منتخب جبهة التحرير.. قصة فريق ولد من رحم الثورة الجزائرية

تاريخ النشر:
2021-04-13 19:36
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
جمال بلماضي ورياض محرز مع محمد معوش أحد لاعبي منتخب جبهة التحرير (faf/facebook)
الجزائر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يمر اليوم 13 أبريل/ نيسان، 63 عاماً على تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، الذي حمل علم الجزائر خلال المحافل الدولية كنضال موازٍ لمحاربة الاستعمار الفرنسي ودعم ثورة التحرير الجزائرية، وإسماع صوتها في العالم، وترسخت قصة تأسيس هذا المنتخب في ذهن الجزائريين وذاكرة كرة القدم العالمية، خاصة أنها ارتبطت بأسماء نجوم كبار في الدوري الفرنسي، اختاروا الهروب من فرنسا والالتحاق بهذا المنتخب على المشاركة في كأس العام.

الراحل محمد بومزراق كان وراء فكرة تأسيس منتخب جبهة التحرير الوطني، بعد صدور قرارات مؤتمر الصومام سنة 1956، التي دعت إلى ضرورة إنشاء تنظيمات تابعة للجبهة، وتبلورت الفكرة عند حضوره المهرجان العالمي للطلاب والشباب بالعاصمة الروسية موسكو في سنة 1957، حيث اتصل لاحقا بالراحل مختار لعريبي واتفقا على تأسيس هذا المنتخب التاريخي، ليكون سفيرًا للقضية الجزائرية حول العالم عبر الرياضة.

ونظمت جبهة التحرير الوطني هروب اللاعبين الجزائريين الناشطين في الدوري الفرنسي، بطريقة سرّية ومبتكرة حتى لا تعرف السلطات الفرنسية وتعرقل مغادرة هؤلاء اللاعبين للتراب الفرنسي، وهم الذين كانوا يعدون نجوما في تلك الفترة، على غرار الثنائي رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني، الذي فضل النضال مع بلاده على المشاركة في كأس العالم 1958 بالسويد.

رحلة الخروج من الأراضي الفرنسية جرت بوثائق مزورة نحو بلدين إيطاليا وسويسرا، وبعد تجميع اللاعبين تم نقلهم إلى تونس التي كانت تحتضن مقر جبهة التحرير الوطني، واستقر منتخب "الأفلان" في تونس ومُنح اللاعبون صفة اللاجئين السياسيين وخُصص لهم ملعب للتدريب، وبدأ محمد بومزراق في الإشراف على الفريق ورافقه مختار لعريبي في تلك المهمة ليظهرا هذا الفريق على العالم أخيرًا.

وقد خاض فريق جبهة التحرير الوطني حوالي 62 مقابلة ما بين عامي 1958 و1962، حقق خلالها 47 فوزا و11 تعادلا وتعرض لـ4 هزائم فقط، وتألق الخط الهجومي بتسجيل 246 هدفا، فيما تلقى الدفاع 66 هدفا، وكان هدافه نجم نادي سانت إيتيان الفرنسي السابق، رشيد مخلوفي، الذي سجل 42 هدفا.

ورغم عدم اعتراف الفيفا بهذا المنتخب وعرقلة إجراء مبارياته بتعريض المنتخبات التي تواجهه إلى عقوبات رياضية، فإن الجزائريين استغلوا الحرب الباردة آنذاك، وواجهوا منتخبات المعسكر الشرقي في لقاءات كبيرة جعلت العالم يعرف آنذاك قصة الثورة الجزائرية.

فريق جبهة التحرير الوطني يعد رمزا وطنيا لدى الجزائريين ومثالا للاعبي منتخب الجزائر، وأشاد مدرب "محاربي الصحراء" جمال بلماضي، بما فعله زملاء رشيد مخلوفي، وقال إن ما قاموا به لا يمكن تكراره حاليا بالنظر للتضحيات الكبيرة التي قاموا بها من أجل بلادهم.

شارك: