كيف منح فيريرا الأهلي التفوق على فريقه الزمالك في القمة؟
لن تكون مناقشة إدارة الزمالك لرحيل جوزفالدو فيريرا عن الإدارة الفنية للفريق غريبة، بعدما تسببت تغييرات المدرب البرتغالي في خسارة ثقيلة لفريقه من الغريم التقليدي الأهلي (3-0).
واستمر الزمالك دون تحقيق أي فوز في عام 2023، بالخسارة من الأهلي في الجولة الـ14 من الدوري المصري، ليبتعد بفارق 8 نقاط عن غريمه التقليدي المتصدر.
وخلال تلك الفترة، خسر الزمالك من أسوان والأهلي وتعادل مع الداخلية والاتحاد في الدوري، وودع كأس مصر بالخسارة من بيراميدز بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقت الأصلي والإضافي للمباراة؛ رغم أن منافسه كان يلعب بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول.
لكن الغريب أن الزمالك ضحى بتماسكه الذي أظهره ضد الأهلي، ليخسر في الشوط الثاني بعد تدخل فيريرا بتغييراته، وكأن النادي الأبيض يرفض متعمدا الاستفاقة من حالة عدم الاتزان.
في المقابل، نجحت كل أفكار مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي؛ إذ اعتمد على خالد عبد الفتاح، الظهير الأيمن والمنضم حديثا من سموحة، في مركز قلب الدفاع لتعويض الغيابات، وقدم مباراة جيدة فاز خلالها بكل الالتحامات مع مهاجمي الزمالك.
كما واصل محمود عبد المنعم "كهربا" العائد من الإيقاف تألقه وسجل للمباراة الثانية على التوالي في شباك فريقه السابق والذي تسبب في إيقافه، واستعاد محمد شريف حاسته التهديفية بهدفين.
ملل حتى الدقيقة (60)
وكانت نتيجة المباراة تشير للتعادل السلبي بين الزمالك والأهلي حتى الدقيقة (60)، دون تفوق يُذكر لفريق على حساب الآخر.
ولم يشهد الشوط الأول أي محاولات من الفريقين، باستثناء تسديدة من خارج منطقة الجزاء من نبيل عماد دونجا لاعب الزمالك تصدى لها محمد الشناوي ببراعة.
ليخرج الشوط الأول مملا دون أي فرص حقيقية، وربما كان أفضل وصف له من عماد متعب، نجم الأهلي السابق، عندما قال: "شاركت في تدريبات عندما كنت لاعبا، كانت أقوى من الشوط الأول".
ولكن الفكرة الواضحة التي ظهرت في الشوط الأول كانت من كولر، وهي منح حمدي فتحي أدوارا هجومية ليتقدم إلى منطقة جزاء الزمالك، وظهرت في كرة عرضية لم يُحسن استقبالها لتمر وتصطدم بالقائم الأيمن.
لم تشهد الدقائق الأولى من الشوط الثاني جديدا، حتى قرر فيريرا التدخل بتغييراته، وكأنه شعر بالضيق من تماسك فريقه!
فأخرج فيريرا ثنائي الجبهة اليمنى حمزة المثلوثي وعمرو السيسي، وأشرك مصطفى الزناري وعمر جابر بدلا منهما، والواضح أن المدرب البرتغالي يرغب في تنشيط هذه الجبهة هجوميا.
وأراد فيريرا تغيير طريقة اللعبة إلى 3-4-3 كما أنهى الموسم الماضي، بالاعتماد على الثلاثي حسام عبد المجيد ومحمد عبد الغني مع الوافد الجديد الزناري في قلب الدفاع، على أن يصنع عمر جابر جبهة يمنى أفضل هجوميا.
لكن الغريب أن فيريرا أشرك الزناري في مباراة كبيرة ضد الأهلي، رغم أنه لم يعتمد عليه منذ الفوز على الإسماعيلي في ديسمبر/ كانون الأول 2022، على حساب المثلوثي الذي أجاد هذا الدور خلال المباريات الأخيرة من الموسم الماضي.
وسرعان ما وضَّح خطأ فيريرا في العبث بخط دفاعه وإخراج المثلوثي الذي كان يقدم مباراة جيدة دفاعيا، حيث نجحت فكرة كولر واستلم حمدي فتحي عرضية من حسين الشحات دون رقابة من الزناري ليمهدها إلى كهربا الذي سجل في فريقه القديم.
وحتى بعد خروج كهربا ومشاركة محمد شريف بدلا منه، كان الأهلي قادرا على التسجيل بالطريقة نفسها مرة أخرى من عرضية استلمها حمدي فتحي ثم مررها إلى شريف، لينهي صيامه التهديفي ويسجل الثاني.
شريف وريث متعب في الأهلي المصري
لم تفلح محاولات فيريرا لإنقاذ الموقف بتنشيط هجومه بعدما منح مصطفى شلبي 75 دقيقة لم يقدم فيها شيئا، ليخرج ويشارك شيكابالا؛ لأن الأهلي نجح في تسجيل الهدف الثالث.
ووضع حمدي فتحي بصمته مرة ثالثة بعدما استقبل كرة طويلة من زميله في خط الوسط أليو ديانغ، ليمهدها إلى علي معلول الذي لعب عرضية سجل منها شريف هدفه الثاني في المباراة وهدف الأهلي الثالث.
ويبدو أن شريف ورث التألق ضد الزمالك مهما كانت حالته من عماد متعب المهاجم التاريخي للأهلي، والذي كان يهوى التسجيل في شباك الفريق الأبيض مهما طال غيابه عن زيارة الشباك.
وبات شريف الآن يمتلك 7 أهداف في رصيده التهديفي ضد الزمالك منهم 6 مع الأهلي، بفارق 3 أهداف فقط عن عماد متعب الذي سجل 10 أهداف في شباك الغريم التقليدي.
والآن ربما تعتقد أن حمدي فتحي هو من حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، بعدما وضع بصمته على كل أهداف الأهلي، لكن زميله في خط الوسط أليو ديانغ هو من توج بها.
ولعب ديانغ دورا دفاعيا بارزا في وسط الملعب بمفرده، سمح لزميليه حمدي فتحي ومحمد مجدي أفشة بالتقدم والتفرغ للأدوار الهجومية، ليفوز بجائزة رجل المباراة للمرة الثانية هذا الموسم.
واستمر تفوق كولر على فيريرا، بعدما فاز عليه للمرة الثانية بعد قدومه إلى مصر بعد التتويج بكأس السوبر المحلي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالفوز (2-0).
لكن هل سيتواجه كولر وفيريرا مجددا بعدما أعلن رئيس الزمالك الدعوة لاجتماع لمجلس إدارته لمناقشة رحيل المدرب البرتغالي؟