ما بين ازدهار رونالدو وتعثر ميسي.. "العقلية" تُنصف صاحبها

تاريخ النشر:
2021-01-04 20:33
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
صراع العمالقة بين رونالدو وميسي (winwin)
Source
+ الخط -

منذ رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد صيف 2018 لم يستطع ليونيل ميسي التسجيل بالكلاسيكو. 6 مباريات وما يربو عن 500 دقيقة والمُحصّلة هي صفر أهداف، فيما يبدو أن البرغوث الأرجنتيني فقد شغفه برحيل منافسه الأزلي.


تشهد الفترة الحالية توهجًا بالنسبة إلى رونالدو الذي يكسر الأرقام القياسية تباعًا منذ وفادته إلى الملاعب الإيطالية بقميص يوفنتوس، بينما الحال هو الضد مع ميسي الذي دخل في مناوشات مع الإدارة السابقة تبعها انحدار في المستوى، ورغبة في زيارة الطبيب النفسي.

يعلل ميسي تراجع مردوده هذا الموسم بالصدامات الأخيرة مع جوزيب ماريا بارتوميو، حينما أراد الرحيل عن برشلونة وهدده الرئيس المستقيل بتصعيد الأمر قضائيًا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، فانهزم ميسي نفسيًا في معركة خارج المستطيل الأخضر.


يمكن القول إن النجم الأرجنتيني هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بكرة القدم داخل الميدان، لكن على مستوى تسيير الأمور والتصريحات والكاريزما والمال والأعمال، فلا أحد يضاهي رونالدو في هذا الشأن، ولهذا هو اللاعب الأنجح في تاريخ كرة القدم.


دخل ميسي معركة خاسرة مع بارتوميو. ظهر وكأنه يريد الهروب من أرض المعركة، تاركًا فريقه غارقًا في المشكلات واحدة تلو الأخرى، بينما اختار رونالدو الرحيل في أوج تألقه مع ريال مدريد، في وقت جلب البطولة الرابعة للأبطال في غضون 6 سنوات.


هكذا يبدو المشهد من بعيد، رجل يهرب من الباب الخلفي، وآخر يخرج من الباب الأمامي. أدرك رونالدو أنه قدّم كل شيء للميرينغي وحقق كل البطولات الممكنة، عدم التتويج بقادم الأعوام سيُعد "فشلًا" بالنسبة إلى الجماهير، لأنهم اعتادوا على رؤية فريقهم في المنصات، فكفّ على نفسه الحرج أمام الجماهير ورحل في وضعية البطل، لا المنهزم.


بينما لم يدرك ميسي هذه الحقيقة بعد، ولم يعي أنه "لا جديد" ليقدّمه إلى النادي بعد سلسلة من الإخفاقات بدوري الأبطال، مانولاس وأوريغي وثمانية بايرن يشهدون. لم ير ما فعله تشافي وإنيستا في توقيت الخروج، وكيف غدرت الإدارة بلويس سواريز، ما من نجم طار وارتفع إلا كما طار وقع، هذه هي الحقيقة، فلا لاعب أكبر من نادٍ، ولو كان اسمه ليونيل ميسي.


اختيار توقيت ميسي لمغادرة برشلونة "غبيًا" إلى أقصى الحدود، فترة يتراجع فيها مستوى النادي الفني وتنهشه المشكلات الاقتصادية بفعل جائحة كورونا، ولا يملك أحد القدرة المالية على شرائك، فكيف تعلنها؟ نعم برشلونة ليس ناديًا مثاليًا ويعاني من ثغرات لا تُحصى، لكن ميسي أيضًا يعاني على مستوى عقليته.


في المقابل يعيش رونالدو فترات قوية في مسيرته على الرغم من اقترابه من عمر الـ 36. ولا يزال يحطم الأرقام وآخرها رقم بيليه بوصفه أكبر هدّاف في تاريخ كرة القدم بـ 758 هدفًا، بينما سجّل 20 هدفًا فأكثر للموسم الـ 15 تواليًا في مسيرته.


أرقام ميسي لا تقل شأنًا بطبيعة الحال، فهو الهدّاف التاريخي لبرشلونة والدوري الإسباني وكسر هو الآخر رقم بيليه كأكبر هدّاف لفريق واحد بواقع 643 هدفًا، لكن الاستمرارية هنا تصب في صالح رونالدو، لماذا؟ لاختلاف العقلية. يقول مدرب يوفنتوس السابق ماسيميليانو أليغري: "يمتلك رونالدو أفضل عقلية في هذا الجيل".


يعيش رونالدو حياة الجندية في أبهى صورها، مخطئ من يظن أنه يعيش حياة الترف والترفيه والنوم والاستيقاظ وقتما يشاء. هذه ترهات لا أصل لها، النوم يُحسب بالثوانِ، والطعام بالمليغيرام، تدريبات شاقة بدنيًا يوميًا. 


ربما لا نرى هذه الأمور مع ميسي الذي يعد ملكًا في برشلونة، بكلمة منه يرحل هذا اللاعب وبكلمة أخرى يبقى هذا، كان ملكًا بالفعل فيما سبق مع خوان لابورتا وساندرو روسيل، وبدأ البساط يُسحب مع المشاكس بارتوميو. بل إننا نجد المرشح الرئاسي إيميلي روسو يهدد بطرد  ميسي إن رفض تقليص أجره، بينما يقول الرئيس المؤقت كارليس توسكيتس إنه كان ينبغي بيع ميسي في الصيف.



نفوذ البرغوث بدأ في النقصان تدريجيًا دون أن يشعر، والعلة الرئيسية هي قلة خبراته وشخصيته في مواجهة الأمور، نعم هو أسطورة وأفضل من لمس الكرة في هذا الجيل، بيد أن تلك المؤهلات التي وهبه الله إياها في قدميه، لم ترتق إلى عقله. نقطة يتفطّن إليها الجميع، فوصف أندريا بيرلو حالة اللاعب الحالية بـ "أنه يعاني من مشكلات عقلية".

هناك تصريح لرونالدو قال فيه إنه يريد أن يصبح أكبر رجل أعمال في التاريخ، عقلية فاقت حدود لاعب كرة قدم. أسهم البرتغالي بالفعل في تأسيس شركات وشراء عقارات واستثمارات في العديد من المناحي الاقتصادية. قارن هذا بميسي لتدرك الفارق.

شارك: