لماذا يجب على الجميع القلق من منتخب إسبانيا في يورو 2024؟
أثارت مستويات منتخب إسبانيا في البطولات الكبرى بالعقد الأخير حالة استياء، حيث خرج من الأدوار الإقصائية في كأس العالم وكأس أمم أوروبا بنتائج وأداء مخيبين في أغلب النسخ، ومع ذلك لديه فرصة مواتية لفرض كلمته في يورو 2024 المقبلة.
ينشط منتخب لاروخا في المجموعة الثانية مع كرواتيا وإيطاليا وألبانيا، وهي المجموعة التي أجمع النقاد على أنها الأصعب في البطولة.
قبل أيام من انطلاق كأس أمم أوروبا في ألمانيا 2024، نتناول في التقرير التالي أسبابًا منطقية تجعل منتخب إسبانيا من بين المرشحين للقب، وأسبابًا أخرى تنفض الغبار عنه لتضعه مرشحًا لبلوغ أدوار متقدمة من النسخة التاريخية الـ17 من البطولة.
لماذا التفاؤل حيال منتخب إسبانيا في يورو 2024؟
في الحقيقة بدا المنتخب الإسباني أشد صلابة مع المدرب الوطني الجديد لويس دي لا فوينتي، مقارنةً بالأداء المقدم مع المدرب السابق لويس إنريكي، خاصةً فيما يتعلق بحيازة الكرة وصناعة الفرص التهديفية، وأيضًا التماسك الدفاعي في الخط الخلفي.
أصبحت إسبانيا تمتلك جيلًا جديدًا من اللاعبين بقيادة نجوم برشلونة، باو كوبارسي وبيدري وغافي ولامين يامال، وحتى مواهب الفرق الأخرى أمثال نيكو ويليامز من أتلتيك بيلباو، وثلاثي ريال سوسيداد روبن لو نورماند ومارتن زوبيميندي وميكيل أويارزابال.
يمكن القول إن إسبانيا تغير حاليًا جلدة اللاعبين، وقد نما الفريق تدريجيًا عبر دمج العناصر الجديدة مع القديمة أمثال كارفاخال ورودري وموراتا، وقد أسهم هذا الاندماج في حصد المنتخب الإسباني كأس دوري الأمم الأوروبية العام الماضي 2023.
في توقعاته لبطل يورو 2024، وضعت تقنية متطورة من منصة أوبتا، منتخب إسبانيا في الترتيب الرابع للمرشحين للقب بنسبة 9.6٪، خلف إنجلترا المرشح الأول وفرنسا الثانية وألمانيا صاحبة المركز الثالث، ما يدل أن إسبانيا بالفعل على الطريق الصحيح.
منتخب إسبانيا يتدارك الموقف
أصبحت إسبانيا أول بلد في تاريخ كرة القدم ينجح في حصد 3 بطولات كبرى تواليًا، حينما حصدت لقب كأس أمم أوروبا 2008 ثم كأس العالم 2010 ثم كأس أمم أوروبا من جديد في 2012، وهي أفضل فترة هيمنة لأي منتخب عبر تاريخ اللعبة.
بُعيد ذلك، انهار الماتادور في البطولات اللاحقة لكأسي العالم وأوروبا، ويمكن أن يُعزى السبب إلى رحيل بيب غوارديولا عن برشلونة وتفكك الجيل الذهبي للفريق الكتالوني الذي مثّل العمود الفقري للمنتخب الإسباني بين 2008 و2012.
في مونديال 2014 ودّعت إسبانيا المنافسات من الدور الأول، وفي يورو 2016 خرجت من ثمن النهائي على يد إيطاليا، ثم تلقت انتكاسة جديدة في مونديال 2018 حينما ودّع الإسبان أمام المستضيف روسيا من ثمن النهائي بركلات الترجيح.
استمر مسلسل الإخفاقات الإسباني في البطولات الدولية، ففي نسخة كأس أمم أوروبا 2020 أُقصي من نصف النهائي أمام إيطاليا بالتخصص. وفي نهائيات كأس العالم 2022 بقطر خرج الإسبان على يد المنتخب المغربي بركلات الترجيح.
- كأس العالم 2014 - خروج من الدور الأول
- كأس أوروبا 2016 - خروج من ثمن النهائي
- كأس العالم 2018 - خروج من ثمن النهائي
- كأس أوروبا 2020 - خروج من نصف النهائي
- كأس العالم 2022 - خروج من ثمن النهائي
الحسنة الوحيدة في العقد الأخير لإسبانيا هي الفوز بدوري الأمم الأوروبية 2023، ومع أنها بطولة شبه ودية لا تحظى بنفس الجماهيرية أو الزخم الإعلامي في نظيراتها مثل كأس العالم أو كأس أمم أوروبا، فقد منحت الإسبان دفعة معنوية كبرى.
بلوغ منتخب إسبانيا نصف نهائي يورو 2020 ثم الفوز بدوري الأمم الأوروبية 2023، ثم حصد 21 نقطة من أصل 24 في تصفيات يورو 2024، يُعد إنجازًا لمجموعة اللاعبين الحالية بكل المقاييس، وهو أفضل شيء تقريبًا حققه المنتخب الإسباني منذ حقبته الأيقونية بين 2008 و2012، فيما يمكن وصفه بأن الإسبان تداركوا الموقف وعادوا إلى زمرة نخبة منتخبات أوروبا مجددًا.
دي لا فوينتي حجر الأساس
بلا شك يعتبر المدرب دي لا فوينتي هو حجر الأساس في مشروع منتخب إسبانيا الجديد، فخلال 13 مباراة خاضها الماتادور تحت قيادته، فاز في 10 وسجل 40 هدفًا بمعدل 3.1 أهداف في المباراة الواحدة.
مشروع دي لا فوينتي لا يعتمد على نجم بعينه، بل على منظومة دقيقة يستطيع كل فرد فيها تنفيذ دوره بإتقان، ففي مشوار تصفيات يورو 2024، سجل 12 لاعبًا مختلفًا، ومع تواضع الأسماء الموجودة مقارنةً بنجوم إنجلترا والبرتغال وفرنسا، فإن منتخب إسبانيا سيعول في المقام الأول على جماعية لاعبيه.