مدرب الأردن قبل مواجهة باكستان.. بين العناد والرؤية الفنية
تترقب جماهير كرة القدم الأردنية ظهور منتخب النشامى على استاد عمان الدولي، عندما يستضيف باكستان الثلاثاء المقبل ضمن الجولة الرابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في مواجهة تمثل فرصةً لرؤية الخيارات الفنية التي سيعتمدها مدرب الأردن الحسين عموتة.
وتعد مواجهة الثلاثاء هي الأولى للنشامى في أرضهم وبين جماهيرهم بعد الإنجاز التاريخي بحصد وصافة كأس آسيا التي اختتمت مؤخرًا في قطر، لذلك يُتوقع أن يحظى اللقاء بحضور جماهيري كبير في سهرة رمضانية كروية مرتقبة.
جدل يتواصل
لا أحد ينكر أن عموتة قاد الكرة الأردنية لأكبر إنجاز في تاريخها والمتمثل بالتتويج بوصافة كأس آسيا، ولكن ذلك لا يعفيه من الانتقادات، فهو مدرب يجتهد قد يصيب وقد يخطئ، حاله حال أي مدرب في العالم.
ولولا موجة الانتقادات التي تعرّض لها عموتة من وسائل الإعلام بعد سلسلة الخسائر في المواجهات الودية التي سبقت المشاركة بكأس آسيا، لربما غاب الإنجاز التاريخي، خاصةً عندما يكون النقد بناءً ومحفزًا لمعالجة الأخطاء وإثبات الذات.
صفحة جديدة
أصبح مدرب الأردن مطالبًا بفتح صفحة جديدة مع وسائل الإعلام الأردنية، فالعلاقة لا تبدو مثالية قط، وقد يكون لموجة الانتقادات التي تعرض لها قبل المشاركة بكأس آسيا، سببٌ ليتخذ موقفًا ما غير مُعلَنٍ.
ولا يظهر عموتة كثيرًا في وسائل الإعلام الأردنية، وتصريحاته تنحصر فقط قبل التدريبات، على عكس تصريحاته التي لم تتوقف لوسائل الإعلام المغربية عندما أمضى إجازته هناك مؤخرًا، فكان في كل يوم يظهر بتصريح مع وسيلة مختلفة عن سابقتها.
مدرب الأردن | عناد أم رؤية فنية؟
انتقد خبراء كرة القدم الأردنية عبر الإستوديو التحليلي لقناة الأردن الرياضية بعد فوز النشامى على باكستان بثلاثية دون رد، عموتة كونه لم يُجرِ في هذه المباراة سوى تبديل وحيد، عندما زج بصالح راتب في الدقيقة 82 على حساب محمود مرضي.
وكانت وسائل الإعلام الأردنية قد انتقدت عموتة تكرارًا ومرارًا لقلة تبديلاته في المباريات، وظهر وكأنه لا يقتنع سوى بـ 13 لاعبًا من أصل 26 لاعبًا كانت تضمهم قائمة النشامى.
تفسيرات
لم يجد المتابعون تفسيرًا لتمسك عموتة بلاعبين بعينهم، إذ لم يستفد كثيرًا من دكة البدلاء، رغم أن منح كل مدرب 5 تبديلات يُعَدّ في صالحه، وهي ميزة يجب استثمارها سواء في عملية تعزيز القدرات وإعادة الحيوية لخطوط اللعب أو لإبعاد اللاعبين عن مغبة التعرض للإرهاق.
وأصبح مدرب الأردن مطالبًا أكثر من أي وقت مضى بإجراء تبديلات ولو محدودة على تشكيلة النشامى في المواجهة المقبلة أمام باكستان، وخاصة أن الأخير ظهر في مباراة الذهاب أنه لا يتقن أبجديات كرة القدم، بالتالي تبدو الفرصة ذهبية ومثالية لمعاينة قدرات لاعبي الدكة وتفعيل الأوراق الرابحة التي يعول عليها المدربون كثيرًا في حسم المواجهات.
مواصلة الاعتماد على اللاعبين المحترفين في الخارج بشكل مبالغ فيه، قد يصيبهم بالإرهاق ويعرضهم للإصابات، فمعظمهم شارك في 7 مباريات بكأس آسيا ويعدون أعمدة رئيسية في تشكيلات فرقهم، وربما يكونون بحاجة إلى شيء من الراحة والتقاط الأنفاس.
النظر إلى الأمام
على عموتة أن يتفطن لأن منتخب النشامى سيكون مقبلًا على خوض مواجهات أكثر أهميةً أمام السعودية وطاجيكستان في حزيران/ يونيو المقبل وهو الشهر الذي سيبلغ فيه لاعبو الأردن قمة الإرهاق مع قرب نهاية الموسم المحلي.
ولم يكن من المعقول أن يظل حارس مرمى منتخب النشامى يزيد أبو ليلى الذي يواصل مسلسل تألقه، في التشكيل الرئيس في كل المباريات، حيث شارك في أضعفها أمام ماليزيا والبحرين وباكستان، دون أن يمنح عموتة ولو نصف فرصة لحارس مرمى آخر يتم إعداده وتجهيزه في حال حدث طارئ ما مستقبلًا على مستوى حراسة المرمى.
ولم يجد المتابعون تفسيرًا لتعاطي عموتة مع هذا الأمر المحير، فهل هو عناد أم أنها رؤية فنية لم يعتد عليها متابعو كرة القدم في الأردن وحتى العالم.
وثمة مَن يرى أن عموتة -بما أنه يفكر بالرحيل بعد 3 شهور- غير معنيّ بعملية البناء للمستقبل، وهمّه يرتكز فقط على اللعب بأقوى تشكيلة بحثًا عن الانتصارات قبل الرحيل، وهذا أمر يجب أن يدفع الاتحاد الأردني إلى الجلوس مع المدرب والاستفسار منه عن الجدوى من قلة التبديلات في مختلف المباريات.
ويظهر تناقض عموتة عندما صرّح في إحدى المؤتمرات الصحفية في بطولة كأس آسيا الأخيرة، وتحديدًا بعد الخسارة أمام البحرين بهدف وحيد، بأن اللاعبين البدلاء ليسوا بالمستوى المطلوب، ومع ذلك اختار المدرب مؤخرا ذات البدلاء لموقعة باكستان ذهابًا وإيابًا، ليواصل رسم علامات الاستفهام حول دكة البدلاء الخاصة بالنشامى.