كيف يدير مبابي "حربه الباردة" ضد باريس سان جيرمان؟
تسود حالة من الهدوء، الذي قد يسبق عاصفة، مسلسل نجم كرة القدم الفرنسية كيليان مبابي وناديه باريس سان جيرمان؛ مع تبقي ساعات قليلة على نهاية شهر يوليو/ تموز 2023.
ويمتد تعاقد مبابي مع باريس سان جيرمان حتى 30 يونيو/ حزيران 2024، مع إدراج بند يخول للنادي الباريسي تمديد الارتباط لعام إضافي، شريطة موافقة اللاعب، وحسب ما أفادت به تقارير صحفية، فإن اليوم الإثنين 31 يوليو يُعد الموعد النهائي لحصول النادي على موافقة المهاجم صاحب الـ24 عامًا من أجل تفعيل بند التمديد.
وفي حال لم يرسل النجم الفرنسي موافقته إلى إدارة سان جيرمان اليوم الإثنين، وهو المُتوقع، سيُلغَى بند التمديد بصورة فورية من عقد اللاعب.
ويسعى مبابي لإكمال عقده مع باريس سان جيرمان، دون التمديد، من أجل الرحيل "مجانًا" الصيف المقبل، وسط أنباء عن توصله لاتفاق شخصي مع ريال مدريد الإسباني. في المقابل، يرفض قادة "حديقة الأمراء"، برئاسة ناصر غانم الخليفي، موقف اللاعب جملةً وتفصيلًا، مُطالبين إياه بالرحيل عن النادي خلال سوق الانتقالات الحالية من أجل الاستفادة ماديًا من عملية بيع عقده، أو البقاء شرط التوقيع على عقد جديد.
وأظهر باريس سان جيرمان حدةً "غير مُعتادة" في تعامله مع قضية مبابي؛ أولًا من خلال اتهام اللاعب "علانيةً" بإخلال اتفاقه مع النادي بعدم الرحيل "مجانًا"، وثانيًا باستبعاد كيليان من قائمة الفريق المسافرة للجولة التحضيرية باليابان وكوريا الجنوبية.
لكن اللافت أن مبابي تعامل مع كل ذلك بهدوء كبير، وقد حرص قائد المنتخب الفرنسي على الوفاء بالتزامه تجاه تدريبات المُستبعدين من رحلة الفريق الآسيوية، دون أن يُظهر ردود فعل غاضبة.
واكتفى مبابي برفض عرض مغرٍ للانتقال إلى الهلال السعودي، مفوتًا على باريس سان جيرمان "فرصة بيع قد لا تتكرر"، ليُدشن نجم موناكو السابق ما يمكن وصفه بـ"الحرب الباردة" ضد ناديه.
ويتسلح بمبابي في حربه على باريس بعامل رئيسي، وهو البقاء في النادي حتى غدٍ الثلاثاء 1 أغسطس/ آب، من أجل إلغاء بند التمديد كما أسلفنا ذكرًا، والحصول على مكافأة الولاء للنادي، والمُقدرة بـ60 مليون يورو حسب ما أفادت به شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية.
وينص تعاقد مبابي مع باريس سان جيرمان على منح النادي لاعبه مكافأة ولاء في حال استمر بالفريق حتى الأول من أغسطس 2023.
ويعني ذلك أن باريس سان جيرمان قد يخسر مبابي "مجانًا" الصيف المقبل، إلى أي نادٍ يريده اللاعب، مع حصول الأخير على مكافأة "ولاء غير موجود للنادي"، بجانب الامتيازات المالية الأخرى المُدرجة بالأساس في عقده.
في المقابل، سيكون باريس مُضطرًا للاستمرار في عرض مبابي للبيع الشهر المقبل، وربما القبول بعروض مالية لا تلائم القيمة السوقية للاعب، من أجل تحقيق أي استفادة مالية ممكنة.
ومع ذلك، سيظل الأمر متوقفًا على اللاعب، ومدى رغبته في إنهاء تلك "الحرب الباردة" من خلال الموافقة على الانتقال إلى نادٍ جديد.
باريس يتحرك
في سياقٍ متصل، بدأت إدارة باريس سان جيرمان بالفعل ما يُطلَق عليه "مشروع الفريق بعد حقبة مبابي"؛ من خلال التحضير للموسم الجديد بدون الهداف التاريخي للنادي، والتحرك الجاد لجلب جناح برشلونة، الفرنسي عثمان ديمبيلي.
ويحاول سان جيرمان استغلال الشرط الجزائي المنصوص عليه في عقد ديمبيلي مع برشلونة، والذي يسمح للاعب بمغادرة النادي الكتالوني قبل الأول من أغسطس 2023 مقابل 50 مليون يورو فقط.
وخلال الساعات الماضية، راجت أنباء عن موافقة اللاعب على استخدام الشرط الجزائي، والانتقال إلى باريس سان جيرمان، ليصبح هناك عد تنازلي جديد لانتهاء اليوم الثلاثاء، خاص هذه المرة بعثمان ديمبيلي وإمكانية ارتدائه قميص الباريسيين.