مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا.. إنجاز كبير من رحم المعاناة
بخطوات ثابتة، شقّت مصر طريقها إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية "الكاميرون 2021" بفوزين شاقين على منتخبي كوت ديفوار والمغرب، ليصبح الفراعنة على بعد انتصارين فقط من استعادة الكأس الغائبة عن خزائنهم منذ 12 سنة.
ولم تقدم مصر أفضل مستوياتها خلال 3 مباريات خاضتها لحساب دور المجموعات من نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021، قبل أن تنتفض لتعبر، في الدور ثمن النهائي، كوت ديفوار المُدججة تشكيلتها بالأسماء اللامعة، وبعدها في ربع النهائي، أقصت المغرب الأكثر إقناعا بين جميع المنتخبات المشاركة بحسب متابعين.
واحتاجت مصر لركلات الترجيح لإقصاء كوت ديفوار 0-0 (5-4) من الدور ثمن النهائي للبطولة، قبل أن تصعق المغرب (2-1) بهدف سُجل بعد 100 دقيقة من اللعب، لتؤمِّن حضورها في المربع الذهبي الذي ستواجه فيه الكاميرون يوم الخميس القادم (3 فبراير/ شباط).
واستمد المنتخب المصري قوة كبيرة من معاناة ذات أوجه كثيرة، ليكتسب تأهله قيمة أكبر، وبعدما شكك كثيرون في قدرة الفريق على مقارعة أعتى المنتخبات الإفريقية، ها هو يتأهب لملاقاة الكاميرون "المُضيفة" من أجل مقعد في نهائي البطولة.
في هذا التقرير، يسلط موقع winwin الضوء على 5 أوجه من المعاناة التي عاشها المنتخب المصري في رحلته "الشاقة" إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021.
البداية المهتزة في دور المجموعات
قدّمت مصر عرضا سيئا لتخسر أمام نيجيريا (0-1) في مستهل مشوار المنتخبين بمنافسات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021، قبل أن تهزم غينيا بيساو (1-0) والسودان (1-0) بأداء لم يرتقِ لمستوى التطلعات.
وصنّف متابعون منتخب مصر، استنادا إلى مردوده في مرحلة المجموعات، ضمن أكثر المنتخبات المُهددة بالإقصاء من دور الـ 16، خاصة مع اصطدامه بكوت ديفوار التي هزمت الجزائر "حاملة اللقب" بالثلاثة، لتتأهل في صدارة المجموعة الخامسة.
وإجمالا، يمكن القول إن مصر عانت من بداية مهتزة، قبل أن يتطور مردودها بصورة تدريجية بعيدا عن هوية المنافسين وقوة تشكيلاتهم، لتواصل المضي قدما وتحجز مقعدها في نصف النهائي.
انتقادات كبيرة للمدرب كارلوس كيروش واللاعبين
كان منتخب مصر عُرضة لانتقادات جماهيرية وإعلامية لاذعة بعد خسارته من نيجيريا ومردوده الفني غير المقنع في مواجهتي غينيا بيساو والسودان، وقد ارتفعت وتيرة النقد بالتزامن مع توقعات بالفشل في مواجهة "أفيال" كوت ديفوار بالدور ثمن النهائي.
وذهب منتقدون للمقارنة بين أداء محمد صلاح في منتخب مصر وناديه ليفربول، وشكك بعضهم في قدرة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" على حمل شارة قيادة الفريق، لتطالب شريحة من الجماهير بضرورة إبعاد صلاح عن التشكيلة المصرية بحجة أنه "غير مفيد بما يكفي".
ولم يكن صلاح اللاعب الوحيد الذي تعرض للنقد اللاذع في صفوف المنتخب المصري؛ إذ طالت الانتقادات لاعبين آخرين على غرار محمود حسن "تريزيغيه" ومحمد النني وعمر مرموش ومصطفى محمد وعبد الله السعيد.
وإضافة إلى اللاعبين، عاش المدير الفني لمنتخب مصر، كارلوس كيروش، أجواء عصيبة بسبب الانتقادات والتشكيك في قدراته وتاريخه، وربما لن ينسى المشجعون المصريون تلك الأيام التي روج فيها بعضهم لضرورة الإطاحة بالمدرب البرتغالي، مع اتهامه بالتمييز بين اللاعبين.
الإصابات في منتخب مصر.. واحدة تلو الأخرى
منذ المباراة ضد نيجيريا لحساب الجولة الأولى من دور المجموعات، خسر المنتخب المصري مجموعة من لاعبيه تباعا؛ بدايةً من أكرم توفيق الذي تعرض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة، مرورا بمحمود حمدي "الونش" وحمدي فتحي ومحمد الشناوي ومحمد شريف وأحمد حجازي، ووصولا إلى محمد أبو جبل.
واضطر كيروش للاستنجاد بلاعبين لا يملكون خبرات دولية كبيرة، على شاكلة محمد عبد المنعم وعمر كمال عبد الواحد ومحمد صبحي، لتعويض غياب المُصابين عن مواجهات قوية وحاسمة.
مصر تخطت الطريق الأصعب في بطولة كأس أمم إفريقيا
في طريقها إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021 بعيدا عن التصفيات، واجهت مصر ثلاثا من القوى الكروية العظمى في إفريقيا (نيجيريا، كوت ديفوار، المغرب)، وواجهت السودان، حامل لقب البطولة عام 1970 والمفعم بجيله الشاب، إلى جانب غينيا بيساو.
ويعتقد مراقبون أن مشوار مصر هو الأصعب في نهائيات الكاميرون 2021، وذلك مقارنة بجميع المنتخبات الأخرى، وإضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل مشاق رحلات المنتخب المصري إلى مدن غاروا وياوندي ودوالا لخوض 5 مباريات في البطولة حتى الآن.
تغييرات جذرية في اتحاد الكرة المصري
قبل 4 أيام فقط من افتتاح نهائيات كأس الأمم الإفريقية "الكاميرون 2021"، اختارت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة المصري، مجلس إدارة مُنتخب يقود اللعبة الشعبية في البلاد بدلا من لجنة أحمد مجاهد المؤقتة.
وأثار قرار انتخاب مجلس إدارة جديد لمنظومة "الجبلاية" التساؤلات حيال مجموعة من قرارات المجلس القديم، وعلى رأسها التعاقد مع المدرب كيروش وجهازه المعاون.
وبدا المجلس الجديد، برئاسة جمال علام، بحاجة لترتيب أوراقه بسرعة كبيرة وبحكمة في التعامل مع ملفات المنتخب الأول تحديدا؛ منعا لتشتيت الانتباه قبل أيام من انطلاقة مشوار الفريق في المعترك القاري.