لماذا بات الدوري الإنجليزي جاذبًا للصفقات الكبرى؟
واصل الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" تحطيم الأرقام القياسية على مستوى الصفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية، إذ تجاوزت إنفاقات الأندية حاجز المليار و700 مليون يورو، وهو رقم قياسي جديد يُضاف إلى قائمة أرقام أندية البريميرليغ التي تصدّرت بها تصنيف أكثر الدوريات إنفاقًا خلال أعوام 2016، 2017، 2018، 2019، و2020.
وكان الدوري الإنجليزي الممتاز يُصنّف ضمن أفضل 5 دوريات أوروبية، في قائمة ضمّت أيضًا دوري الدرجة الأولى الإسباني، ودوري الدرجة الأولى الألماني، ودوري الدرجة الأولى الفرنسي، وكذلك دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
واستطاع البريميرليغ التفوق على تلك الدوريات خلال العقد الماضي؛ إذ يرى محللون ومراقبون أنه بات الدوري الأبرز والأقوى والأمتع والأكثر جذبًا للجمهور وكذلك للاعبين.
ويستعرض لكم "winwin"، في هذا التقرير، 3 أسباب جعلت الدوري الإنجليزي الأكثر جذبًا للأسماء الكبرى من اللاعبين.
1- الندية والتنافس الشديد بين أندية البريميرليغ
كان ولا يزال بايرن ميونيخ المُهيمن الأول على منافسات الدوري الألماني؛ إذ تُوج باللقب في آخر 10 سنوات متتالية.
وفي الدوري الفرنسي يُسيطر باريس سان جيرمان طولًا وعرضًا، حيث تُوج باللقب 8 مرات في آخر 10 سنوات، وهو الأمر ذاته في الدوري الإيطالي، إذ تُوج به يوفنتوس 9 مرات متتالية من موسم 2011-12 إلى 2019-20، قبل أن يظفر به إنتر ميلان وميلان في موسمي 2020-21 و2021-22 على الترتيب.
أما على مستوى الدوري الإنجليزي، فالأمر مختلف بعض الشيء، إذ يستطيع متذيل سلم الترتيب، على سبيل المثال، تحقيق الانتصار على المتصدر.
وفي العقد الأخير تناوب على التتويج بلقب البريميرليغ 5 فرق؛ هي مانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وتشيلسي، وليستر سيتي وليفربول، وهو الأمر الذي لا يحدث سوى في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويرى محللون أن البريميرليغ تطور كثيرًا خلال السنوات الأخيرة على مستوى المنافسة والندية بين فرقه المختلفة، وذلك بسبب استقطاب أفضل المدربين واللاعبين.
كما يعتقد كذلك مراقبون أن الكلاسيكو انتقل في السنوات الأخيرة من إسبانيا (بين برشلونة وريال مدريد) إلى إنجلترا (بين مانشستر سيتي وليفربول).. لذا بات عامل المنافسة والندية بين جميع أندية البريميرليغ أحد عوامل تفضيل النجوم الانتقال إلى أحد أندية إنجلترا مقارنةً بغيرها من الدوريات الأخرى.
2- العوائد المالية الكبيرة
لا شك أن العائد المادي يُمثّل أهميةً كبيرةً للاعبي كرة القدم، خاصةً النجوم، وهو الأمر الذي لعب دورًا كبيرًا في حسم بعض الصفقات القوية خلال الميركاتو الصيفي الجاري.. على سبيل المثال، تعاقد بطل إنجلترا، مانشستر سيتي، مع المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن هالاند يحصل على راتب أسبوعي في مانشستر سيتي تصل قيمته إلى 400 ألف جنيه إسترليني.
وعانت معظم أندية العالم من أزمة اقتصادية حادة خلال السنوات الأخيرة على خلفية انتشار فيروس كورونا، ما أدى إلى تخفيض رواتب لاعبي عدد من أندية الدوري الإسباني، في مقدمتها برشلونة وريال مدريد.
ويرى محللون أن الأزمة الاقتصادية لم تنلْ بشكل كبير من أندية البريميرليغ، رغم تراجع عوائدها المادية.
3- هامش التطور تحت قيادة مدربين كبار
يعتقد محللون أن الدوري الإنجليزي الممتاز يضم خيرة مدربي كرة القدم، في مقدمتهم مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا، ومدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، ومدرب تشيلسي، الألماني توماس توخيل، ومدرب توتنهام هوتسبير، الإيطالي أنطونيو كونتي، ومدرب مانشستر يونايتد، الهولندي إريك تين هاغ، ومدرب برايتون، الإنجليزي غراهام بوتر.
ويلعب عامل تطور لاعبي كرة القدم دورًا حاسمًا في تحديد وجهاتهم المقبلة.. وتعتمد عملية تطور هؤلاء اللاعبين بشكل كبير على اسم المدرب الذي سيعملون معه، وفي ظل استقطاب البريميرليغ أبرز الأسماء التدريبية، باتت المنافسة الإنجليزية الأقوى والأكثر جذبًا للاعبين في العقد الأخير.