ليفربول يكتب التاريخ ويرمق الكأس الأوروبية السابعة
كتب ليفربول صفحة أخرى من تاريخه المجيد، وذلك عندما نجح في التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة، إثر موقعة "دراماتيكية"، خاضها "الريدز" أمام منافسه فياريال الإسباني ونجح فيها وقلب الأمور رأسا على عقب وخرج بانتصار باهر (3-2).
وبات ليفربول الآن يرمق لمعان الكأس "ذات الأذنين" من أجل التتويج السابع بعد أن رفعها في ست مناسبات من قبل أعوام 1977، 1987، 1981، 1984، 2005 و2019، بينما خسرها ثلاث مرات أعوام 1985 و2007 و2018. وبفوزه اليوم على فياريال، ضرب الريدز موعداً مع المتأهل من نصف النهائي الثاني بين مانشستر سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني.
ريمونتادا إنجليزية في الأراضي الإسبانية
لم يودّع ليفربول الأدوار الإقصائية من البطولة القارية الأولى بعد فوزه ذهاباً، منذ موسم 2001-2002 عندما أقصاه باير ليفركوزن الألماني ونجمه ميكايل بالاك من الدور ربع النهائي (1-0 و2-4).
وبما أن الـ"ريمونتادا" كلمة إسبانية، إلا أن الفريق الأحمر نجح في ترجمتها باللغة الإنجليزية على أرض الواقع، حين عاد من بعيد إثر خسارته بهدفين في الشوط الأول، ليسجل ثلاثة أهداف متتالية في ظرف 12 دقيقة فقط.
وبذلك تفادى "الريدز" تجرع مرارة الهزيمة الذي أذاقها لعملاقي أوروبا، ميلان الإيطالي في نهائي اسطنبول الشهير عام 2006، حين عاد من تأخره بثلاثية في الشوط الأول ليتعادل (3-3) في الثاني قبل الفوز بركلات الترجيح () ورفع الكأس للمرة الخامسة.
كما عاد ليفربول من خسارته الكبيرة (0-3) أمام برشلونة في ذهاب نصف النهائي عام 2019، ليفوز برباعية كاملة (4-0) إيابا، في واحدة من أكبر المفاجآت في العقد الأخير للبطولة، ليمضي بعدها للفوز باللقب أمام توتنهام (2-0) في نهائي مدريد.
رقم تاريخي وإنجاز إنجليزي فريد
بدت الآلة الهجومية للفريق الإنجليزي، وكأنها "معطلة" في الشوط الأول، حيث لم يسدد الفريق أي كرة بين خشبات مرمى فياريال، ولكن مع تعديل المثلث الهجومي بدخول لويس دياز وتقدم ساديو ماني للعمق، ونشاط محمد صلاح، عادت تلك الآلة القاتلة لممارسة هز الشباك.
ثلاثة أهداف متالية، عبر البرازيلي فابينيو، والكولومبي لويس دياز ثم السنغالي ساديو ماني، أعادت إلى ليفربول "هيبته"، وأكدت أن ما حدث في الشوط الأول ما هو إلا "سحابة" صيف جراء الثقة التي جلبها انتصار الذهاب.
تلك الأهداف الثلاثة لم تحقق الفوز فقط، بل منحت "الريدز" رقما تاريخيا لم يسبق أن تحقق في سجلات "الحُمر"، حيث بلغ رجال يورغن كلوب الهدف رقم 139، بعد أن لعبوا 57 مباراة في كل المسابقات لهذا الموسم، وهو ما لم يسبق حدوثه، لكن هذا الرقم لن يصمد طويلا، إذ أمام الفريق الآن العديد من المباريات لإضافة المزيد.
حلم الرباعية والمزيد من الألقاب
ببلوغ النهائي الكبير في باريس يوم 28 مايو/ أيار الجاري، سيكون ليفربول على موعد مع فرصة مهمة لإضافة لقب جديد، ليس على صعيد دوري أبطال أوروبا وحسب، بل لتحقيق رباعية الموسم.
بالتأهل للنهائي القاري، بات "الريدز" أول فريق إنجليزي يبلغ ثلاث مباريات نهائية في ذات الموسم، حيث نجح في الفوز بلقب كأس الرابطة الإنجليزية أمام تشيلسي بركلات الترجيح (11-10) بعد التعادل (0-0 في الوقت الأصلي)، كما بلغ نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وسيضرب موعداً مع تشيلسي يوم 14 مايو الجاري من أجل لقبه الثاني.
ولن يتوقف الأمر عند ألقاب الكؤوس الثلاث، حيث لا يزال لقب الدوري الإنجليزي على المحك، إذ يشدد ليفربول الضغط على مانشستر سيتي المتصدر، ويلاحقه بفارق نقطة واحدة (79 - 80) قبل أربع جولات من النهاية يوم 22 مايو الجاري.
وفي حال حقق ليفربول دوري الأبطال، فإنه سيفتح أمامه طريقا للفوز بلقب كأس السوبر الأوروبي، ثم كأس العالم للأندية، وربما إكمال السداسية التاريخية التي عجز عن تحقيقها أي فريق باستثناء برشلونة الإسباني بقيادة مدربه بيب غوارديولا.