لهذا السبب.. الفرنسيون لم يهضموا تضييع موهبة مثل محرز!

تاريخ النشر:
2021-05-04 00:46
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
النجم الجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يواجه نادي مانشستر سيتي الإنجليزي نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، الثلاثاء 4 مايو/ أيار، في إياب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، وهو يملك أفضلية فوزه ذهابا بحديقة الأمراء بباريس بهدفين لهدف، ساهم النجم الجزائري، رياض محرز، في تسجيل هدف الفوز بطريقة رائعة.

وإذا كان الأمر يتعلق بمواجهة فريق لآخر، فإن المطلع على وسائل الإعلام الفرنسية قبل مواجهة الذهاب وطوال الفترة الماضية، يستنتج كأن الأمر يتعلق بمواجهة محرز للبياسجي فقط، بعد أن تحدث عنه الفرنسيون أكثر مما تحدثوا حتى عن نجمي البياسجي، نيمار ومبابي.

وسائل الإعلام الفرنسية وقطباها صحيفة "ليكيب" ومجلة "فرانس فوتبول" الشهيرتين، خصّت محرز بالعديد من التقارير الإعلامية التي خاضت في قصة نجاحه الكروي الملهمة وبداياته الصعبة، وخلفيته الاجتماعية، فضلا عن تجاربه المخيبة للآمال مع الأندية الفرنسية قبل أن يسطع نجمه في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وحملت تقارير الفرنسيين الإعلامية وتصريحات المحللين والخبراء الكرويين، لوما مباشرا لسياسة الأندية الفرنسية بخصوص شروط الانضمام لأكاديمياتها الكروية، والقائمة في الأساس على عامل البنية الجسدية والحضور البدني قبل الموهبة الكروية، بدليل أن محرز لم تسنح له فرصة المرور عبر الأكاديميات لهذا السبب بعد أن رفض في العديد من المرات بسبب نحالة جسمه.

الأكاديميات الفرنسية الرائدة في مجال التكوين تستند إلى فلسفة قائمة بالأساس على اختيار اللاعبين أصحاب البنية القوية، والذين يملكون أفضلية واضحة على اللاعبين أصحاب المهارات، لأن المكوّنين الفرنسيين يرون هؤلاء اللاعبين أكثر قابلية للتطور من اللاعبين المهاريين، خاصة أولئك المنحدرين من أصول عربية وإفريقية، حيث يرون أن موهبتهم فطرية ونسبة قليلة جدا منهم تنجح في تطويرها عندما يصلون إلى الفريق الأول.

ولم يفوّت الفرنسيون الفرصة أيضا للوم ناديي باريس سان جيرمان وأولمبيك مرسيليا على رفضهما ضم قائد منتخب الجزائر، رياض محرز، في فترة سابقة بسبب بنيته الجسدية والتقليل من شأنه في نفس الوقت عندما كان مجرد لاعب صغير في بداية مشواره، مؤكدين أن كشّافي الأندية الفرنسية غير مؤهلين لمنافسة كشّافي الدوريات الأوروبية الكبرى، وعلى وجه التحديد الإنجليزية والألمانية منها.

تخصيص الفرنسيين لحيّز واسع للحديث عن محرز فقط في وسائلهم الإعلامية لأزيد من أسبوع يؤكد بوضوح أنهم لم يهضموا لحد الساعة تضييع فرنسا لهذه الموهبة الكروية العالمية، والذي صنع التاريخ في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما قاد ليستر للتتويج بلقب الدوري عام 2016 في قصة إعجازية، لم ينجح في تحقيقها أكبر نجوم الكرة الفرنسية في "البريميرليغ"، على غرار كانتونا وجينولا وتييري هنري، الذي خاضوا تجارب مع أندية كبيرة.

ورغم أن منتخب فرنسا توج بكأس العالم 2018 وامتلاكه لنجمين عالميين في صورة مبابي وغريزمان، إلا أن الفرنسيين لم يملكوا لاعبا مهاريا وموهوبا مثل محرز منذ اعتزال اللاعب ذي الأصول الجزائرية، زين الدين زيدان، وهو ما زاد من حسرة الفرنسيين في ضياع نجم بحجم محرز، الذي اختار الدفاع عن ألوان بلده الأصلي الجزائر وقاده إلى إنجاز تاريخي بالتتويج بكأس أمم إفريقيا 2019، في انتظار التأهل إلى مونديال قطر 2022.

شارك: