نادي "بالستينو" حامل راية الفلسطينيين في كرة القدم التشيلية

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-05-03 15:15
أرشيفية لفريق بالستينو التشيلي (Twitter/ Palestino)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

على بعد آلاف الأميال من دولة فلسطين، يرفرف العلم الفلسطيني عالياً في ملعب لكرة القدم بالعاصمة التشيلية سانتياغو، هو ملعب بالستينو الذي يُعد واجهة كرة القدم الفلسطينية الحقيقية في أمريكا الجنوبية.

خرج المئات من المشجعين لدعم فريقهم، "النادي الرياضي الفلسطيني"، وهو ناد لكرة قدم محترف يلعب بألوان العلم الفلسطيني الأخضر والأسود والأحمر والأبيض.

يحمل الكمّ الأيسر من قميص الفريق خريطة فلسطين كما كانت قبل قيام الكيان الصهيوني المحتل قبل 75 عاماً بالتمام، ويحمل النادي الذي أسّسه مغتربون فلسطينيون في العام 1920، شعار "أكثر من فريق، شعب بأكمله".

يقول رجل الأعمال رافاييل ميلاد (29 عاماً) لوكالة فرانس برس: "حتى إننا نملك الأغاني: غزة تقاوم/ فلسطين موجودة"، ويضيف: "بالستينو (لقب النادي) عمره 100 عام، أقدم من دولة الكيان الصهيوني نفسها".

بالستينو هو فلسطين

في بداية القرن العشرين، وصل فلسطينيون من مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور إلى تشيلي البعيدة، وأسّسوا مجتمعاً في أمريكا الجنوبية يبلغ عدد سكانه في الوقت الراهن ما يقرب من نصف مليون شخص، وهو التجمّع الأكبر لهم خارج العالم العربي.

أصبح هؤلاء تجار نسيج ناجحين، ودخل أحفادهم المجال السياسي (35 منهم كانوا وزراء أو برلمانيين)، وبعد ثلاثة عقود من تأسيسه في العام 1920، ظهر النادي للمرة الأولى في المستوى الاحترافي.

يقول روبرتو بشارة اللاعب السابق في النادي الذي سبق له اللعب دولياً مع منتخب فلسطين: "بالستينو هو فلسطين والعكس صحيح. نحن على اهتمام كبير ودائم بالقضية".

جماهير من أصول فلسطينية تساند بالستينو في الدوري التشيلي

فاز بالستينو بلقبين محليين في الدوري التشيلي عامي (1955 و1978)، ووصل إلى الدور قبل النهائي في كأس ليبرتادوريس في العام 1979، وفي العام 2014، أقدم الفريق على تغيير الرقم 1 على ظهر قميصه إلى شكل خريطة لدولة فلسطين تضم كافة الأراضي الفلسطينية، ولكن تم تغريمه ومُنع من ارتدائه من قبل الاتحاد التشيلي لكرة القدم بعد تقديم شكوى.

ذات مرة، أثار اللاعبون جدلاً أيضاً عندما ارتدوا الكوفية الفلسطينية في أرض الملعب، وفي 2019 قام النادي بنصب شاشات عملاقة للجماهير في رام الله لمتابعة مباراة دولية ضد ريفر بليت الأرجنتيني.

وعلى الرغم من أن الفريق لم يعد يضم لاعبين من أصول فلسطينية؛ إذ كان آخرهم نيكولاس زيدان، الذي ترك النادي في العام 2021، فإن الطابع الفلسطيني المميز له لا يزال حاضرًا.

ويقول المحامي من أصول فلسطينية ميغيل كورديرو (49 عاماً): "رغم عدم وجود لاعبين من أصول فلسطينية، فإن الفريق يواصل تمثيل كل هؤلاء الفلسطينيين الموجودين هناك والذين يواجهون أوقاتاً عصيبة. كل فوز لبالستينو هو فرحة صغيرة وسط المعاناة التي يواجهونها كل يوم".

النساء أيضاً

عندما لا يكونون في الملعب، يتجمع المشجعون لمشاهدة المباريات في أحد تجمعات الرابطة في سانتياغو أيضاً، والذي يضم نحو 4600 عضو. يتباهى المكان بخريطة فلسطينية تاريخية، ولوحة جدارية عليها شخصية الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع موسيقى عربية في الخلفية.

ربما يكون فرانسيسكو مونيوس (48 عاماً) أكثر مشجعي الفريق ارتداء للألوان، وكثيراً ما يذهب إلى الملعب مرتديا زيّ "الشيخ" العربي، ومنزله عبارة عن مزار للفريق.

ويعمل فريق "بالستينو" بنشاط على تعزيز فريقه النسائي الذي أُسّس قبل 25 عاماً تقريباً وفاز بلقب الدوري عام 2015، كما قام النادي التشيلي بتمويل مدارس كرة قدم للبنين والبنات في دولة فلسطين.

شارك: