منتخب قطر يتحدى الإمارات بدوافع تأكيد الصحوة في تصفيات آسيا لكأس العالم
يتسلح العنابي بدوافع الصحوة عندما يحل ضيفًا على الأبيض الإماراتي، اليوم الثلاثاء، على استاد آل نهيان في أبوظبي ضمن الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى للمرحلة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.
وإذا كان الانتصار على المنتخب الأوزبكي قد أعاد الأدعم الى المسار الصحيح في تصفيات آسيا المؤهلة للمونديال، فإن التأكيد سيكون مطلبًا بفوزٍ ثان يعزز الحظوظ في التأهل المباشر إلى المونديال عبر احتلال أحد المركزين الأول والثاني في المجموعة.
وتأتي أهمية المواجهة بفعل الشراكة الحالية بين المنتخبين في المركز الثالث بالرصيد ذاته البالغ (7) نقاط، مع أسبقية إماراتية بفارق الأهداف، حيث يسعى المنتخبان القطري والإماراتي من خلال هذه المواجهة للحاق بالمنتخب الأوزبكي الثاني برصيد 10 نقاط، ومحاولة تقليص فارق النقاط الست مع المنتخب الإيراني صاحب الـ 13 نقطة، ما يعني أن الفائز سيواصل الضغط نحو حجز مقعد مباشر في المونديال، فيما سيتأخر الخاسر خطوات تجعله يرزح تحت ضغط تجسير فوارق النقاط في الجولات الأربعة الأخيرة.
ويعيش المنتخبان حالة معنوية جيدة في تصفيات آسيا عقب الانتصار في الجولة الماضية، بعدما تجاوز العنابي المحطة الأوزبكية الصعبة بانتصار ثمين 3–2 ، فيما قام الأبيض بما عليه وحقق فوزًا صريحًا على قيرغيزستان بثلاثية نظيفة، رغم اختلاف التحدي، على اعتبار أن العنابي واجه منافسًا مباشرًا، ما جعل المخزون المعنوي يبدو أكبر.
العنابي والتخلص من الضغوط في تصفيات آسيا بمكتسبات فنية
يرفع العنابي شعار رد الدين عقب خسارة الذهاب أمام المنتخب الإماراتي بهدف لثلاثة على استاد أحمد بن علي في الدوحة في مستهل مشوار المنافسات، والعودة بالنقاط الثلاثة التي ستؤكد استعادة المنتخب القطري كامل البأس بعد تعثرات غير متوقعة خلال مجمل الجولات الأربعة التي سبقت مواجهة المنتخب الأوزبكي في تصفيات آسيا.
الوضعية تبدو مختلفة تمامًا بالنسبة للعنابي الذي تخلص لاعبوه من ضغوط كبيرة رزحوا تحتها منذ الخسارة الثقيلة أمام المنتخب الإيراني في الجولة قبل الماضية 1–4 في دبي، بالانتصار الثمين في الرمق الأخير على أوزبكستان، وفق مكتسبات فنية كبيرة تجسدت في الشوط الأول بمتغيرات تكتيكية فاعلة قام بها المدرب الإسباني ماركيز لوبيز الذي واجه انتقادات لاذعة قبل المباراة.
النهج الذي اتبعه المنتخب القطري في المباراة السابقة، كان مثاليًا خصوصًا في النصف الأول من المباراة، بعدما لجأ إلى اللعب المباشر متخليًا عن الاستحواذ، معولًا على تحولات سريعة أثمرت عن نجاعة كبيرة في خلق الفرص، وفي ذلك مدلولات استعادة الثقة بالقدرة على إظهار صورة تشبه إلى حد ما العروض التي قدمها العنابي في كأس آسيا الأخيرة.
أسلوب اللعب.. وإشارات لوبيز
صحيح أن المواجهة تبدو مختلفة تمامًا عن المباراة الماضية التي خاضها العنابي أمام المنتخب الأوزبكي، بالاختلافات الجوهرية بين المنتخبين، وفق ما أكده لوبيز خلال المؤتمر الصحفي، بيد أن المدرب قدم إشارة بين سطور الحديث، تشير إلى الطريقة التي سيتبعها في المباراة، التي يبدو أنها ستكون نسخة طبق الأصل من حيث المضمون بكل قدمه المنتخب أمام أوزبكستان.
المقصد هو أن لوبيز يخطط إلى مواصلة التخلي عن الاستحواذ في مباراة اليوم ضمن تصفيات آسيا ضد الإمارات، من خلال ترك الكرة لمنافسه الذي اعتاد على ما يبدو أن يكون أكثر جرأة عندما يلعب على أرضه، وهو ما أظهره حتى في مواجهة المنتخب الإيراني القوي، وبالتالي فإن إحكام إغلاق المناطق الخلفية وعمق منطقة العمليات، سيكون الركن الأساس في التنفيذ، ومن ثم شن الهجمات المرتدة السريعة بأقل عدد من التمريرات للوصول بأقصر الطرق إلى مرمى المنافس.
وعلى مستوى عناصر التنفيذ، فثمة ثوابت لا غنى عنها في المنتخب القطري، بدءًا من الحارس مشعل برشم مرورًا بثلاثي عمق الدفاع (خوخي بوعلام، طارق سلمان، لوكاس مينديز) إلى جانب أحمد فتحي في المحور والثنائي الأمامي أكرم عفيف والمعز علي نجمي مباراة أوزبكستان والأفضل فيها بلا منازع.
المتغيرات ستقتصر على أربعة مراكز بدءًا من خيارات الأظهرة، فربما يعود عبد الكريم حسن بفعل الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها، فيما سيكون الرهان على الظهير الأيمن وفق خيارات ضيقة في ظل إصابة بيدرو وعبد الله اليزدي ووجود بسام الراوي، في حين سيكون إبراهيم الحسن الخيار الأمثل لتشكيل الثنائية مع أحمد فتحي في المحور، في الوقت الذي يملك فيه المدرب خيارات عديدة في اللاعب الثالث ضمن الخط الأمامي إلى جانب أكرم والمعز والذي يؤدي دورًا مزدوجًا بين الإضافة في منطقة العمليات والإسناد من الناحية الهجومية، وهو الدور الذي برع فيه أحمد الجانحي.