منتخب قطر محطة جديدة وأهداف عديدة في الكأس الذهبية
تجربة فريدة يخوضها المنتخب القطري عبر مسابقة الكأس الذهبية 2021 في نسختها الـ16 والتي تستمر من 10 يوليو/ تموز إلى 1 أغسطس/ آب بالولايات المتحدة الأمريكية، في إطار استعدادته الدؤوبة لخوض بطولة كأس العالم 2022، المسابقة الحلم التي يخطط لها الاتحاد القطري منذ قرابة عقد من الزمان ويهدف للوصول إلى أبعد نقطة خلالها.
الثمرة الأولى
أولى بشائر التخطيط الفعلي كان الحصول على لقب كأس أمم آسيا عام 2019 واكتساح العنّابي لجميع منافسيه بمن فيهم صاحب الأرض المنتخب الإماراتي برباعية نظيفة، ثم التغلّب على الكمبيوتر الياباني بثلاثية في المشهد الختامي، بطولة تألق فيها وسيطر عليها نجومه الرائعون أمثال المعز علي وأكرم عفيف وحسن الهيدوس وعبد الكريم حسن، لقد باتوا نجومًا فوق العادة في القارة الصفراء ولمعت أسماؤهم، ليحرزوا جوائز أفضل اللاعبين في آسيا.
صدامات مطلوبة
ومن أجل مقارعة الكبار في كأس العالم بعد عام ونصف، ومسايرة نسقهم العالي، فقد كان لزامًا على لاعبي المنتخب القطري خوض المزيد من الاحتكاك والصدام مع منتخبات متنوعة، بدأت بالفعل عبر المشاركة في كوبا أمريكا 2019 عندما واجه العنّابي باراغواي وتعادل معها 2-2 ثم انهزم من كولومبيا والأرجنتين 0-1 0-2 تواليًا. تجربة أفضت إلى اكتساب خبرات جديدة للمجموعة الشابة بقيادة الإسباني فيليكس سانشيز.
وعلى مستوى قارة أوروبا فإن الاتحاد القطري أخذ تأشيرة خوض التصفيات المؤهلة إلى المونديال، واحتك ولا يزال بالمدرسة الأوروبية عبر المجموعة الأولى، حيث بدأ مسيرته بانتصارين وتعادل أمام أيرلندا وأذربيجان ولوكسمبورغ، على أن يلتقي البرتغال وصربيا في سبتمبر/ أيلول المقبل.
والآن بعد أمريكا الجنوبية وأوروبا، يتجّه المنتخب القطري للاحتكاك بمدرسة جديدة في قارة أمريكا الشمالية (الكونكاكاف) وليكتب اسمه في سجلات التاريخ كأول منتخب عربي يخوض بطولة الكأس الذهبية، قاطفا ثمار توقيع الشراكة بين الاتحاد القطري ونظيره في القارة الأمريكية الشمالية من أجل المشاركة في نسختي 2021 و2023 من البطولة.
مجموعة المنتخب القطري في الكأس الذهبية 2021
يلعب منتخب قطر في إطار المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات هندوراس وبنما وغرينادا، ويستهل "العنابي" مشواره في البطولة بملاقاة بنما يوم 14 يوليو/ تموز الحالي، ثم غرينادا يوم 18 وأخيرًاهندوراس يوم 21. ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور التالي لخوض المواجهات الإقصائية وصولًا إلى النهائي، مع العلم أن البطولة تحتوي على 16 منتخبًا مقسمين على 4 مجموعات.
هل تكون قطر بطلة بطولتين قاريتين؟
التحدي الأكبر أمام المنتخب القطري قبل الدخول رسميًا في العد التنازلي لكأس العالم 2022 هو خوض غمار مسابقة دولية كبرى كالكأس الذهبية، التي لم يستطع أي منتخب من خارج المنطقة الفوز بها، حيث فشلت البرازيل في تحقيق اللقب خلال المشاركة بـ 3 نسخ منها، وكذلك كوريا الجنوبية وكولومبيا، ما يجعل قطر صاحبة إنجاز تاريخي حال التتويج بالمسابقة، بل إنها ستجمع المجد من طرفيه كونها حاملة اللقب الآسيوي.
خطة قطر الاستعدادية لمونديال 2022
منذ الإعلان عن فوز قطر بتنظيم كأس العالم في ديسمبر/ كانون الأول 2010، بحث المسؤولون عن توفير أفضل بيئة وإمكانات وخطط ممكنة لتكوين فريق الأحلام الذي سيخوض المعترك العالمي على الأراضي القطرية، فتم تأسيس مجموعة شابة متناغمة صعدت مع مدربها الإسباني سانشيز عبر الفئات السنية المختلفة وصولًا للمنتخب الأول الذي حصد كأس آسيا عام 2019.
ثم تبعه مشاركات دولية مع منتخبات من جميع المدارس وقارات العالم، على غرار خوض منافسات كوبا أمريكا 2019 والكأس الذهبية 2021، والتصفيات الأوروبية، على أن يستمر العمل بالمشاركة في بطولة كأس العرب، نهاية العام الحالي على الملاعب المونديالية، فضلًا عن استكمال تصفيات القارة الأوروبية حتى العام المقبل.
وبخلاف تلك المشاركات الرسمية، خاض العنابي العديد من المباريات الودية أمام منتخبات إفريقية مثل غانا، ولا يزال في البرنامج الإعدادي للعام المقبل الكثير من المباريات التي سترفع من أهبة التحضيرات، وصولا لليوم المنشود يوم افتتاح كأس العالم 2022.