ليس محمد صلاح.. لاعب واحد فقط استفاد من طريقة حسام حسن
حقق حسام حسن الفوز الأول له في أول مباراة رسمية في قيادة منتخب مصر على حساب بوركينا فاسو بهدفين مقابل هدف ضمن مواجهات الجولة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في مباراة شهدت صيام محمد صلاح عن التهديف.
ووصل منتخب مصر للعلامة الكاملة بـ9 نقاط من 3 انتصارات في صدارة المجموعة الأولى من التصفيات بفارق 4 نقاط عن فريق غينيا بيساو صاحب المركز الثاني بـ5 نقاط، أما منتخب بوركينا فاسو فتجمد رصيده عند 4 نقاط من فوز وتعادل.
المنتخب المصري كان قد تمكن من تحقيق الفوز في أول جولتين بالتصفيات، على حساب منتخب جيبوتي في الجولة الأولى بستة أهداف دون مقابل، والفوز على سيراليون في الجولة الثانية بهدفين دون مقابل.
طريقة اللعب
بدأ حسام حسن المباراة بطريقة 3-5-2 وهي طريقة غير معتادة منه، بوضع رامي ربيعة وحمدي فتحي ومحمد عبد المنعم كثلاثي دفاع، ومحمد هاني ومحمود حسن تريزيغيه على الطرفين وفي قلب الملعب مروان عطية وإمام عاشور وأحمد سيد زيزو خلف الثنائي الهجومي محمد صلاح ومصطفى محمد.
هذه الطريقة غريبة على 90% من اللاعبين، رغم أن لاعبًا مثل حمدي فتحي "لاعب الوسط" سبق له وشارك في قلب الدفاع مع بيتسو موسيماني في الأهلي كثيرًا، لكن تريزيغيه ليس "جناحًا خلفيًا" وزيزو قوته على الرواق الأيمن مثل محمد صلاح الذي لم يلعب من قبل كمهاجم ثانٍ في هذه الطريقة.
كيف استفاد تريزيغيه من تغيير الطريقة؟
هذه هي مباراة تريزيغيه الذي سجل فيها هدفين وأصبح هداف التصفيات وصاحب البصمة التهديفية في آخر 5 أهداف لمنتخب مصر في تصفيات كأس العالم، وتسبب في إزعاج كبير لمنتخب بوركينا فاسو بتحركاته وتسديداته.
صحيح أن تريزيغيه لعب في دور "الجناح الخلفي" وهو مركز غريب عليه، لكنه استفاد من شيء مهم جدًا، وهو أن يكون دائمًا في "المنطقة العمياء" للظهير الأيمن لمنتخب بوركينا فاسو كما يظهر في الصورة أدناه.
الصورة أعلاه هي في لعبة الهدف الثاني وتظهر كيف استفاد تريزيغيه من كونه يحصل على مساحة عندما كان يميل الملعب ناحية محمد هاني ومحمد صلاح مع ميل لزيزو.
عندما كان يتم تجميع اللعب في منتخب مصر من اليمين كان يركز منتخب بوركينا فاسو على اليمين بسبب وجود صلاح ومن خلفه ظهير طبيعي وهو محمد هاني، وعندما يتم فيها تحويل مجرى اللعب لليسار، يصبح لدى تريزيغيه المساحة.
لعبة الهدف الثاني لتريزيغيه تكررت "بالكربون" في الدقيقة 49 من الشوط الثاني، حيث تم تجميع اللعب على اليمين، ثم وصلت كرة قطرية لتريزيغيه الذي كان في موقف انفراد تام لكنه لم يستغل الكرة.
هل استفاد محمد صلاح من مركزه؟
صنع محمد صلاح الهدف الأول لمنتخب مصر بكرة عرضية مميزة لمحمود حسن تريزيغيه (في الفكرة التي ذكرتها بتحويل مجرى اللعب من اليمين لليسار)، لكن هل وجود محمد صلاح كمهاجم ثانٍ بجانب مصطفى محمد في هذه الطريقة خدمه؟
محمد صلاح استفاد من حرية في التحرك مع ثبات مصطفى محمد كمهاجم؛ لكن محمد صلاح كانت تحركاته أكثر في العمق، خاصةً في وجود محمد هاني الذي صعد كثيرًا.
لكن محمد صلاح لم يستفد من هذا المركز بشكل واضح رغم التمريرة الحاسمة، لأن نقطة قوة محمد صلاح تكمن في أن يبدأ من على الطرف ويخترق للداخل، وليس للداخل دائمًا حيث سيكون مطالبًا باللعب وظَهْره لمرمى الخصم.
انخفاض المستوى في الشوط الثاني
قدّم منتخب مصر نصف ساعة مميزة للغاية في التسجيل وصناعة الفرص، لكن بعد ذلك انخفض الأداء بشكل كبير خاصة في الشوط الثاني، مع تغييرات بوركينا فاسو في وسط الميدان التي منحته السيطرة والاستحواذ.
يكفي القول إن منتخب بوركينا فاسو في الشوط الأول قام بكرة عرضية واحدة، مقابل 17 كرة عرضية الشوط الثاني.
في الدقيقة 72 من عمر المباراة دفع حسام حسن بعمر كمال عبدالواحد، وقرر أن يغير طريقة اللعب من 3-5-2 إلى 4-4-2، حيث جاء دخول عمر كمال ليلعب على الطرف الأيسر لمساندة تريزيغيه الذي بذل مجهودًا كبيرًا وهو يلعب على الخط بمفرده.
لكن يؤخذ على المنتخب المصري السقوط البدني، وأيضًا طريقة الضغط، لأن محمد صلاح ومصطفى محمد كانا يقومان بالضغط على خط واحد، ومع قدرة إدمون تابسوبا مدافع باير ليفركوزن الألماني في الخروج بالكرة وسقوط لاعب رقم 6 بينهما كان ذلك يجعل منتخب مصر عرضةً للخطر والمساحات.
هناك ملاحظة أخرى بعد تغيير طريقة اللعب في مركز أكرم توفيق، الذي كان يميل للطرف كثيرًا، وبالتالي تسبب هذا في استحواذ بوركينا أكثر على وسط الميدان.