ما مدى ارتباط المونديال بتحقيق قطر لرؤية 2030؟
بعيدًا عن أهمية الرياضة الكبيرة بالنسبة إلى قطر والدول العربية ككل، والتي حظيت للمرة الأولى بشرف احتضان كأس العالم 2022، من بوابة الدوحة التي استقبلت النسخة الـ22 من البطولة العريقة ما بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى غاية 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، بشكل غير مسبوق، إلا أن الحدث الرياضي الأكثر متابعة من الناحية الجماهيرية يُنتظر أن يخدم أيضا العديد من القطاعات الأخرى خلال المرحلة المقبلة.
ولعل أبرزها القطاع الاقتصادي الذي يعد بوابة قطر إلى بلوغ رؤيتها لعام 2030، والمبنية في الأساس على تنويع مصادر الدخل، والتقليل من الاعتماد على مواردها المالية الناتجة عن صادراتها من الغاز الطبيعي المسال.
ويأتي ذلك عبر تنشيط مجموعة من المجالات الرئيسية في مقدمتها ريادة الأعمال، التي نجحت خلال هذا المونديال بالتأكيد على أهميتها في تقوية الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتحويل البلاد إلى محور مهم للمشاريع الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل خاص.
قفزة نوعية يمنحها المونديال للاقتصاد القطري
وفي حديثه لـ"winwin" قال رجل الأعمال مصعب الدوسري عن الدور الكبير الذي ستلعبه كأس العالم في نسختها الـ22 في تمكين قطر من بلوغ رؤيتها المتعلقة بسنة 2030، "وذلك من خلال إسهاماتها اللا متناهية في تعزيز العديد من القطاعات بشكل ملحوظ طيلة السنوات الماضية، بصورة ستعطيها القدرة على الوصول بالاقتصاد القطري إلى ما هو مخطط له في المرحلة المقبلة".
وأضاف محدثنا: "قطاع ريادة الأعمال بالذات شهد قفزة نوعية خلال فترة البطولة، بعدما تضاعف الطلب على المشاريع الناشئة في البلاد "الصغيرة والمتوسطة" إلى نسبة تصل إلى 65%، إذا ما قورنت الأوضاع بما كانت عليه قبل شهر من الآن".
وأشار رجل الأعمال إلى أن المكتسبات المالية للبطولة مست جميع الاستثمارات الناشئة، وبالذات الخدمية؛ مثل المتعلقة بالمطاعم ومحلات بيع الهدايا والملابس التقليدية التي اتسمت بإقبال غير مسبوق، الأمر الذي سيؤدي لاحقاً إلى توسع دائرة إسهامات مجال ريادة الأعمال في تعزيز الاقتصاد الوطني، عن طريق زيادة الناتج المحلي والوصول به إلى مستويات أكبر.
فرص استثمارية جديدة وفّرها مونديال 2022
وفي السياق ذاته شدّد رائد الأعمال، أحمد الجاسم، في حديثه إلى winwin على الأهمية الكبيرة التي حظيت بها كأس العالم قطر 2022 لدى صغار المستثمرين في البلاد، والذين سعوا إلى الاستفادة من مئات الفرص الاستثمارية المؤقتة التي طُرِحت خلال هذه الفترة في مجموعة من المناطق على غرار سوق واقف والكورنيش وحديقة البدع.
وأضاف محدثنا أن هذه المناطق شكلت أكثر المناطق استقطاب لرواد الأعمال، الذين نجحوا بفضلها في مضاعفة أرباحهم والوصول بها إلى أرقام كبيرة ستسمح لهم مستقبلا في الخروج بهذه المشاريع من محيطها الحالي إلى ما هو أكبر، بصورة تخدم الاقتصاد الوطني وتضعه في الخط نفسه مع الرؤية المستقبلية لقطر 2030.
كأس العالم 2022 تفتح الأبواب للاستثمار الأجنبي بقطر
من جانبه، رأى رائد الأعمال الدكتور حمد الكواري في حديثه إلى winwin أن أهم ما ستعود به كأس العالم قطر 2022 على الاقتصاد المحلي مستقبلا هو تعزيز حجم الاستثمارات الأجنبية في البلاد، بالاستناد إلى زوار الدوحة في هذه الفترة والدفع بهم نحو إطلاق مشاريعهم، خاصة أن الأسواق القطرية تطرح العديد من الفرص في العديد من القطاعات، ناهيك عن توفيرها لبيئة استثمارية جيدة، تضمن لرجل الأعمال الأجنبي التملك بنسبة كاملة، وتحميه بشكل كامل عبر القوانين والتشريعات الموجودة في الدولة.
وتوقع الكواري أن تشهد المرحلة القادمة إقبالا غير مسبوق على الاستثمارات في الدوحة من طرف الأجانب الذين أبدوا إعجابهم بالأسواق المحلية مسبقا، مستدلا في ذلك بآخر الأرقام المتعلقة بهذا الجانب والتي كشفت عن استقطاب أكثر من 35 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال عام 2021.
وأضاف محدثنا بأن حجم هذه الاستثمارات ارتفع خلال الربع الأول من العام الجاري 2022، مدفوعة بالإجراءات التي اتخِذَت لتسهيل إجراءات الاستثمار وتبسيطها، وقال إن الولايات المتحدة احتلت الريادة بإجمالي استثمارات قُدر في العام الماضي بـ895 مليون ريال قطري، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة ترويج الاستثمار، واستحوذت سويسرا على 14% من إجمالي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، تليها قبرص والكويت.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
