ما أكبر المفاجآت التي شهدتها كأس أمم أوروبا عبر التاريخ؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-12 12:30
من تتويج منتخب اليونان بلقب بطولة كأس أمم أوروبا 2004 على حساب البرتغال (Getty)
إسلام جمال
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تتحول ملاعب كرة القدم في بطولات كأس أمم أوروبا إلى مسرح ملحمي لمعارك كروية، تُلهب حماس الجماهير من مختلف أنحاء القارة، حيث تتنافس أقوى المنتخبات الأوروبية على نيل شرف التتويج بلقب البطولة، وتشهد كل دورة فصولًا مُذهلة تُعيد رسم سيناريوهات المباريات، وتخرج منتخبات لم تكن من بين المرشحين لتُعلن عن نفسها كبطل جديد يُثير الإعجاب، ويُخلّد اسمه في سجلات التاريخ.

مع اقتراب بطولة يورو 2024 التي تستضيفها ألمانيا من 14 يونيو/ حزيران إلى 14 يوليو/ تموز، أعد موقع "winwin" قائمة بأكبر 7 مفاجآت في تاريخ البطولة.

1988: سقوط إنجلترا أمام إيرلندا 

على الرغم من كونها موطنًا لبعض أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، عانت إنجلترا من تاريخ حافل بخيبات الأمل في البطولات الدولية. ولعلّ أسوأ مشاركة لها على الإطلاق كانت في بطولة كأس أمم أوروبا 1988، حيث ودّعت من دور المجموعات بعد هزائم مذلة.

دخل الإنجليز البطولة من دون أن يكونوا من بين المرشحين الأوائل، ومع ذلك، فإنه بوجود فريق مليء باللاعبين الموهوبين، كان يُتوقع على الأقل أن يتخطوا مرحلة المجموعات، وخصوصًا هزيمة منافسهم الأول، إيرلندا.

كان هذا أول ظهور لإيرلندا في بطولة دولية كبرى، لكنهم لم يبدأوا المباراة على النحو الذي توقعه الكثيرون، ففي الدقيقة السادسة فقط سجّل راي هوتون رأسية متقنة فوق حارس مرمى إنجلترا بيتر شيلتون، ليمنح الفريق ذا الملابس الخضراء تقدمًا مبكرًا، وسيطر منتخب إنجلترا على بقية المباراة، وهدد مرمى أيرلندا مرارًا وتكرارًا، لكن وبشكل مذهل، تمكن الإيرلنديون من الصمود أمام الضغط الإنجليزي، وحققوا فوزًا مفاجئًا بنتيجة 1-0.

وتعد هذه المباراة واحدة من أكثر النتائج إثارة للدهشة في تاريخ بطولة أمم أوروبا، ففي حين خسر الإنجليز لاحقًا أمام هولندا والاتحاد السوفيتي، وأنهوا البطولة من دون أي نقاط، احتلّت إيرلندا المركز الثالث في المجموعة.

1992: الدنمارك تتوج ببطولة أوروبا

حصل منتخب الدنمارك، الملقب بـ "الديناميت"، على فرصة المشاركة في بطولة يورو 1992 في اللحظات الأخيرة، لكنه لم يكتفِ بالمشاركة فقط، بل أذهل الجميع بقدراته وسيطر على البطولة، بعد أن فاجأ الجميع بتحقيقه لقب البطولة، مُقدّمًا واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم.

فوز الدنمارك بلقب كأس أمم أوروبا 1992 يُعدّ مفاجأة كبيرة، خاصة مع مشاركة منتخبات عملاقة مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا وإنجلترا، لكنّ المفاجأة لا تتوقف عند هذا الحدّ، بل تُصبح أكثر إثارة عندما نعلم أنّ الدنمارك لم تكن من بين المنتخبات المتأهلة للبطولة في الأصل!

في البداية، كانت يوغوسلافيا هي من حجزت مكانها في البطولة، لكن بسبب تفكك البلاد والحرب الأهلية تمّ استبعاد يوغوسلافيا، ليُفتح الباب أمام الدنمارك للمشاركة كبديل.

دخل المنتخب الدنماركي البطولة كحصان أسود، ولم يكن يُتوقع منه الكثير، ومع ذلك تمكن من احتلال المركز الثاني في مجموعته، بعد تعادله مع إنجلترا وفوزه على فرنسا 2-1. وتابع مسيرته المظفرة في الأدوار الإقصائية، حيث تغلب على هولندا بركلات الترجيح في نصف النهائي، ليُواجه ألمانيا في المباراة النهائية.

وخلافًا لكل التوقعات، قدّم المنتخب الدنماركي أداءً استثنائيًّا في النهائي، وتمكن من هزيمة ألمانيا بنتيجة 2-0، محققًا لقبًا تاريخيًّا لم يسبق له مثيل.

1996: تأهل جمهورية التشيك إلى النهائي

شهدت كأس أمم أوروبا 1996 التي أقيمت في إنجلترا، تألق العديد من النجوم مثل بول غاسكوين وغاريث ساوثغيت، وارتبطت ذكرياتها في أذهان الإنجليز بمشاعر الحسرة، بعد الخسارة بركلات الترجيح على أرضهم. إلا أن تلك البطولة حملت قصة مختلفة تمامًا بالنسبة لمنتخب جمهورية التشيك، التي كانت حديثة العهد بعد انفصالها عن سلوفاكيا.

قبل الانفصال، شكل منتخب تشيكوسلوفاكيا قوة كروية هائلة، حيث توجّ بطلاً لأوروبا عام 1976، وحصد المركز الثاني في كأس العالم مرتين. لكن بعد الانفصال، لم يتسنّ للمنتخبين التشيكي والسولوفاكي سوى مشاركة واحدة في نهائي بطولة دولية كبرى، وذلك في عام 1996.

خلال مشاركته الأولى كمنتخب جمهورية التشيك، نجح المنتخب في احتلال المركز الثاني في مجموعته، متغلبًا على البرتغال في ربع النهائي، ثم فرنسا في نصف النهائي. ووصل الفريق إلى المباراة النهائية، ليخسر أمام ألمانيا بهدف ذهبي قاتل في الدقيقة (95).

قدّم منتخب جمهورية التشيك، حديث التكوين، أداءً استثنائيًّا تجاوز فيه كل التوقعات، وقدّم ملحمة كروية رائعة حظيت بإعجاب وتقدير جميع المتابعين.

2000: رومانيا تُرسل إنجلترا إلى موطنها مبكرًا 

تحمل منتخب إنجلترا آمال أمة كاملة عندما دخل بطولة كأس أمم أوروبا 2000، متعطشًا للثأر من خيبة أمل عام 1996. بعد خروج مخيب للآمال من دور نصف النهائي في البطولة السابقة، كان المنتخب مصممًا على إثبات جدارته على أرض الملعب.

واجهت إنجلترا اختبارًا صعبًا في دور المجموعات، حيث ضمت مجموعتها رومانيا القوية التي صمدت ببسالة ضد إنجلترا، وحققت تعادلين في أول جولتين، ما أثار قلق الجماهير الإنجليزية.

في المباراة الحاسمة ضد رومانيا، بدا أن إنجلترا في طريقها نحو التعادل، لكن في اللحظات الأخيرة، حطمت ركلة جزاء مثيرة للجدل آمال إنجلترا، وأرسلت الأسود الثلاثة خارج البطولة في مفاجأة مدوية، لتغادر إنجلترا بطولة يورو 2000 خالية الوفاض، وتُخيب آمال جماهيرها مرة أخرى، وتُثبت أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت.

2004: اليونان تُحقق لقب كأس أمم أوروبا بعد رحلة مُذهلة

في الأسابيع التي سبقت البطولة، لم يكن يتوقع أحد فوز اليونان باللقب، بل على العكس، لم يمنحها الكثيرون فرصة تجاوز دور المجموعات، خاصة مع وجود منتخبات قوية مثل البرتغال، الدولة المضيفة، وإسبانيا في نفس المجموعة.

ولكن ما حدث بعد ذلك كان بمثابة حكاية خيالية، فقد فاجأت اليونان الجميع بأسلوب لعبها الدفاعي المنظم وروح الفريق القوية، محققة انتصارات متتالية ضد منتخبات مرشحة بقوة، مثل فرنسا والبرتغال. ووصلت إلى المباراة النهائية، حيث واجهت البرتغال مرة أخرى، لتنتصر في النهاية بنتيجة 1-0.

كان إنجاز اليونان صدمة للعالم الكروي، وبرهن على أن أي شيء ممكن في كرة القدم، فقد ألهم هذا الفوز منتخبات صغيرة أخرى حول العالم، للإيمان بقدرتها على المنافسة على أعلى مستوى.

2016: رونالدو يُحقق حلمه ويقود البرتغال إلى المجد 

حقق منتخب البرتغال بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو، الفائز بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، إنجازًا تاريخيًّا، بعد التتويج بلقب كأس أمم أوروبا 2016 للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

دخل البرتغال البطولة كحصان أسود، ولم تكن توقعات الفوز بجانبه، فقد تأهل من دور المجموعات كأحد أفضل الفرق صاحبة المركز الثالث، من دون أن يُظهر أداءً مُقنعًا.

واجه منتخب البرتغال صعوبة في الأدوار الإقصائية، حيث احتاج إلى هدفٍ في الدقيقة 117 من ريكاردو كواريشما لتخطي كرواتيا في دور الـ16، وفاز بركلات الترجيح على بولندا في ربع النهائي.

لكن في نصف النهائي، برز المنتخب البرتغالي بشكلٍ لافت، مُحققًا فوزًا مُقنعًا بنتيجة 2-0 على ويلز.

وفي المباراة النهائية، واجه منتخب البرتغال فرنسا صاحبة الأرض والجمهور، وتعرض رونالدو لإصابةٍ مبكرةٍ هددت آمال البرتغاليين، لكن زملاءه أظهروا روحًا قتاليةً عالية، وصمدوا أمام هجمات فرنسا المُتكررة. وفي الدقيقة 109، خطف المهاجم إيدر هدف الفوز من تسديدةٍ قويةٍ حسمت المباراة لصالح البرتغال.

شارك: