كيف استفادت قطر من كأس العالم اقتصاديًا؟

تاريخ النشر:
2022-12-20 11:50
مجسم كأس العالم لكرة القدم (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انتهت النسخة الـ22 من بطولة كأس العالم والتي استضافتها قطر على أراضيها ما بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و 18 ديسمبر/كانون الأول، بتتويج الأرجنتين باللقب الثالث من نوعه في تاريخها، على حساب فرنسا، وذلك بعد الفوز عليها مساء أمس الأحد بركلات الترجيح 4-2، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3 على ملعب لوسيل. 

احتضان قطر لكأس العالم لكرة القدم عاد وسيعود على البلاد بالعديد من الفوائد الاقتصادية التي ستسهم بكل تأكيد في تعزيز مكانتها كأحد أفضل الدول في العالم في مختلف المجالات، وذلك بعد أن نجحت من خلال مشروع مونديال 2022 في جني العديد من المكاسب الاقتصادية.

وبدأ ذلك منذ أن خطت في نهاية عام 2010 أولى خطواتها في طريق بلوغ هذا الحلم الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، والتي سخّرت من أجله إمكانات وقدرات مادية وبشرية هائلة، وذلك بهدف الاستعداد لتقديم نسخة مونديالية غير مسبوقة، والنهوض بالبلاد في كل الاتجاهات.

وجات النتائج بعد 12 عاماً، حيث تمكنت قطر من إخراج العرس العالمي بالصورة المطلوبة في العديد من الجوانب، وخاصة من الجانب الرياضي، فيما اكتسبت القطاعات الأخرى مجموعة لا متناهية من الإيجابيات، ستسهم بكل تأكيد في بلوغ قطر لرؤيتها المستقبلية.

مونديال قطر يسهم في التطور العمراني للبلاد

ومن بين أكثر القطاعات استفادة من كأس العالم قطر 2022 نجد بكل تأكيد المجال العمراني والإنشاءات، حيث تمكنت الدوحة منذ عام 2010 من إعادة تشكيل نفسها عمرانيا بشكل واضح، و الدليل بالأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية و التي كشفت عن إصدار أكثر من 95 ألف رخصة بناء جديدة في الـ 12 سنة الماضية.

وتشمل هذه الرخص مشاريع المجمعات السكنية، بالإضافة إلى الفلل والمباني التجارية والمولات، ما أسهم في ظهور العديد من المدن الجديدة و على رأسها لوسيل، بالإضافة إلى اللؤلؤة ومشيرب قلب الدوحة، والتي لعبت دوراً كبيراً في إنجاح تنظيم قطر للنسخة الثانية والعشرين من المونديال، عن طريق الإسهام في توفير خيارات سكنية مختلفة أمام زوار البلاد في هذه الفترة. 

انتعاش قطاع السياحة 

أما ثاني المجالات التي شهدت خلال فترة المونديال العربي الأول من نوعه انتعاشًا ملحوظًا فهي السياحة التي تعد أحد أهم الأعمدة التي تبنى عليها رؤية قطر 2030، في إطار تعزيز مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على الواردات المالية للغاز الطبيعي المسال.

وشهد هذا القطاع إقبالًا غير مسبوق منذ بداية شهر نوفمبر الماضي مع توافد أكثر من مليون زائر على الدوحة بغرض تشجيع منتخباتهم المشاركة في هذه البطولة، وهو ما ضاعف من حجم الحركة في العديد من مكونات هذا القطاع بدءاً بالفنادق والمنتجعات التي بلغت نسبة الإشغال فيها في الثلاثة أسابيع الأولى من البطولة 100 %، بالإضافة إلى غيرها من المولات التجارية، ما يشير إلى سير قطر على الطريق الصحيح فيما يرتبط بنظرتها المستقبلية لهذا القطاع، وهي التي ترمي إلى الوصول إلى 6 مليون زائر سنوياً بعد ثمانية أعوام من الآن. 

تطور رهيب في قطاع النقل 

وبالإضافة إلى هذين القطاعين يوجد أيضا قطاع النقل الذي استفاد من المونديال في أثناءه وفي الفترة التي سبقته، بعد أن تم تعزيزه بالعديد من المشاريع الضخمة وأولها مطار حمد الدولي أحد أفضل المطارات في العالم، والذي تم افتتاحه رسميا قبل ثماني سنوات من الآن.

فوائد

وقد مكّنت هذه الحركة والنشاط، الخطوط الجوية القطرية من توسعة دائرة عملها ليصل عدد طائراتها إلى أكثر من 200 طائرة تتجه إلى مختلف قارات العالم، كما تم أيضًا إطلاق مشروع مترو الدوحة بخطوطه الثلاث، و الذي بات اليوم أحد أهم الأعمدة التي تبنى عليها عملية النقل المحلي. 

البيع بالتجزئة 

وبعيدًا عن القطاعات المذكورة تتموقع أيضا نشاطات البيع بالتجزئة والتي اكتسبت هي الأخرى العديد من الإيجابيات في فترة الإعداد بفضل تضاعف الحجم السكاني في قطر في إطار استقطاب عدد كبير من العمالة لتسليم المشاريع الخاصة بالبطولة.

 كما تم جني أرباح كبيرة خلال النسخة الثانية و العشرين من المونديال، بفضل تحول الدوحة إلى قبلة رئيسية لأكثر من مليون زائر قدموا إليها  انطلاقا من 20 نوفمبر الماضي بهدف تشجيع منتخابتهم الحاضرة في البطولة، ما زاد من حجم الطلب على مختلف المنتجات و بالذات الرئيسية منها بنسبة تصل إلى 100 %.

حجم الأرباح 

ومن المنتظر أن تصل العوائد المالية لكأس العالم قطر 2022 إلى حوالي 17 مليار دولار أمريكي، حسب ما كشف عنه السيد ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لكأس العالم قطر 2022، موزعة على مجموعة كبيرة من القطاعات التي استفادت من البطولة ماليا بشكل واضح، مع انتظار الأثار الإيجابية الأخرى التي ستعكسها في الفترة التي تليها، ولاسيما في القطاع السياحي الذي يحظى باهتمام حكومي كبير. 

أرقام متوقعة 

و في حديثه لـ " winwin " قال الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر إن تحقيق قطر لمثل هذه العوائد المالية خلال فترة احتضان فعاليات النسخة الثانية  والعشرين من كأس العالم لكرة القدم، هو أمر متوقع بالنظر إلى الفوائد الكبيرة التي ستعم بها على العديد من المجالات و أهمها الضيافة و السياحة.

 بالإضافة إلى النقل الجوي وريادة الأعمال والبيع بالتجزئة، مؤكدا على ضرورة البناء على الأرقام المحققة حاليا واتخاذها كقاعدة مهمة لتعزيز الاقتصاد القطري مستقبلاً، والتماشي مع رؤية 2030 من خلال تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على صادراتها من الطاقة. 

شارك: