لوريس يحاول تجنب سيناريو دونغا ومارادونا الكارثي
يأمل هوغو لوريس، قائد منتخب فرنسا، خلال كأس العالم قطر 2022، تجنب انحراف مسارات الكثير من قادة منتخبات كبرى فشلوا في التتويج مرتين بالمونديال كقادة لبلادهم، حين يواجه الأرجنتين غداً الأحد على ملعب لوسيل.
خلال تاريخ كأس العالم، حصل العديد من اللاعبين على فرص لرفع الكأس مرتين كقادة لمنتخباتهم، لكنهم إما خسروا النهائي أو خسروا شارة القائد لصالح زملائهم مثلما حصل مع بيليني الذي كان قائد منتخب البرازيل في مونديال 1958 لكنه جلس على مقاعد البدلاء في النسخة التالية وخسر شارة القائد لصالح ماورو راموس.
بعد أربعة عقود، كان بإمكان قائد برازيلي آخر أن يرفع الكأس للمرة الثانية هو لاعب الوسط دونغا المتوج عام 1994، لكن الفرنسيين حرموه من ذلك بالفوز على "سيليساو" بثلاثية نظيفة عام 1998.
وقبل أن ينتزع لوريس ورفاقه مقعدهم في نهائي النسخة الثانية والعشرين، كانت البرازيل هي آخر فريق يصل إلى نهائيات متتالية أعوام 1994 و1998 و2002، وقبل دونغا، اختبر الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا نفس السيناريو، إذ تُوج كقائد عام 1986 على الأراضي المكسيكية، وعاد وخسر في نهائي إيطاليا عام 1990 على يد ألمانيا التي ثأرت لخسارتها قبل أربعة أعوام.
ورغم تتويج الأسطورة الإيطالية جوزيبي مياتزا باللقب مرتين عامي 1934 و1938، ومشاركته أساسياً في كل من النهائيين، لكنه كان القائد في الثاني فيما حمل الحارس جامبييرو كومبي الشارة في الأول.
طبيعة كرة القدم
ويدرك لوريس أن التركيز على المهاجمين والهدافين ليس بالأمر الجديد، لكن ذلك لا يلغي أهمية المراكز الأخرى بالتأكيد، لا سيما حراسة المرمى التي شهدت عبر تاريخ كأس العالم عظماء مثل السوفياتي ليف ياشين، الإنجليزي غوردون بانكس، الإيطالي دينو زوف ومواطنه جانلويجي بوفون والألمانيين أوليفر كان ومانويل نوير والإسباني إيكر كاسياس.
وبعدما أُحرِج بسؤال حول ما تقوله الصحافة الإنجليزية وتحديداً "ذي تلغراف"، عشية مواجهة منتخب بلادها في ربع نهائي مونديال قطر عن أنه نقطة ضعف أبطال العالم، أجاب حارس توتنهام بالقول: "ليس لدي أي رسالة لوسائل إعلامهم. أفضل أن أرد على أرض الملعب. نحن لسنا بحاجة إلى أي دوافع إضافية".
منحنا أنفسنا فرصة ذهبية
وبالفعل، رد ابن الـ35 عاماً على أرض الملعب ولعب دوراً رئيسياً في إقصاء الإنجليز ثم أسهم في تخطي المغرب في دور الأربعة، ليبلغ ورفاقه النهائي الثاني توالياً، وهو ما علق عليه لوريس عقب انتهاء مواجهة أسود الأطلس بقوله: "كان علينا تقديم جهود مضاعفة. نحن مرهقون لكننا سعداء. لقد منحنا أنفسنا فرصة ذهبية بأن نكون جزءاً من تاريخ فرنسا. إنه النهائي الثاني لنا في أربعة أعوام".
والآن، يجد ابن الـ35 عاماً نفسه أمام فرصة تاريخية؛ إذ سيصبح أول قائد يرفع كأس العالم مرتين في حال واصل تألقه الأحد في مواجهة ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني.
ويخوض لوريس النهائيات العالمية الثالثة له كقائد للمنتخب، وقد كلل هذه المشاركة بتحطيمه الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية بقميص "الديوك" خلال مباراة ربع النهائي ضد الإنجليز والذي كان مسجلاً باسم ليليان تورام (142).
رأى لوريس عشية معادلته الرقم القياسي لبطل مونديال 1998، والذي بات 144 بعد نصف النهائي أمام المغرب، أنه "إنجاز صغير" إذ يقول: "أنا حقاً فخور بهذه الأرقام حتى وإن كانت ثانوية جداً مقارنة مع واقع أننا عشية خوض الدور ثمن النهائي من كأس العالم (فازت فرنسا على بولندا)".
وبدأ حارس توتنهام الذي يحتفل في 26 الحالي بعيد ميلاده السادس والثلاثين، مشواره مع "الديوك" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008، بعد أشهر معدودة على قرار تورام باعتزال اللعب مع المنتخب الوطني.
وفي إطار تقليله من أهمية الوصول إلى رقم تورام، قال لوريس: "برأيي، هذه البطولة تأتي قبل أي شيء آخر... بالنسبة للرقم القياسي، هذا أمر سأقدره حين تنتهي البطولة وآمل أن تنتهي بأفضل طريقة ممكنة".
وستكون أفضل طريقة ممكنة لحارس الديوك قيادة منتخب بلاده غداً الأحد ليكون ثالث منتخب فقط يحتفظ باللقب العالمي بعد إيطاليا عامي 1934 و1938 والبرازيل عامي 1958 و1962، ما سيجعل من لوريس أول قائد يرفع الكأس مرتين في مسيرته.