منتخب مصر يعود إلى "باصي لصلاح" بطريقة مبتكرة
استهل منتخب مصر مشواره في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بالفوز على منتخب جيبوتي بسداسية نظيفة على ملعب القاهرة الدولي، وسط تألق لافت من نجمه الأول محمد صلاح.
وبهذه النتيجة، اعتلى منتخب مصر صدارة المجموعة الأولى التي تضم كُلًّا من جيبوتي، إثيوبيا، سيراليون، بوركينا فاسو، وغينيا بيساو، وضمن ذات المجموعة خيّم التعادل السلبي على نتيجة مواجهة إثيوبيا وسيراليون التي أُقيمت أمس الأربعاء.
ومن المقرر أن يلتقي منتخب مصر مع سيراليون في ليبيريا يوم الأحد المقبل بالجولة الثانية من التصفيات المونديالية.
كان من الواضح منذ الوهلة الأولى أن المباراة ستذهب في اتجاهٍ واحدٍ لفارق الخبرات والجودة وكل شيء يُمكنك وضعه في إطار مقارنة بين المنتخبين.
منتخب جيبوتي المكون من أكثر من 7 لاعبين من فريق واحد وهو أرتا سولار الذي تفوق عليه الزمالك في أسوأ حالاته في الكونفيدرالية، كان صيدًا سهلًا للفراعنة.
البعض قد يعتبر أن هذه المباراة لا تمثل الصورة الحقيقية لمنتخب مصر في تصفيات المونديال؛ لكن يبدو أنها كانت تحمل جديدًا في أفكار المدرب روي فيتوريا.
"باصي لصلاح" بطريقة أكثر ابتكارًا
سابقًا كان يُقال على المنتخب المصري أنه منتخب قائم على فكرة "باصي لصلاح"، امنحه الكرة ودعه يتصرف. هذه الصورة النمطية تغيّرت نوعًا مع فيتوريا، لدرجة أن آخر هدف لصلاح قبل مباراة اليوم كان أمام مالاوي يوم 28 مارس الماضي ولم يسجل في آخر 6 مباريات لمصر، قبل أن يستعيد بريقه بتسجيله 4 أهداف "سوبر هاتريك".
كالعادة لجأ فيتوريا إلى الطريقة التي يُفضلها 4-3-3، بوجود محور ارتكاز دفاعي وحيد وهو مروان عطية وأمامه ثنائي في المركز رقم 8 هما أحمد سيد زيزو على اليمين ومحمد النني على اليسار.
هكذا تكون الطريقة على الورق؛ لكن زيزو في هذه الطريقة بحقيقة الأمر جناح مقلوب، والحالة في الدقيقة 28 كما تُوضّح الصورة، تشير بوضوح إلى إستراتيجية فيتوريا.
بفضل سرعته ومهارته كان زيزو يميل إلى الطرف ويجعل محمد صلاح يلعب للداخل ويصبح أقرب للمرمى، ويعاونه في الجانب الأيمن وجود عمر كمال عبد الواحد.
عمر كمال عبد الواحد هو لاعب جناح في الأصل، لكن يتم توظيفه كظهير أيمن، ولأنه جناح فهو يجيد الاختراقات، ويفتح الجبهة اليمنى وقد كسب ركلة جزاء بفضل هذه الاختراقات.
مع القوة التي يتمتع بها عمر كمال وميل زيزو إلى اليمين، يجيد محمد صلاح الشيء الذي يحبه "المساحات بين المدافع والظهير أو في قلب الملعب" ويكون أقرب لمرمى الخصم، وبالتالي تسهل عليه مهمة الوصول للشباك.
حتى في الهدف الأول، تحرّك مصطفى محمد المهاجم الصريح للطرف ولعب كرة لصلاح "المهاجم" ليهز الشباك، حيث تم خدمة صلاح باختلاق مساحات له بهذه التحركات وجعله هو المهاجم الوهمي والأقرب للمرمى.
وبهذه الطريقة يمثّل صلاح أيضًا طُعمًا للمنافسين؛ إذ يأخذ حريةً كبيرةً في السقوط للخلف لمنح مصطفى محمد وزيزو وعمر مرموش وتريزيغيه المساحة.
من هنا عاد منتخب مصر ليصبح منتخب "باصي لصلاح" لكي ينهي الهجمات!