كيف انتهى المطاف بميسي خارج برشلونة؟ إليكم القصة

تاريخ النشر:
2021-08-08 21:17
-
آخر تعديل:
2021-09-09 00:21
الأرجنتيني ليونيل ميسي خلال مؤتمر وداع نادي برشلونة الإسباني (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

"إنه لاعب خائن.. ميسي فضل المال على برشلونة.. لا.. لا.. لقد تمت الإطاحة به عمدا.. إنما أجبرته القواعد المالية على الرحيل".. هكذا تابعنا ردود افعال الجماهير في منصات التواصل الاجتماعية المختلفة خاصة أنصار برشلونة حيال الانفصال الرسمي بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والنادي بعد 21 عامًا داخل جدران ملعب كامب نو. تباين رهيب في الآراء والتحليلات من المشجعين من دون الاستناد إلى برهان ملموس.. لكن ماذا عن تحليلنا في winwin؟ لنتابع معا كواليس القضية.


من البداية.. كورونا.. تيباس وقانون حديدي


على إثر تردّي الأوضاع الاقتصادية بفعل جائحة كورونا لدى الأندية الإسبانية. وضع رئيس رابطة الليغا خافيير تيباس نظاما حديديا لتحييدالإنفاق لأندية الدرجة الممتازة من أجل ضبط إيقاع الميزانيات وتفاديا لدوامة الديون. تتفرد إسبانيا وحدها بهذا النوع من القوانين من بين بلدان الدوريات الخمسة الكبرى.

خافيير تبياس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "الليغا"


أحد بنود هذا القانون الجديد هو تحديد الحد الأقصى للرواتب للموسم المقبل طبقا لإيرادات النادي عن الموسم الحالي وهي عملية سنوية إلزامية. لذلك فقد حددت رابطة الليغا بشكل مبدئي حد برشلونة الأقصى للموسم المقبل 2021-2022 بـ (160 مليون يورو) بعد دراسة الوضع المالي للنادي عن موسم 2020-2021. مع العلم أن راتب ميسي السنوي يبلغ 70 مليون. أي نحو 40% من إجمالي الأجور. هذه نقطة هامة.

ما وضع برشلونة المالي إذا ما طبّق قانون الحد الأقصى للرواتب؟


يتأثر تحديد الحد الأقصى للرواتب بثلاثة عناصر رئيسية بحسب صحيفة "إل بايس" الإسبانية وهي مديونية النادي وسقف الرواتب والإنفاق في فترة الانتقالات. وبالنظر إلى ديون برشلونة التي فاقت مليار دولار (1.2 مليار) فإن الوضع لا يبشر بالخير علما أن 70% منها من النوع قصير الأجل، أي ينبغي سدادها خلال عام واحد وإلا فالفوائد سترتفع ما يعني زيادة الديون بطبيعة الحال.


من حيث الإنفاق فقد صرف برشلونة ما يربو على 900 مليون يورو بين يونيو 2017 وأغسطس 2019 لإبرام صفقات جديدة. أبرزها فيليبي كوتينيو، وعثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان اللذان شاركا في هزيمة 8-2 أمام بايرن ميونيخ العام الماضي بدوري الأبطال. تكلفة هذا الثنائي فاقت مجموع تكلفة تشكيلة بايرن ميونيخ كاملة.
 

تحليل للوضع الاقتصادي في برشلونة من موقع "Swiss Ramble"


بالنسبة إلى سقف الرواتب فإن برشلونة خلال السنوات الماضية حظي بأغلى فاتورة أجور في أوروبا، ورغم اقتطاع 50% من رواتب اللاعبين الموسم الماضي بسبب جائحة كورونا. فإن إجمالي الرواتب ظل متعديا الحد الأقصى بواقع 350 مليون يورو عن الموسم السابق 2020-2021.


إذن المشهد كالتالي.. ديون فلكية وإنفاق هائل ورواتب ضخمة. بالتالي شددت رابطة الليغا الخناق في مسألة الحد الأقصى للرواتب.


ما علاقة تجديد ميسي بقانون الحد الأقصى للرواتب؟


مع أن ميسي وافق على تقليص 50% من مستحقاته في مفاوضات العقد الجديد. إلا أن إدراجه في قائمة الفريق الموسم المقبل لم يكن ممكنا بالنظر إلى لائحة رابطة الليغا التي تقول إن لكل ناد حقا في تجاوز الحد الأقصى للأجور بنسبة 70%.. برشلونة في الوقت الحالي لديه نسبة وصلت إلى 95%. أي أنه حتى في حالة تخلي ميسي عن نصف راتبه (حوالي 35 مليون يورو) لم يكن ممكنا استمراره.

ماذا لو وافق ميسي على اللعب مجانا لبرشلونة؟


هنا السؤال الأكثر جدلا. هل كان بإمكان ميسي أن يلعب الموسم المقبل مجانا مقابل الاستمرار مع برشلونة؟ الحقيقة أن الإجابة صادمة وهي "لا.. لماذا"؟


كما ذكرنا في البداية أن راتب اللاعب هو 70 مليون يورو سنويا، وإذا ما تم اقتطاعه كاملا من فاتوة الأجور البالغة 350 مليون. فإن الإجمالي الجديد سيصبح 270 مليون يورو متجاوزا الحد الأقصى الذي وضعته رابطة الليغا بـ (160 مليون).. أو بمعنى آخر لن يكون وضع فاتورة أجور برشلونة أفضل حتى لو لعب ميسي مجانا.


سبب آخر يمنع ميسي من اللعب مجانا بحسب منصة " iNews" وهو قانون العمل الإسباني الذي يمنع تخفيض الأجور مرتين في نفس العام بأقل من 50% منعا للتلاعب المالي.
 

ليونيل ميسي من المؤتمر الصحفي الوداعي    


هل كان بالإمكان إنقاذ الوضع والإبقاء على ميسي؟

الإجابة هي نعم. لكن بشروط قاسية وفق ما صرح به الرئيس جوان لابورتا وفند ذلك موقع "Swiss Ramble" المختص بالشأن المالي. الفكرة الأساسية تكمن في أنه إذا أراد النادي إضافة مبلغ 25 مليون يورو إلى فاتورة الأجور، فعليه إذن توفير إيراد بقيمة 100 مليون يورو. هذا الإيراد إما ببيع أحد اللاعبين أمثال غريزمان. أو تخفيض أجور الكبار الآخرين أمثال بيكيه وبوسكيتس وألبا وسيرجي روبرتو وغريزمان.


حاول النادي بيع غريزمان لكنه أدار ظهره لكل المقترحات ورغب فقط في أتلتيكو علما أنه ثاني أعلى أجر في الفريق (24 مليون يورو سنويا). على الجانب الآخر رفض كبار اللاعبين مبدأ تخفيض الأجور –عدا جيرارد بيكيه-. ما جعل كل الحلول تتلاشى أمام الرئيس لابورتا. على الرغم من التخلص من جونيور فيربو وجان كلير توديبو وكارليس إيلينا قبل أسابيع. لكن هذا لم يكن كافيا.

تحليل للوضع الاقتصادي في برشلونة من موقع "Swiss Ramble"


من يتحمل مسؤولية الوضع المالي السيء لبرشلونة؟


المسؤولية في المقام الأول تقع على عاتق الرئيس السابق جوزيب ماريا بارتوميو الذي أدار النادي بين عامي 2014 و2020 حين تم سحب الثقة منه بقرار الجمعية العمومية. وطبقا لتقرير من "فاينانشيال تايمز" فإن راتب ميسي تضاعف 3 مرات خلال فترة بارتوميو وتلقى اللاعب 555 مليون يورو فقط من 2017 إلى نهاية 2020.


كوارث بارتوميو لم تقف عند حاجز الإنفاق الشره على شراء اللاعبين، بل تضاعفت الأزمات داخل البيت الكتالوني بفشل تلك الصفقات في إحداث الفارق الفني على أرض الملعب. منهم كوتينيو وآرثر ومالكوم وغريزمان وديمبيلي وفيربو والقائمة تطول. وهنا يتحمل المدير الرياضي السابق الفرنسي إيريك أبيدال الكثير من المسؤولية. كذلك انتدابه للمدرب السابق كيكي سيتيين.


الصفقات الأربع الجديدة لبرشلونة في السوق الحالية وهي: أغويرو وديباي وغارسيا وإيمرسون، تحت خطر عدم القيد في القائمة للموسم المقبل لنفس السبب الذي رحل على إثره ميسي.. ما يجعل الرئيس جوان لابورتا يدفع ثمن طاولة غداء أكلها سلفه بارتوميو، ويجبر ميسي على التقاط ثمار فاسدة من شجرة زرعها أيضا بارتوميو.

من اليمين: ايريك ابيدال وجوزيب ماريا بارتوميو وكيكي سيتيين 
شارك: