لماذا ارتفعت معدلات التهديف في الدوري الإنجليزي هذا الموسم؟
من اللافت أنَّ معدلات التهديف في الدوري الإنجليزي الممتاز بالموسم الحالي (2023-2024) قد قفزت إلى أعلى مستوياتها وبلغت الذروة، حيث سجّلت رقمًا قياسيًا كأعلى مُعدّل أهداف عبر كل تاريخ المسابقة، بواقع (3.24 أهداف للمباراة الواحدة).
مع التقدّم أكثر في الزمن، يزداد عدد الأهداف المسجّلة في الدوري الإنجليزي الممتاز، فمثلًا في موسم 2021-2022 كان المُعدّل (2.28 هدفًا) ثم ارتفع في موسم 2022-2023 إلى (2.85) ثم واصل قفزته في الموسم الحالي ليصل إلى (3.24)!
إن استمر مُعدّل التهديف الحالي على نفس المنوال -وهو شيء مُرجّح طبقًا لخبراء- فسنشهد تسجيل 1231 هدفًا في نهاية موسم الدوري الإنجليزي، بزيادة قدرها 150 هدفًا عن الموسم الماضي الذي توقّف عدّاده عند 1084 هدفًا.
لماذا ارتفعت معدلات التهديف في الدوري الإنجليزي الممتاز؟
ارتفعت معدلات التسجيل في الدوري الإنجليزي لعدّة عوامل، من بينها المستويات الكارثية لبعض حرّاس المرمى، في مقابل توهّج المهاجمين الأفذاذ أمثال هالاند وصلاح، كما أن الوقت الإضافي في المباريات أصبح أكبر، ما ساعد على تسجيل أهداف أكثر!
الفرق المتصارعة على البقاء، لها دور هام في ارتفاع معدلات التهديف في الدوري الإنجليزي الممتاز، ففي نفس المرحلة (الجولة 29) من الموسم الماضي، استقبلت شباك الفرق الـ6 الأخيرة في الجدول 282 هدفًا، وارتفعت في الموسم الحالي لتصل إلى 350 هدفًا.. يمكن تفسير ذلك بأن هذه الفرق تنهار في الثلث الأخير من الموسم سواء فنيًا أو بدنيًا أو ذهنيًا نتيجة التفكير الزائد في كيفية تفادي الهبوط.
المستويات المتقلّبة للفرق قد تكون عنصرًا هامًا، ففريق مثل نيوكاسل يونايتد سجّل 46 هدفًا واستقبل 20 في نفس الفترة من الموسم الماضي. وفي الموسم الحالي سجّل 59 هدفًا واستقبل 48، أي أنّهُ أسهم في زيادة قدرها 41 هدفًا.
مهاجمون أفذاذ.. أهداف أكثر!
وجود مهاجمين بجودة عالية، أسهم بكل تأكيد في زيادة غلّة التهديف، فالموسم الحالي شهد أكبر مُعدّل تصويبات منذ عقد تقريبًا، بـ27.2 تصويبة للمباراة الواحدة، والأهم أنّ مُعدّل تحويل التصويبات إلى أهداف هو الأعلى أيضًا، بنسبة 11.9٪.
جودة المهاجمين لم ترفع مُعدّل التصويبات فحسب، بل زادت أيضًا من الدقّة، وتحويل التصويبات إلى أهداف.
الموسم | معدل أهداف | معدل تصويب | معدل تحويل |
---|---|---|---|
2023-2024 | 3.24 | 27.2 | 11.9 |
2022-2023 | 2.85 | 25 | 11.2 |
2021-2022 | 2.82 | 25 | 11.7 |
تطوّر التكنولوجيا
لا سبيل لغضّ الطرف عن التقدّم التكنولوجي وعلاقته المستدامة مع كرة القدم مؤخّرًا، عبر تحليل بيانات اللاعبين ومساعدة المدربين على تطبيق الأفكار التكتيكية وإيجاد ثغرات الخصوم. وهذا انعكس بدوره على المسابقات الدولية، فكأس العالم قطر 2022 مثلًا هي النسخة الأغزر تهديفًا عبر التاريخ (172 هدفًا) وهي النسخة الأكثر استخدامًا للتقنيات التكنولوجية أيضًا.
أي الفرق أكثر استفادةً من البدلاء في الدوري الإنجليزي؟
مع الوقت، انخفض متوسّط مسافة التسديد في الدوري الإنجليزي بشكل مطرد، فقد ساعدت التقنيات التكنولوجية اللاعبين في الاقتراب أكثر من المرمى والتسديد من مسافة قريبة للغاية، وهذا ما توضّحه هذه الصورة من منصّة أوبتا (Opta).
في الموسم الحالي، يصوّب اللاعبون من مسافة (14.9 مترًا) عن المرمى، وهي أقرب مسافة على الإطلاق تم رصدها عبر تاريخ المسابقة، وهي آخذة في الاقتراب في كل موسم عن سابقه.. فكانت مثلًا في الموسمين السابقين (15.4) و(15) تواليًا.
أسهمت زيادة الوقت الإضافي في زيادة معدلات التهديف في الدوري الإنجليزي بكل تأكيد. فالموسم الحالي شهد متوسّط دقائق بلغ (101 دقيقة للمباراة الواحدة) مقابل 92 دقيقة للموسم السابق.
الدوري الإنجليزي "الأغزر" تهديفيًا أوروبيًا
جدير بالذكر أنَّ الـ(بريميرليغ) هو الأكبر من بين الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى هذا الموسم في معدلات التهديف.
اللافت أنَّ مُعدّل الأهداف المتوقّعة في الدوري الإنجليزي هو (3.13 أهداف للمباراة) في حين أنَّ المُعدّل الفعلي هو (3.24 هدفًا) وهذا يقودنا إلى النقطة المشار إليها أعلاه، أنّ وجود مهاجمين متميزين في البطولة قد أسهم في تسجيل أهداف أكثر من المتوقّع.
المسابقة | مباراة | معدل أهداف | معدل متوقّع |
---|---|---|---|
الدوري الإنجليزي | 283 | 3.24 | 3.13 |
الدوري الألماني | 234 | 3.21 | 3.08 |
الدوري الإسباني | 289 | 2.64 | 2.65 |
الدوري الإيطالي | 289 | 2.61 | 2.49 |
الدوري الفرنسي | 234 | 2.58 | 2.71 |