لماذا رفض أتلتيكو مدريد القيام بممر شرفي للاعبي ريال مدريد؟

أُعلن بشكل رسمي قبل أيام رفض نادي أتلتيكو مدريد تكريم ضيفه ريال مدريد، الذي حسم فوزه بلقب الدوري الإسباني لهذا الموسم 2021-22، وذلك بالاصطفاف في "ممر شرفي" لتحية البطل قبل مواجهة الديربي الأحد 8 مايو/ أيار على ملعب "واندا ميتروبوليتانو" ضمن الجولة الـ35 من الليغا.

وقد حسم ريال مدريد لقب الليغا في الجولة الماضية بعد فوزه (4-0) على إسبانيول السبت 30 أبريل/ نيسان، ليضمن الفريق الملكي تحقيق الدوري الإسباني للمرة الـ35 في تاريخه قبل 4 جولات من نهاية المسابقة.

كم عدد بطولات ريال مدريد في تاريخه؟

اقرأ المزيد

وانتظر الكثيرون موقف أتلتيكو مدريد خلال مواجهته مع ريال مدريد بعد حسم اللقب، وحدث كما هو مُتوقع، فقد رفض لاعبو "روخيبلانكوس" عمل ممر شرفي لريال مدريد تكريمًا لتتويجه، وقد ذكرت صحيفة "آس" الإسبانية أن هذا الأمر جاء ردًّا على رفض لاعبي الملكي القيام بممر شرفي لأتلتيكو بعد تحقيقه لقب الدوري الإسباني موسم 2013-2014.

ما قصة الممر الشرفي في إسبانيا؟

يُعد تنظيم ممر شرفي للبطل المُتوَّج بأي ألقاب محلية أو قارية أو عالمية، أمرًا متعارفًا عليه في إسبانيا، حيث يُترَك هذا الأمر للفِرق التي تلعب المواجهة التالية أمام البطل، وكان الغرض الأساسي من الممر الشرفي هو إظهار الاحترام للبطل، والتعبير عن الروح الرياضية، لكنه لم يكن نصًا قانونيًا إجباريًا في أي لحظة، بل أشبه بالعُرف والتقاليد في الكرة الإسبانية.

وترجع تقاليد الممر الشرفي في إسبانيا إلى عام 1970، حيث تُوج حينها أتلتيكو مدريد بلقب الدوري، وكان أتلتيك بلباو الوصيف، والتقى الفريقان بعدها في بطولة كأس الملك، وتم التكريم من لاعبي الفريق الباسكي بممر شرفي للاعبي الفريق المدريدي.

ومن أشهر الممرات الشرفية خلال تاريخ الدوري الإسباني، ما حدث في عام 2008، عندما وقف لاعبو برشلونة في ممر للاعبي ريال مدريد بعد التتويج بلقب الليغا، لكن السنوات الأخيرة شهدت تغييرًا لدى بعضهم في مفهوم الممر الشرفي، حيث انتقل من مفهوم التكريم إلى الإذلال، وتبدّلت الفكرة تدريجيًا، فبات صانعوه يرونه انبطاحا، ومستقبلوه يرونه إهانة لخصمهم.

وفي عام 2018 رفض لاعبو ريال مدريد الوقوف للاعبي برشلونة بعد تتويج الأخير بلقب الليغا، وفسر ريال مدريد ذلك لعدم وقوف لاعبي برشلونة لهم بعد فوزهم بلقب كأس العالم للأندية في عام 2017، حيث رفض نجوم الفريق الكتالوني عمل ممر شرفي للاعبي الميرينغي، ووقتها برر جييرمو آمور مدير العلاقات المؤسسية لـ برشلونة أن ناديه "لا يقدّم ممرات شرفية لفرق متوجة ببطولات هو غير مشارك فيها، مثلما هو الحال مع مونديال الأندية".

وكان الرد جاهزًا بالطبع من جماهير ريال مدريد التي ذكّرت برشلونة بتقديمه ممرًا شرفيًا لـ إشبيلية بعد تتويجه بالدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي وقتها) عام 2006 رغم عدم مشاركته في البطولة.

ويكثر الحديث ويشتد عن الممرات الشرفية عندما يصادف مباراة كلاسيكو أو ديربي؛ لأن الفريق الذي يصطف يكون منافسًا على اللقب في الغالب، ووقوفه خاضعًا ليس فقط إعلان عن تتويج الآخر، بل عن خسارته شخصيًا، وربما يكون رفض أتلتيكو مدريد الوقوف للاعبي ريال مدريد؛ بسبب العلاقة السيئة التي تجمعهما تاريخيا.
 

بيان رسمي من أتلتيكو مدريد يؤكد فيه: لن نقوم بممر شرفي للاعبي ريال مدريد

وكان أتلتيكو مدريد قد أصدر بيانًا رسميًا أوضح فيه موقفه من عمل ممر شرفي قبل مواجهة ريال مدريد: "بعضهم يريد تحويل فكرة وُلدت للاعتراف بأحقية البطل، إلى ثمن يُسدَد علنًا بواسطة المنافسين ممزوجًا برائحة الإذلال. تحت أي ظرف، أتلتيكو مدريد لن يتعاون في تنفيذ هذه السخافة التي يُتناسى فيها بالكامل القيم الحقيقية للرياضة، وتُشجّع على التوتر والتشاحن بين الجماهير".

وأضاف: "كنا أبطالًا لمواقف مشابهة في السنوات الأخيرة بعد التتويج بألقاب مختلفة، من بينها لقب الدوري مرتين، وفي بعض المرات تم تنظيم مراسم تكريمية بواسطة الفريق المنافس لفريقنا البطل، وأحيانا لم يجرِ ذلك. ولكن في أي لحظة لم تكن هناك تطلعات أو جدل مُبالغ فيه ومُصطنع كالذي نعيشه في الأسابيع الأخيرة".

وأوضح النادي المدريدي: "أتلتيكو مدريد هو آخر بطل للدوري الإسباني، هل يتذكر أحد أي جدل بشأن ضرورة أن يتلقى ممرًا شرفيًا بواسطة غريمه التقليدي بعد الفوز باللقب؟ لا، لأن النقاش لم يكن موجودًا. في أول مباراة هذا الموسم قرر سيلتا فيغو ألا يقوم بالممر الشرفي، وقد كان قرارًا صحيحًا، لأن الغرض منه تلقي التصفيقات من الجمهور، ولهذا يجب أن تتم هذه المراسم أمام جمهور الفريق البطل".

وجاء في ختام البيان: "لا يمكن أن يكون الهدف الرئيسي خلق توتر وخلخلة الأجواء، نحن تلقينا ممرًا شرفيًا في أول مباراة لعبناها على ملعبنا بواسطة إلتشي. الأمر حدث بشكل طبيعي ونحن شعرنا بالامتنان دون أي مطالبات زائدة. من المهم أن تعرف كيف تخسر كما أن تعرف كيف تفوز. وفي أتلتيكو مدريد لا ننوي أبدًا فرض أي شيء على الآخرين. من الجلي أننا لدينا طريقة أخرى لفهم الحياة".