تحليل | ماذا اختلف في السعودية مع رينارد وما سبب الضعف الهجومي؟
تعادل المنتخب السعودي سلبًا أمام مضيفه الأسترالي، ضمن الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، في المباراة الأولى لمدربه الفرنسي هيرفي رينارد العائد لقيادته بعد إقالة الإيطالي روبرتو مانشيني.
وحافظ المدرب الفرنسي هيرفي رينارد على سجله بدون هزيمة أمام أستراليا حيث لعب أمامها 3 مباريات فاز في واحدة وتعادل في اثنتين.
ولم يتغير جدول الترتيب، حيث استمر المنتخب السعودي في المركز الثالث في المجموعة الثالثة، برصيد 6 نقاط بفارق الأهداف خلف أستراليا في المركز الثاني، و4 نقاط خلف اليابان صاحبة الصدارة.
تغييرات رينارد والحرس القديم
زج هيرفي رينارد بسبعة لاعبين لم يشاركوا أساسيين في مباراة البحرين الأخيرة في التصفيات، وهم: سعود عبد الحميد، علي البليهي، فيصل الغامدي، مصعب الجوير، ناصر الدوسري، ياسر الشهراني، وصالح الشهري.
رينارد عاد إلى الحرس القديم الذي يثق به خاصة في خط الدفاع، مع عودة الظهير الأيسر ياسر الشهراني الذي كان آخر ظهور له في مارس 2024 أمام طاجيكستان في التصفيات الأولية، والتفاهم بين الرباعي أسهم في الأخير عن أداء دفاعي جيد.
رينارد حرم أستراليا من فكرتها في بناء الهجمات
اعتمد المنتخب السعودي على الضغط المتقدم ونجح فيها بشكل جيد في أغلب الوقت، وكسب الكرات في مناطق متقدمة واستطاع تهديد مرمى أستراليا، لدرجة أن المنتخب الأسترالي لم يستطع أن يخرج من منطقته خلال دقيقتين متواصلتين بين الدقيقة 7 إلى 9، وخسر الكرة خلالها 3 مرات على الأقل. كما فقد لاعبو أستراليا الكرة 76 مرة طوال الشوط الأول من هذه المباراة.
رينارد كان يعرف كيف يفسد هجمات أستراليا ودرسها جيدًا، حيث إن مدرب أستراليا الجديد يعتمد على مدافعه هاري سوتر للخروج بالكرة، كونه كان الأكثر تمريرًا أمام اليابان (44) وأمام الصين (118).
ماذا فعل رينارد؟ جعل مهاجمين يغلقون زاويا التمرير على سوتر الذي يجيد التمرير (دقة تمريراته 90%)، كما توضح الصورة أدناه وجعل الهجمة تذهب إلى المدافع الذي بجانبه جاسون جيريا، الذي لا يجيد الخروج بالكرة أو التمرير (دقة تمريراته 75%)، لذلك كان يلجأ للعب كرات طويلة خاطئة (2 تمريرات صحيحة فقط من أصل 8).
وكما توضح الصور أعلاه، فالمنتخب السعودي كان يغلق زوايا التمرير على سوتر ويوجه الهجمة ناحية جيريا، لدرجة أن الأخير خسر كرة خلال التقدم، وكسبها المنتخب السعودي بتميز معتاد في الثلث الأخير بالدقيقة 26، وأسفرت عن التسديدة الوحيدة للسعودية على مرمى أستراليا عن طريق ناصر الدوسري.
عدم منح أستراليا الكثير من الكرات الثابتة
كانت أستراليا تركز كثيرًا على الكرات الثابتة والحصول عليها كثيرًا لاستغلال الكثير من اللاعبين أصحاب القامات الطويلة مثل هاري سوتر (198 سم) وكامرون بورغس (194 سم).
المنتخب السعودي عانى خلال هذه التصفيات من الكرات الثابتة واستقبل هدفين من ركنيات أمام الصين واليابان، لكنه اليوم ورغم منحه أستراليا مخالفات على حدود منطقته في الشوط الأول، لكنه بعد ذلك أدرك خطورة الأمر.
أخطاء التمرير في ثلث السعودية
خسر لاعبو المنتخب السعودي الكرة كثيرًا في مناطق خطيرة تسببت في هجمات خطيرة لأستراليا مثل الكرة التي حدثت في الدقيقة 5 من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الأول، وأخرى بعدها بدقيقة، وكرة أخرى أنقذها سعود عبد الحميد في الوقت القاتل.
جاكسون إيرفين، هو الذي كان يهدد السعودية في كسب الكرات والضغط من مناطق الأخضر، علمًا أنه أكثر لاعب كسب الكرة أيضًا في الثلث الأخير من الملعب لأستراليا (12 مرة) في هذه التصفيات.
بمرور الوقت بدأت السعودية تعاني من ضعف دقة التمريرات، حيث انخفضت بنحو 15 نقطة مئوية، من 85.5% في الشوط الأول إلى 70.8% في أول 20 دقيقة من الشوط الثاني.
سعود عبد الحميد نجم المباراة
نجم المباراة بلا منازع هو سعود عبد الحميد، الذي أنقذ المنتخب السعودي من هدف محقق في الدقيقة 84، بتدخل وتغطية عكسية نموذجية، وخرج من المباراة وهو الأكثر قيامًا بالأدوار الدفاعية منها رقم مميز بكسبه 13 مواجهة ثنائية من أصل 16، وهو الرقم الأفضل في المباراة.
لماذا عانت السعودية هجوميًا؟
حاولت السعودية 3 تسديدات في هذه المباراة (1 فقط على المرمى)، وهو أقل مجموع لها في مباراة واحدة بتصفيات كأس العالم هذا الموسم. وبجانب أستراليا، فشلت السعودية بالتسجيل في 3 من أصل 5 مباريات خاضتها.
كما أخفقت السعودية بالتسجيل في آخر 3 مباريات خاضتها في تصفيات كأس العالم، بواقع 339 دقيقة دون هدف، والسبب يعود لغياب لاعبين مهمين في الخط الهجومي مثل سالم الدوسري.
لكن هناك سبب آخر، وهو غياب التفاهم والانسجام بين سعود عبد الحميد والجناج الذي أمامه مروان الصحفي، لذلك تركزت هجمات السعودية عن طريق الجانب الأيسر (أكثر من 57% من الهجمات) عن طريق ياسر الشهراني وفراس البريكان.
تأثير تغيير مصعب الجوير
تأثر المنتخب السعودي بخروج مصعب الجوير، كونه اللاعب الأكثر لعبًا للكرات في الثلث الأخير من الملعب (9 تمريرات)، بعدها عانى المنتخب السعودي بعض الشيء في إيجاد اللاعب القادر على الوصول لمناطق أستراليا بالتمريرات.
الانضباط السعودي الكبير
عرف هيرفي رينارد أن أستراليا تلعب بطريقة 3-4-3 وهي تعتمد على وجود لاعبين على كل جبهة، والاعتماد الأكبر يكون على لويس ميلر "الجناح الخلفي الأيمن" الذي أشركه المدرب الجديد في كل مبارياته.
هذه الطريقة تستدعي أن يعود الجناح لمساندة الظهير، وهذا ما فعله فراس البريكان الذي كان يعود لمساندة الشهراني أمام الزيادة العددية، وهناك لعبة في الدقيقة 41 كانت خير مثال على ذلك حين عاد للدفاع وتصارع مع ميلر على كرة حتى النهاية واستطاع أن يفوز برمية تماس.