مونديال العباءة.. موتوا بغيظكم !!
تقريبًا لأول مرة في التاريخ نرى جماهير تحزن على انتهاء المونديال وترفض تصديق أن (الحلم الجميل) قد انتهى، وهذه المرة الأولى التي نجد فيها جماهير الفرق التي خرجت من الأدوار الأولى ترفض المغادرة وتمدد الإقامة لتبقى وتستمع حتى النهائي والختام.
وبالتأكيد اتفقت كل الآراء على أنه التنظيم الأروع والأنجح تاريخيًا، والقصة أكبر من مجرد تنظيم مسابقة حتى ولو كانت الأكبر على مستوى العالم، لم تكن بطولة في كرة القدم والسلام بل كانت تحدٍ لنزع الغبار عن مفاهيم كثيرة خاطئة كوّنها الغرب عن الشرق وكان المونديال رهانًا للتعريف بعادات وقيم العرب.
قطر يا سادة رسخت حضارة وتقاليدًا وثقافةً وفرضت هويةً، نعم فرضت الهوية العربية، ويكفي مشهد الختام حينما ارتدى ميسي العباءة (البشت) وهو بالتأكيد مشهد لم يأتِ صدفة، وتم الترتيب له بدقة متناهية كما هو الحال في كل تفاصيل البطولة.
مشهد (العباءة) في حد ذاته هو (الفنالة) بلغة أهل السينما أو المشهد الأهم الذي يلخص ويبرز الحدث، ويجب أن تصدق أن مشهد ارتداء ميسي لها دخل التاريخ؛ فمهما مر الزمن سيبقى هذا المشهد في الذاكرة بل وستستدعيه الذاكرة في كل مونديال جديد.
وأهمية مشهد العباءة ظهرت مع ردود الأفعال الغاضبة من الإعلام الغربي الذي جن جنونه من ارتداء ميسي (للبشت العربي)، ونقول لهم موتوا بغيظكم.
وختامًا شكرًا على المونديال الأعظم الذي أسعد المليارات لمدة شهر كامل، شكرًا على الاهتمام بالتفاصيل، شكرًا على حسن الضيافة، شكرًا على التنظيم بدون مشكلة واحدة، شكرًا قطر.