ميركاتو ساخن بين الأندية الغنية في الدوري الجزائري للمحترفين
يشهد سوق الانتقالات الصيفية في الدوري الجزائري للمحترفين منذ افتتاحه يوم 17 يوليو/ تموز الجاري والمستمر إلى غاية 10 سبتمبر/ أيلول المقبل، أي 5 أيام فقط قبل انطلاق الموسم الجديد، تنافسًا شديدًا بين أربعة أندية فقط، تعد الأغنى في الجزائر بحكم امتلاكها من طرف شركات وطنية، في وقت تكتفي به باقي أندية دوري المحترفين بموقف المشاهد، برأي محللين.
وبرزت أندية شباب بلوزداد (بطل الدوري الجزائري للمرة الرابعة على التوالي)، ومولودية الجزائر وشبيبة القبائل وبدرجة أقل اتحاد العاصمة، لحد الآن كأكثر الأندية نشاطًا في الميركاتو الصيفي، من خلال إعلانها عن ضم العديد من اللاعبين، وعلى وجه التحديد الأبرز والأفضل منهم في الفترة الحالية، متخذة سياسة التكتم الكاملة والسّرية في المفاوضات للفوز بأفضل الصفقات.
وتبعًا للحرب الشرسة بين هذه الأندية للفوز بأفضل اللاعبين، سارعت إدارة نادي شباب بلوزداد لإصدار بيان تطمئن فيه جماهيرها بتحركاتها في سوق الانتقالات الصيفية وتطالبهم فيها بعدم الانسياق وراء الشائعات، وكتبت على حساب النادي الرسمي في "فيسبوك": "على ضوء ما يتم تداوله هذه الأيام عبر منصات التواصل الاجتماعي حول جديد سوق الانتقالات الصيفية، وبالخصوص الصفقات التي تخص فريق شباب بلوزداد. وتؤكد إدارة الفريق أن معظم الأخبار التي يتم الترويج لها غير صحيحة".
وتابعت: "وبالتالي ندعو أنصار شباب بلوزداد إلى عدم الانسياق خلف الإشاعات وسيتم نشر كل جديد بخصوص فترة الميركاتو، فقط عبر الصفحة الرسمية لشباب بلوزداد"، ويُقصد بالبيان، حسب مقربين من إدارة بطل الجزائر، بعض وكلاء اللاعبين الذين يروّجون لأسماء غير موجودة أصلًا في أجندة شباب بلوزداد بغرض الإشهار لها على حساب سمعة وخطط النادي.
وتميزت تحركات الأندية المذكورة على ضم نجوم سابقين لمنتخب الجزائر كانوا ينشطون في دوريات أجنبية، على غرار ما قام به نادي شباب بلوزداد، الذي ضم كل من أسامة درفلو ورؤوف بن غيث، لاعبي ناديي إيمن الهولندي والرجاء البيضاوي المغربي على التوالي، في حين ضم مولودية الجزائر، مدافع نادي الوصل الإماراتي، جمال بلعمري، فضلًا عن مهدي زرقان، نجم نادي نيم أولمبيك الفرنسي.
وتسببت نشاطات الأندية الجزائرية الأغنى في الميركاتو الصيفي بأزمة بين جماهير هذه الأندية، وعلى وجه التحديد بين ناديي مولودية الجزائر وشبيبة القبائل بسبب صفقة المدافع الدولي السابق، جمال بلعمري، الذي كان قريبًا جدًا من الانضمام لنادي شبيبة القبائل (فريقه السابق)، لكن المعطيات تغيرت في آخر لحظة ليوقع مع مولودية الجزائر، ما عرّضه لهجوم حاد في "السوشيال ميديا" من طرف جماهير الشبيبة.
وتلجأ الأندية الجزائرية إلى عامل السّرية التامة في حسم صفقاتها للموسم المقبل، من أجل تفادي سيناريو المزايدات المالية المبالغ فيها، حسب محللين، والتي يستغلها وكلاء اللاعبين للحصول على عمولات انتقال قياسية، مستغلين الراحة المالية لبعض الأندية الجزائرية، التي تسيرها شركات حكومية مقارنة بغالبية أندية دوري المحترفين التي تعاني من أزمة مالية حادة.
ويرى الكثير من المتابعين أن معاناة غالبية الأندية الجزائرية من أزمات مالية حادة، سيتسبب مرة أخرى في عدم التوازن بين أندية دوري المحترفين، ما سيسمح للأندية الغنية بالسيطرة على المنافسة وحصد الألقاب، بفضل توفرها على أفضل اللاعبين وكل الإمكانيات للتحضير الجيّد والقدرة على الالتزام بتسديد رواتب اللاعبين، على عكس أغلب الأندية الأخرى.