كيف غيّر ريال مدريد "جلده" وحسم الديربي بأقل مجهود؟
استعاد ريال مدريد صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم بحسمه مباراة الديربي في ملعب أتلتيكو مدريد "واندا ميترو بوليتانو" سهرة الأحد بهدفين لواحد 2-1 ضمن مباريات المرحلة الـ6 من المسابقة والتي أدارها الحكم خوسيه لويس مونتيرو.
وأحكم ريال مدريد بقيادة مدربه الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، القبضة على صدارة "الليغا" بـ18 نقطة (العلامة الكاملة)، قبل فترة التوقف الدولي التي تبدأ منتصف الأسبوع الحالي، ليضمن "الملكي" صدارته إلى حين العودة يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وواصل "الميرنغي" عروضه القوية هذا الموسم 2022-23، ليحصد الانتصار التاسع من أصل تسع مباريات في مسابقات كأس السوبر الأوروبي والدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بنسبة انتصارات بلغت 100% من دون أي تعادلات أو هزائم.
نرصد لكم في التقرير التالي عبر winwin كيف حقق ريال مدريد الفوز في الديربي أمام جاره أتلتيكو مدريد.
ريال مدريد يتقمّص ألوان "الروخي بلانكوس"
لعب ريال مدريد الديربي بأقل مجهود ممكن، فقد سجّل هدفيه في الشوط الأول من 3 تصويبات فقط على المرمى، واعتمد في المقام الأول على ترك الكرة للاعبي أتلتيكو مدريد ثم قطعها والضرب بالهجمات المعاكسة عبر الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو.
في تصريحاته عقب المباراة، قال رودريغو إن زميله لوكا مودريتش طلب منه أن يسلم له الكرة ثم يركض إلى الأمام في المساحات الفارغة، كما أن إحصاءات تسديدات ريال مدريد تؤكّد أنه تقهقر للوراء أغلب أوقات المباراة، فمن أصل 6 تصويبات جاءت 5 منها نتيجة هجمات معاكسة.
امتص المدرب أنشيلوتي حماسة لاعبي أتلتيكو مدريد في بداية المباراة، ثم ارتفع النسق الهجومي لريال مدريد بالتدريج مع الدخول في منتصف الشوط، مع ملاحظة الانكماش الدفاعي الصلد للاعبي ريال مدريد أغلب أوقات المباراة، ليبدو رجال أنشيلوتي كما لو أنهم ارتدوا عباءة "الروخي بلانكوس" اليوم، وغيّروا جلدهم إلى اللون الأبيض والأحمر الخاص بجيرانهم أتلتيكو مدريد.
غياب المساندة والنجاعة في أتلتيكو مدريد
لم يكن أتلتيكو مدريد في أفضل حالاته إطلاقًا، فقد غابت عنه الصلابة الدفاعية المعروفة، وبرسمه التكتيكي 3-5-2 الذي دخل به المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني المباراة، لم يقدم خماسي الوسط الدعم المطلوب لثلاثي الدفاع، وهذا يظهر في لقطة هدفي ريال مدريد، حينما ظهر ثلاثي دفاع "الأتلتيكو" في عزلة عن خط الوسط.
كما أن النجاعة الهجومية غابت بالكلّية عن أتلتيكو رغم أنه أمسك زمام الأمور في أغلب فترات المباراة، وسدد 12 مرّة على مرمى تيبو كورتوا، وبالنظر إلى تقنية الأهداف المتوقعة (0.67) لريال مدريد و(0.97) لأتلتيكو، فإن رجال سيميوني كانوا الأخطر والأكثر تهديدًا، لكن دون جدوى وفاعلية حقيقة، على نقيض لاعبي ريال مدريد الذين اغتنموا الفرص القليلة التي لاحت لهم.
لأول مرة منذ وقت طويل يملك أتلتيكو مدريد (590) عدد تمريرات أكثر من ريال مدريد (517) في مباراة، وكذلك نسبة الاستحواذ التي تفوق فيها أتلتيكو كانت بنسبة 53%.
فالفيردي رجل الدور المزدوج
سجّل فيديريكو فالفيردي للمباراة الثالثة تواليًا مع ريال مدريد، وأثبت قيمته بالفعل في تشكيلة المدرب أنشيلوتي، لكن أبرز ما يمكن ملاحظته من أداء فالفيردي في الديربي أنه أدّى دورًا مزدوجًا، فهو جناح في حالة الهجوم بالرسم (4-3-3) ولاعب وسط دفاعي في حالة الدفاع بالرسم (4-4-2).
ارتداد فالفيردي لمساندة زميله داني كارفاخال في الرواق الأيمن لريال مدريد، ساعد في الحد من خطورة جناح أتلتيكو مدريد البلجيكي يانيك كاراسكو. كما شكّل حزامًا دفاعيًا رباعيًا في خط الوسط لمزاحمة لاعبي أتلتيكو في أثناء عملية تحضير الهجمة، ما جعل اعتماد المدرب سيميوني يقل هجوميًا من هذه الجهة.
وفي المقابل كانت الجهة اليمنى لريال مدريد هي الأنشط هجوميًا بنسبة 41% من هجمات الفريق، عطفًا على نشاط فالفيردي غير الاعتيادي بدنيًا وفنيًا. ليكسب المدرب أنشيلوتي صراع الرواق الأيمن بامتياز.
ريال مدريد أراد هذه النتيجة
كان واضحًا أن ريال مدريد لم يرد أن تزداد النتيجة؛ ولذلك لعب بأقل مجهود ممكن أيضًا في الشوط الثاني كما حدث في الـ45 دقيقة الأولى، ويدعم ذلك تصريحات المدرب أنشيلوتي عقب المباراة: "لم يكن لدينا رغبة في زيادة النتيجة، فضلنا أن نكون هادئين".
يمكن تفسير التصريحات بأن أنشيلوتي لم يرغب في رؤية أحد لاعبيه مصابًا قبل فترة التوقف الدولي خاصة مع اندفاع لاعبي أتلتيكو وارتفاع نسق انفعالاتهم مع مرور الوقت، فأعطى أنشيلوتي تعليماته للاعبيه بتدوير الكرة والحفاظ عليه من دون تهور.
في غياب كريم بنزيمة للإصابة، افتقد ريال مدريد إلى أدواره التي يتميّز بها عن غيره، وهذا السبب بالتحديد دفع أنشيلوتي إلى لعب كرة قدم مباشرة عمودية، وتنازل عن أسلوبه المعتاد.