كيف كانت تجربة الزمالك الأولى تكتيكيًّا بعد رحيل أوسوريو؟
خاض الزمالك المصري مباراته الأولى عقب إقالة المدير الفني السابق، الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، ونجح في تجاوز عقبة بيراميدز في نصف نهائي كأس مصر.
الزمالك كان قد تأخر في النتيجة مبكرًا بهدف فيستون ماييلي، وظل العملاق القاهري يطارد النتيجة لقرابة التسعين دقيقة قبل أن يخطف نبيل عماد "دونغا" هدف التعادل في الدقيقة (92) ليجر المباراة إلى وقتٍ إضافي مذهل تقدّم فيه بيراميدز مبكرًا عن طريق مصطفى فتحي قبل أن يرد الفريق الأبيض بتسجيل الهدف الثاني من آخر رجل يمكن توقعه، سامسون أكينيولا!
عاد بيراميدز –المنقوص منذ آخر 10 دقائق في الوقت الأصلي- للتقدم بهدفٍ ثالثٍ عن طريق محمد حمدي في الدقيقة (108) إلّا أن ناصر منسي تعادل للمرة الثالثة لصالح الزمالك بضربة رأسية في الدقيقة (112)؛ ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي فاز بها الزمالك ليضرب موعدًا مع غريمه الأهلي في نهائي البطولة تكرارًا لنهائي الموسم قبل الماضي الذي انتهى بفوز الزمالك بهدفين لهدف.
الزمالك تكتيكيًّا
المدرب المؤقت، معتمد جمال، أدار الزمالك فنيًا خلال اللقاء، ولجأ فيه إلى طريقةٍ تتأرجح بين 3-4-3 و4-2-3-1.
الخطة اعتمدت بالأساس على تمركزات ظهيري الجنبين. امتدادًا لعصر أوسوريو مع بعض التعديلات، كان حمزة المثلوثي وسيد نيمار يتبادلان دور الظهير الأيمن وهو ما يحدد شكل الفريق ككل.
اللعب برباعي في الخلف يجعل حمزة المثلوثي ظهيرًا أيمن مع وجود إبراهيما نداي ظهيرًا أيسر؛ ليصبح سيد نيمار جناحًا أيمن، وزيزو جناحًا أيسر مع دخول محمود شيكابالا كصانع ألعاب، وتمركز يوسف أوباما كرأس حربة صريح لتصير الطريقة أشبه بـ 4-2-3-1.
لكن في كثيرٍ من الأحيان مع تثبيت محمود علاء وحسام عبد المجيد في الخلف يصبح حمزة المثلوثي ثالثهما لينطلق إبراهيما نداي على الرواق الأيسر وسيد نيمار على الرواق الأيمن ليصيرا ظهيرين جناحين مع حرية تامة للتقدم للأمام.
هذا الأمر كان من شأنه تحويل شيكابالا وزيزو للعمق مباشرةً ليصير قلب هجوم الزمالك غزيرًا باللاعبين، ومن إحدى تلك اللقطات كان أوباما مصدرًا لتشتيت الدفاع ليتلقى شيكابالا تمريرة طولية من محمود علاء؛ لكن قائد الزمالك لم يستغلها جيدًا.
دفاع ضعيف
المباراة شهدت العديد من الثغرات في دفاعات الزمالك.. صحيح أن النتيجة فرضت نفسها على الفريق بحيث لجأ معتمد جمال إلى الكثير من المخاطرات؛ لكن الفريق كان يتعرض للكثير من الفرص حتى مع هجمات بيراميدز المنظمة، كما أن استقبال هدفين أمام فريق يلعب بعشرة لاعبين وفي أثناء التعادل لم يكن مقبولًا.
المُلاحَظ هو أن هجوم الزمالك لم يكن يمارس أي نوع من أنواع الضغط على دفاع ووسط بيراميدز ومن ثم تُرك دفاع الزمالك مكشوفًا في أوقات كثيرة من المباراة، خاصةً مع اضطرار عمرو السيسي ونبيل دونغا إلى الخروج للأطراف؛ للدفاع عنها إزاء عدم الارتداد السريع لعناصر الزمالك.
هذا لا يعفي عناصرَ دفاع الزمالك من سوء التنظيم الواضح في أثناء لعب الكرات العرضية، فحتى في لحظة الهدف الثالث، كان واضحًا غياب التنظيم، مع ضعف التوزيع الصحيح للاعبين، فعبد الله جمعة لا يعرف أين يتمركز، وحسام عبد المجيد يراقب لاعبًا ثم ينسى ما خلفه، بينما يعتمد المثلوثي ومحمد طارق على بعضهما الآخر في مراقبة محمد حمدي الذي انسل من بينهما ليسجل الهدف الثالث.
هجوم ناري
في أصعب أوقات الزمالك هذا الموسم وفي الموسم الماضي مع أوسوريو، امتلك النادي الأبيض قدرةً هائلةً على صناعة الفرص أمام أي دفاع وتحت وطأة أي نتيجة.
رغم الصعوبات التي واجهت الفريق أحيانًا بسبب فقدان التركيز أحيانًا أو التباطؤ من شيكابالا وزيزو جراء عدم الثقة فيمن حولهما، فإن الفريق استمر قادرًا على تهديد مرمى بيراميدز الذي فشل تمامًا في إيقاف مكامن خطورة الفارس الأبيض بعدما تنوعت بين الثابت والمتحرك من اللاعبين، والثابت والمتحرك من الفرص، والأرضي والهوائي من الفرص.
لا يزال الزمالك ممتلكًا لعدة عناصر قادرة على منحه نفسًا في الخطوط الأمامية، فمهما كانت حالة أحمد مصطفى زيزو؛ فمستواه البدني قبل الفني قادر على إزعاج أي فريق، وانطلاقة يوسف أوباما هذا الموسم كانت إضافةً حقيقيةً للفريق في ظل وقف القيد.
فرصة أخرى
كان لافتًا أن نرى عدة أسماء نسيناها تمامًا في نهايات عصر أوسوريو. حصل عمرو السيسي على فرصة في المباراة وقدّم شوطًا أوّلًا لا بأس به، كما استعان معتمد جمال بخدمات عبد الله جمعة في نهايات المباراة، لعل وعسى يعود إلى دائرة الفريق في ظل حالة الغموض التي باتت تغلف وضعية أحمد فتوح، مرورًا بناصر المنسي البطيء جدًا في المساهمة في صناعة اللعب؛ لكنه فتّاك عندما يحاصر الزمالك المنافسين ويمطرهم بالعرضيات، وانتهاءً بسامسون أكينيولا الذي فقد بعضًا من وزنه الزائد وهز الشباك أخيرًا بهدفٍ ارتجالي تمامًا بينه وبين محمد طارق ويوسف أوباما.
النهائي
لا يزال الزمالك الطرف غير المرشح للفوز بكأس مصر أمام الأهلي، فالفريق مُثخَن بالثغرات، ولديه من المشاكل الفنية ما يكفيه ناهيك عن معاقبة مَن خرج عن السياق في شخص الثلاثي فتوح وصبحي والزناري؛ لكن الفارس الأبيض أثبت أن الروح القتالية قادرة أحيانًا على إنقاذه من الكثير من المآزق، تلك الروح التي افتقدها أمام إنبي وزد؛ لكنها ظهرت بقوة أمام بيراميدز مرتين وأمام البنك الأهلي وأرتا سولار.