيا نادرا ومهارات فنية شبيهة بتلك التي يتمتع بها اللاعبون الهدّافون بالفطرة، على حد تعبير العديد من المحللين.
ويقول الكثير من المحللين إن الجزائر لم تتوفر على مهاجم صريح واعد بمواصفات مسلم أناتوف منذ سنوات عديدة، في وقت سيطر فيه إسلام سليماني على هذا المركز في المنتخب الأول ودون منافس حقيقي لأكثر من 10 سنوات.
والغريب في مشوار مسلم أناتوف الكروي أنّه بدأ ممارسة كرة القدم منذ نحو 5 سنوات فقط، على مستوى نادي اتحاد تندوف بمسقط رأسه، وشارك في البداية كظهير أيمن قبل أن يستقر مدربه بعد ذلك على تغيير مركزه وتحويله إلى مهاجم صريح، بعد أن لمس فيه حسّه التهديفي المميّز.
ونجح أناتوف بعد ذلك في الاختبارات التي أجراها الاتحاد الجزائري لكرة القدم للبحث عن المواهب في جنوب الجزائر، لينتقل بعدها إلى أكاديمية اتحاد الكرة بمدينة سيدي بلعباس، ومن هناك بدأ في صناعة اسم له مع منتخب الناشئين، ورغم العروض العديدة التي وصلته من الأندية الجزائرية بعد تألقه في كأس العرب الأخيرة، فإن أناتوف قرر مواصلة تكوينه في أكاديمية الاتحاد الجزائري.
ويتميز مهاجم منتخب الجزائر للناشئين بنضجه الكروي المبكر، ما يبرز من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام، والتي يتحلى خلالها دائما بالتواضع، وهو الذي قال ردا على سؤال حول مثله الأعلى في كرة القدم: "لا يوجد مثل أعلى ثابت بالنسبة لي، لكني أسعى للتعلم أكثر من كيليان مبابي".