ما هي الوجهة الجديدة المناسبة لصلاح؟
بات من الصعب تحديد إن كان النجم المصري محمد صلاح سيستمر مع فريقه ليفربول الإنجليزي إلى الموسم المقبل، أم أنه سيتخذ قراره بخوض تجربة جديدة خلال مرحلة الانتقالات القادمة التي ستنطلق بعد أشهر قليلة، وسط تربص باللاعب من نخبة أندية أوروبا.
وضعية الهدّاف المصري (28 عامًا) أصبحت متأرجحة داخل ليفربول، عقب سلسلة من الشد والجذب مع مدربه يورغن كلوب، بطريقة علنية كانت أو خفية، و زاد من أسهم رحيله، انحدار المستوى الفني للفريق ككل وتحقيقه أرقامًا قياسية سلبية.
احتمال إخفاق ليفربول في التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل مُحتمل الحدوث، وهو شيء لن يروق لصلاح بكل تأكيد. ويقول النجم السابق للفريق جيمي كاراغر عن مستوى النادي الحالي: "لقد تحوّلوا من عقلية العمالقة إلى عقلية الأقزام".
ما الذي دار بين صلاح وكلوب؟
عادة ما تتخذ العلاقة بين كلوب وصلاح منحنى تصاعديًا وديًا، لكن مع بداية الموسم الحالي انقلبت الأمور رأسًا على عقب، ليطل اللاعب بتصريح غاضب لعدم منحه شارة القيادة في مباراة ميتلاند بختام مجموعات دوري أبطال أوروبا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
صلاح هو أفضل مُسدد ركلات جزاء هذا الموسم في إنجلترا، سجّل 7 من أصل 7، لكن كلوب كان له رأي آخر عندما قال بأن المنفذ الأول هو جيمس ميلنر، جاء التصريح مباشرة بعد لقاء للاعب مع يومية "آس" الإسبانية قال خلاله إن اللعب لريال مدريد أو برشلونة يستهويه.
استمرت حالة التخبط بين صلاح وكلوب عندما قرر المدرب الألماني إخراج اللاعب من الميدان في مباراة تشيلسي الأسبوع قبل الماضي، في الدقيقة الـ62 وهي المرة الأولى خلال مسيرة اللاعب مع الريدز يتم فيها استبداله في هذا التوقيت المبكر، لترصد الكاميرات علامات الغضب على وجه الفرعون المصري بكل وضوح.
#LFC boss Jurgen Klopp on taking off Salah (@BBCSport): "In that moment he looked like he felt the intensity tonight and I didn't want to risk it. It is all fine, I make decisions that I think are right in the moment." #LIVCHE pic.twitter.com/NlGTnzG0DQ
— BBC Merseyside Sport (@bbcmerseysport) March 4, 2021
لماذا يتعيّن على صلاح الرحيل عن ليفربول؟
سيدخل اللاعب في عامه الـ29 خلال أشهر وإن استمر أكثر من ذلك مع ليفربول فإنه سيغدو "ثلاثينيا" قريبًا وهي صفة ليست مُحببة لدى كبار أندية القارة، وفي البلجيكي إيدين هازارد مثال جلي عندما وفد إلى ريال مدريد متأخرًا ونالت منه الإصابات التي عملت بدورها على تراجع مستواه الفني والبدني وحتى الذهني.
الوصول إلى القمّة سهل لكن الصعوبة تكمن في الحفاظ عليها، هذه إحدى الجمل الموروثة في الثقافات العالمية، لذلك فإن مسألة استمرار صلاح على نفس النهج والتوهج مع ليفربول لأعوام عديدة "مستبعد للغاية" فلا يمكن السير على نفس النسق لسنوات مع نفس الفريق، إلا إذا كنت ميسي أو رونالدو.
تشبّع صلاح بكل الجوائز والألقاب الممكنة فردية كانت أو جماعية وفاز بالدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي، لم يعد يواجه تحديًا قائمًا مع ليفربول فقد حقق كل شيء تقريبًا، وهنا يصل التشبّع إلى ذروته، فيأخذ اللاعب منحنى تنازليا، كما حدث مع ريال مدريد مثلًا.
Mo Salah has defended his teammates' right to pose with multiple trophies.
— Paddy Power (@paddypower) July 27, 2020
"The Roma fantasy league folded after I won it, so technically, I'm still the champion. Same goes for the Chelsea pool tournament. They don't do it any more and I won it last." pic.twitter.com/IU0yaEJjDp
لماذا انتهى الحال بليفربول إلى هذا النحو؟
الأسباب تتعدد ويأتي في طليعتها الإصابات وبالتحديد ثنائي الدفاع فان دايك وغوميز، وافتقاد الفريق لضغط هندرسون وفابينيو في وسط الملعب بسبب خوضهما المباريات في مركز قلب الدفاع.. أي فقدان الانضباط الدفاعي، وقوة الضغط في الوسط أيضًا، ما أثّر بلا شك على الخط الثالث وهو الهجوم، الذي غاب عنه ديوغو جوتا بسبب الإصابة.
هناك أيضًا افتقار مقاعد بدلاء ليفربول للعمق وغياب الحلول عنها، واكتظاظها بلاعبين أثبتوا من قبل فشلهم في التعاطي مع النادي، منهم شاكيري وأوريغي وكايتا وغيرهم. إضافة إلى عامل أكثر أهمية وهو جماهير ملعب أنفيلد التي تسع جميع الجنبات في كل مباراة، الآن لم تعد موجودة للمؤازرة. لم تتعامل هذه المجموعة من اللاعبين مع هذه الأجواء السلبية في الماضي، لذلك قد تطول تلك الفترة إلى حين إيجاد الحلول.
📍 Anfield#LIVCHE pic.twitter.com/7KAme3mt4X
— Liverpool FC (@LFC) March 4, 2021
هذه هي الوجهات المحتملة لمحمد صلاح..
ريال مدريد: ربما هو النادي الأنسب في العالم حاليًا للنجم المصري، فكريم بنزيمة على وشك إنهاء مسيرته هناك في البرنابيو، ويحتاج إيدين هازارد إلى نجم في الجهة المقابلة ليخفف عنه الضغط ويُشكّل معه ثنائية نارية في الأطراف، يميل هازارد إلى الصناعة ويحب صلاح التسجيل هذه هي الثنائية الناجحة.. ماديًا سيدفع ريال مدريد الراتب الذي يضعه صلاح، لا مشكلات مالية قد تعيق الاتفاق بين اللاعب والنادي.. ومن حيث فلسفة اللعب فإن صلاح يتقن أسلوب الهجمات المضادة وهو نفسه ما يحب زيدان تطبيقه.
باريس سان جيرمان: ربما تتشابه فلسفة بوكيتينو مع كلوب في معظم أجزاءها، ما يساعد صلاح على التكيف مع بيئة اللعب في باريس سان جيرمان. الأهم من ذلك أن لاعبي الخط الأمامي يعانون في الوقت الحالي ومنهم غوليان دراكسلر وبابلو سارابيا، مع إصابات نيمار المتكررة وتشتت ذهن مبابي بالرحيل، فإن صلاح سيغدو النجم الأول بلا شك داخل أروقة النادي. ويشير تقرير من "يوروسبورت" الإنجليزية إلى أن مبابي اختار ليفربول وقد يتم إقحام صلاح في صفقة تبادلية مع الطرف الباريسي.
يوفنتوس: بما أن الأمر صعب بعض الشيء بالنسبة لبرشلونة في استقطاب صلاح بسبب المشكلات الاقتصادية واتجاه الإدارة إلى الصفقات المجانية مثل إيريك غارسيا وممفيس ديباي، أو تطوير المواهب مثل بيدري وفاتي وموريبا.. فإن اسم يوفنتوس يبرز بشدة لا سيما بعد أن انتقل من مرحلة تعاقدات الفئة الثانية إلى الفئة الأولى بعد استقطاب رونالدو. على نقيض برشلونة وبعض كبار أندية أوروبا، فإن البيانكونيري يقف على أرض صلبة عند الحديث عن الأمور الاقتصادية وأكبر دليل أنه يدفع لرونالدو حوالي 30 مليون يورو سنويا، ولا يعاني من أي عوائق مالية حتى في أزمة كورونا.