لامبارد ضحية جديدة في عالم البلوز الخاص

تاريخ النشر:
2021-01-26 11:24
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
لامبارد ضحية أخرى على قوائم الإدارة الفنية للبلوز (Getty)
Source
+ الخط -

لم يرحم رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي، أيقونة فريقه فرانك لامبارد من مقصلة الإقالة ليثبت أن قواعده التي تحكم مؤسسته الكروية لا تتغير مهما علا شأن مديرها الفني. لامبارد ضحية جديدة على قوائم الإدارة الفنية للبلوز، ضحية تركت غصة في قلوب عشاق كرة القدم عامة وفريق تشيلسي خاصة، لأن الإقالة التي تعتبر أمرا طبيعيا في عالم المستديرة أصبحت اعتيادية في الفريق اللندني وتتم وفق أهواء رجل أعمال يتعامل مع النادي كشركة ربحية لا أكثر، وهو دائم البحث عن ضحية يثلج صدره من أجل التخفيف عن أعباء خسائره المؤقتة، بغض النظر عن أرباحه التي يكون قد حققها أو سيحققها، وخير دليل على ذلك إقالة الإيطالي روبرتو دي ماتيو من تدريب الفريق بعد أشهر من تتويجه بلقب دوري الأبطال الأول والوحيد للنادي عام 2012.

شكرا تشيلسي الذي قدم لنا لامبارد اللاعب بأجمل صورة، وشكرا لامبارد الذي التزم الوفاء لناديه ولمهنته، فمن ينسى حين لعب فرانك مع مانشستر سيتي على سبيل الإعارة وفي الجولة الخامسة من موسم 2014/2015 تعادل مانشستر سيتي مع تشيلسي بهدف لهدف، وسجل لامبارد آنذاك هدف التعادل لفريقه السيتزن قبل النهاية بدقائق، صحيح أن لامبارد لم يحتفل احتراما لفريقه السابق، لكن الأهم أنه احترم مهنته كلاعب محترف وقدم كل ما يملك وسجل ضد الفريق الذي كثيرا ما افتخر أنه مثل جزءا من مسيرته الذهبية، وفاز معه بالعديد من الألقاب الفردية والجماعية.

كرة القدم متعة للبعض وصناعة للبعض الآخر، لكن الإجماع على أنها احتراف بكل ما للكلمة من معنى، والكلام الإيجابي من مالك النادي بحق لامبارد بعد الإقالة قرأ البعض فيه تهربا من الاحترافية وعذرا عن عدم منح الفرصة الكاملة، فقد حاول أبراموفيتش صرف النظر عن أسباب الإقالة بالحديث عن صعوبة القرار ونزاهة لامبارد وأتم أن الأفضل في الوقت الحالي هو تغيير المدرب ناسيا حقيقة الثقة التي تمنح للمدرب من خلال دعمه في الفترة الصعبة وإعطائه مزيدا من الوقت لتدارك النتائج السلبية، خاصة وأنه شخص ذو مكانة خاصة عند مالك النادي كما ادعى الأخير. وحين ننظر إلى مانشستر يونايتد ودعم الفريق والإدارة لمديره الفني النرويجي أولي سولشاير الذي بات ينافس مع فريقه على صدارة الترتيب بعد هزات عدة وأرقام سلبية تاريخية، ندرك حجم الجريمة الكروية التي ارتكبت بمستقبل المدرب فرانك لامبارد.

صحيح أن لامبارد يتحمل جزءا من تدهور نتائج تشيلسي، وهناك سلبيات في تعامله مع بعض المباريات، لكن ذلك يبقى جزءا من المنظومة الكروية التي تحكم أي فريق، وبعد قيادته للفريق الموسم الماضي للمراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا من خلال اعتماده على الأسماء المتوفرة، زاد فرانك الضغوط عليه من خلال الأسماء الغالية التي انتدبها، لكن لا يستطيع أحد تحميله سوء الطالع الذي رافق مهاجميه، أو أخطاء حراسه، بل على العكس يحسب للامبارد جرأته في سد ثغرة حارس المرمى بالاعتماد على حارسه الثالث السينغالي إدوارد ميندي بدلا من أغلى حارس مرمى في العالم الإسباني كيبا أريزابالاغا، طبعا هذا مثال لما قدمه اللاعب الأسطورة مع فريقه كمدرب.

أما على صعيد النتائج فالفريق يتأخر بفارق خمس نقاط عن ليفربول الرابع وهذا يعني أن تشيلسي ما زال في دائرة المنافسة، كما أنه تأهل للدور التالي من كأس إنجلترا، وهو في ثاني أدوار دوري أبطال أوروبا، فهل الحل الأمثل في الإقالة؟

الإقالة قد تأتي بنتائج إيجابية على المدى القريب، لكن النادي خسر لبنة أساسية في عملية البناء لسنوات، وهي الاستقرار الفني، وأتوقع أن أي مدرب سيقود الفريق سيستمر بالعمل على إرث لامبارد، فغير ذلك سيكون من الصعب تحقيق النتائج، خاصة وأن المدير الفني المرتقب سيقع حتما تحت ضغط الإعلام الإنجليزي الذي لايرحم، وتحت ضغط مباريات الدوري الإنجليزي التي لا تعرف السكينة، والأهم تحت ضغط مزاج رئيس النادي الذي لا يعرف سوي سياسة الإقالة.

شارك: