كيف يعوض ليفربول غياب محمد صلاح خلال فترة كأس أمم أفريقيا؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-02 11:12
احتفال محمد صلاح لاعب ليفربول بهدفه في شباك نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي (X/LFC_Arabic)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تحت عنوان "ختامها مسك"، كانت مشاركة نجم المنتخب المصري محمد صلاح مع فريقه ليفربول ناجحة جدًّا، إلى الحد الذي جعله يشارك بشكل مؤثر في أهداف فريقه الأربعة ضد نيوكاسل، ما بين التسجيل أو الصناعة أو تقديم التمريرة الأهم.

"الريدز" قدموا عرضًا مميزًا نجحوا من خلاله في سحق ضيوفهم بأربعة أهداف مقابل هدفين للماغبايز، الذين اعتمدوا بشكل مكثف على حارسهم دوبرافكا لإيقاف المد الهجومي الأحمر، لكن الحائط السلوفاكي انهار في نهاية المطاف، مع الضربات المتلاحقة لمتصدر البريميرليغ الحالي.

لكن أبناء الشمال الإنجليزي سيضطرون للتخلي عن خدمات أبناء المشرق الأدنى والأقصى، لكونهم سيخسرون خدمات الدوليين المصري محمد صلاح والياباني واتارو إندو لفترة ليست بالقليلة، لمشاركة الاثنين في كأسي الأمم الأفريقية والآسيوية، التي تنطلق هذا الشهر وتنتهي الشهر المقبل.

كلا المنتخبين المصري والياباني مرشحان للعب أدوار رئيسية في البطولة، وهو ما قد يعني غياب الثنائي لقرابة أطول فترة ممكنة، قد تقترب من 40 يومًا.

ويبدو أن صلاح أصر على أن تكون مشاركته الأخيرة قبل المغادرة بمثابة زيادة آلام فقدانه لدى مدرب الفريق يورغن كلوب، الذي سيكون مضطرًا للاعتماد على خط هجوم من دون اللاعب الذي سجل اليوم هدفيه الـ150 والـ151 في تاريخه بالبريميرليغ.

ما المباريات التي سيغيب فيها محمد صلاح عن ليفربول؟

الضربة الأولى ستكون قوية للريدز الذين سيجدون أنفسهم مضطرين للسفر من دون محمد صلاح إلى لندن، لمواجهة أرسنال في الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي في السابع من يناير/ كانون الثاني، قبل أن يعودوا إلى ليفربول لمواجهة فريق لندني آخر هو فولهام، في ذهاب نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة في العاشر من يناير.

سيرتاح لاعبو ليفربول 11 يومًا قبل العودة إلى مباريات البريميرليغ مع مواجهة بورنموث في الحادي والعشرين من يناير، ثم يعودون لمواجهة فولهام في إياب نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة في الرابع والعشرين من الشهر ذاته.

كل هذه المباريات سيكون غياب صلاح عنها مؤكدًا، إذ تنتهي مباريات منتخب مصر في دور المجموعات في كأس أمم أفريقيا في الثاني والعشرين من يناير، بمواجهة الرأس الأخضر.

أما إذا استمرت رحلة منتخب الفراعنة كما هو متوقع، فإن غياب صلاح سيمتد. وفي حالة تخطي عقبة أرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي، فإن ليفربول سيخوض غمار مواجهات الدور الرابع الذي سيُلعب في السابع والعشرين من يناير، قبل أن يخوض مواجهة هامة أمام تشيلسي في الحادي والثلاثين من الشهر نفسه.

مواجهات ليفربول وأرسنال ستتجدد من دون صلاح، في حال تخطي المصريين دور الـ16 كما هو مرجّح، وذلك عندما يتواجه الفريقان في لندن في الرابع من فبراير/ شباط المقبل، قبل أن ينهي ليفربول المباريات التي قد يفتقد فيها نجمه المصري، عندما يلعب ضد بيرنلي في العاشر من الشهر، ليكون صلاح جاهزًا بشكل مؤكد لمواجهة برينتفورد في السابع عشر منه.

ما سيغيب عنه صلاح بشكل مؤكد في كل المسابقات هو مواجهات أرسنال وفولهام وبورنموث، ثم فولهام من جديد، أما المباريات التي سيتوقف غيابه عنها على مدى استمرارية بلاده في أمم أفريقيا، فستكون مباريات الدور الرابع من كأس إنجلترا، وكذلك تشيلسي وأرسنال مجددًا، إلى جانب مباراة بيرنلي في حال وصول أصحاب الرقم القياسي في اللقب الأفريقي إلى نصف النهائي على أقل تقدير، ما يعني خوضهم مواجهة النهائي أو تحديد المركز الثالث يومي 11 و 10 فبراير بالترتيب.

كيف يتمكن ليفربول من تعويض غياب محمد صلاح؟

سؤال لا يمكن أبدًا أن تكون إجابته سهلة، فمقدار مساهمات محمد صلاح هذا الموسم -وربما الموسم الماضي كذلك- تخطّى فكرة تسجيله للأهداف فقط، بل إن الدولي المصري بات يساهم في الكثير على صعيد بناء اللعب والهجمات، ورغم أنه مايزال يسجل كثيرًا، إلا أنه لا يبدو مهتمًا بنفس القدر بهذا الأمر، بل يقدم نسخة أكثر نضوجًا هذا الموسم.

يمتلك يورغن كلوب 4 أسماء في الخط الهجومي غير محمد صلاح، وهم داروين نونييز، ديوغو جوتا، لويس دياز وكودي غاكبو. اللافت للنظر أنه لا يوجد أي لاعب منهم يلعب بقدمه اليسرى، ما يعني عدم وجود خيار قاطع يلجأ إليه المدرب الألماني بشكل بديهي.

لكن لطبيعة لعب نونيز وجاكبو، فإنه ليس من المنتظر أن يكون الاثنان خيارين للـ "نورمال وان" في مركز صلاح، ليكون دياز وجوتا هما الخيارين المتبقيين لشغل مركز الجناح الأيمن، ومن يُتوقع أن يميل له كلوب هو الدولي البرتغالي الذي مايزال يتحسس خطاه، ولم يظفر بعد بمركز أساسي مستمر منذ عودته من إصابة طويلة.

تعويض غياب صلاح لن يكون بإشراك لاعب مكانه فحسب، بل في تعزيز قدرات الفريق على مستوى العرضيات، ومن ثم التقليل من دخول ألكساندر أرنولد في العمق وتركيزه على الطرف الأيمن، بالنظر إلى عدم وجود ظهير أيسر أعسر يجيد إرسال العرضيات، بعد إصابة كلٍ من أندي روبيرتسون وكوستاس تسيميكاس وابتعادهما عن الملاعب، حيث لا يُنتظر أن يعود الأخير من إصابة الخلع في الكتف إلا مع نهايات يناير.

وسيأمل المدرب الألماني في أن يصبح نونييز ودياز أكثر تركيزًا أمام المرمى، إذ يتعرض الدوليان الأوروغواياني والكولومبي للكثير من الانتقادات، لإهدارهما الكثير من الفرص السهلة، رغم عطاءاتهم على المستوى البدني والتحرك من دون كرة.

ويتبقى السؤال الأخير عن من سيسدد ركلات الجزاء في حال غياب محمد صلاح، الذي أهدر واحدة وسجل أخرى أمس، والإجابة على الأرجح ستكون ألكساندر أرنولد، أو ربما يمنح كلوب الثقة لواحد من مهاجميه ليتحمل المسؤولية في هذا الصدد.

شارك: