ما وراء الكواليس.. علاقة صادمة بين محمد صلاح وكلوب وماني
كشف تحقيق من صحيفة "Daily Mail" البريطانية عن طبيعة العلاقة بين محمد صلاح ومدربه السابق في ليفربول، الألماني يورغن كلوب، وفنّد أيضًا علاقة اللاعب المصري بزميله السابق في نفس الفريق، السنغالي ساديو ماني.
وفد كلوب إلى ليفربول صيف 2015، وتعاقد فورًا مع ماني من ساوثهامبتون، وفي صيف 2017 جلب صلاح من روما، ليتعاون الثلاثي معًا في النادي السكاوزي، حيث أعادوه إلى الواجهة عبر حصد ألقاب محلية وأوروبية عديدة.
وشهد صيف 2022 انفراط أول حبة من العُقد الثلاثي بين صلاح وكلوب وماني، حيث قرر ساديو الانتقال إلى بايرن ميونخ، وفي 2024 لحقه كلوب ورحل عن ليفربول، أمّا صلاح فهو مستمر مع الفريق إلى الآن.
رُغم أن كل منهم سلك دربًا مختلفًا ولا تتقاطع طرقهم الآن، فإن تحقيق من ديلي ميل كشف عن وجود خلل ومشكلات وصراعات دفينة بين الثلاثي في غرف خلع ملابس ليفربول، نتناولها في السطور التالية.
صراعات محمد صلاح الخفية مع كلوب وماني
يقول التحقيق إن علاقة محمد صلاح مع كلوب اتسمت بالحرب الباردة في الخفاء، إذ لم يحظيا مطلقًا بأي نوع من أنواع الصداقة، وأن الرابط الوحيد بينهما هو الاحترام المتبادل أمام الجميع في العلن.
في البداية، أراد كلوب التعاقد مع اسم أكبر من صلاح لتعزيز الهجوم، واقترح عدة بدائل من بينها الألماني جوليان براندت، غير أن رئيس التعاقدات في النادي، دافيد فالوز، عارض كلوب وأصر على جلب صلاح.
لم يكن محمد صلاح مفضلًا لدى كلوب، والدليل أن المدرب أسند مهمة تنفيذ ركلات الجزاء إلى جيمس ميلنر، وأسند شارة القيادة إلى أسماء شابة أقل عمرًا وقيمة فنية من صلاح، مثل ألكسندر أرنولد.
لقد ساعدت هذه القرارات كلوب على اتساع الفجوة مع صلاح، وخلقت نوعًا من العداء الخفي بينهما؛ لطالما تغنى صلاح بمدربه السابق في روما، لوتشيانو سباليتي، وقال إنه المدرب الأفضل في مسيرته.
صلاح نفسه انتقد قرار كلوب بشأن ركلات الجزاء والشارة في تصريحات إعلامية، ورد عليه المدرب بتصريحات مضادة.
في 2022، وبعد محادثات طويلة ومرهقة، جدد ليفربول عقد صلاح، واعتُبر ذلك انتصارًا لإدارة النادي التي كافحت للحفاظ على أفضل لاعب لديها، وعند سؤال وكيل أعمال اللاعب، رامي عباس، عن تدخل كلوب وتوسطه لحل المشكلة وتقريب وجهات النظر بين صلاح والإدارة، قال عباس إن كلوب لم يكن له أي دور، وأن الفضل في التجديد يعود إلى قسم التعاقدات.
أما ماني فقد كان النجم الأول للفريق قبل قدوم صلاح، لكن مع وفادة اللاعب المصري بدأ ساديو يشعر بأن الإدارة تفضل محمد صلاح عليه، وأنه لا يلقى التقدير الكافي، حيث تفاقمت الأزمات تباعًا بين الثنائي في غرف خلع الملابس، وفي أرضية الملعب أيضًا، حيث أظهر كل منهما أنانية في التسجيل عوضًا عن التمرير للآخر، ما خلق نوعًا من التنافس والغيرة.
أمام بيرنلي في البريميرليغ عام 2019، ربما هي اللقطة الأشهر بين صلاح وماني، حيث قرر اللاعب المصري التسديد والتسجيل بنفسه، رغم أن ماني في وضعية مناسبة 100% للتسجيل.. فقط تمريرة واحدة وتنتهي الكرة بأقدام ماني إلى الشباك، غير أن صلاح لم يمرر، ما تسبب في عصبية وتبادل الكلمات بينهما، وما زاد الطين بلة، أن كلوب قرر إخراج ماني من المباراة.
صلاح وأرنولد: في مقابلة مع صحيفة (As) الإسبانية عام 2020، امتعض صلاح من قرار المدرب كلوب بإسناد شارة القيادة إلى أرنولد، بل وتعمد إهانة أرنولد في غرف خلع الملابس بطريقة غير مباشرة، أما كلوب فقد أجلس صلاح احتياطيًا في المباراة التالية مباشرةً أمام كريستال بالاس، في رسالة فحواها أنه المتحكم في كل شيء داخل الفريق.
في تلك الفترة، بدأت الهوة تتسع بين محمد صلاح وكلوب، وفي إحدى الدروس التكتيكية قبل مباراة في الدوري الإنجليزي، بدا صلاح وكأنه بالكاد يستمع إلى محاضرة كلوب، بل الأحرى أنه تعمّد التجاهل.
وشهدت الجولة 34 من الموسم الماضي 2023-2024، انفجار الصراع الدفين بينهما، حيث أقصى كلوب صلاح من التشكيلة الأساسية التي واجهت وست هام يونايتد، قبل أن يستعين به في الدقائق الأخيرة، وقد رصدت الكاميرات مشادات قوية بينهما على خط التماس، حيث اعتبر اللاعب نفسه نجمًا لا يمكن وضعه على مقاعد الاحتياط.
قال محمد صلاح عقب تلك المباراة إنه لو تحدث "ستشتعل نار كبيرة في الفريق".. أما كلوب فحاول تهدئة الأمور وقال إنه الأمر طبيعي.. لكن ما حدث أن المدرب لم يدم مع ليفربول سوى شهرين فقط، حينما أعلن رحيله بنهاية الموسم.