كولومبيا توقف البرازيل.. للعشوائية فوائد أحيانًا ورجل مختلف!
حافظت كولومبيا على صدارتها للمجموعة الرابعة في كوبا أمريكا، وذلك بعد تعادلها مع وصيفتها البرازيل بهدف في كل شبكة، خلال المباراة التي جرت بين المنتخبين اللذين تأهلا معًا تاركين الحسرة لكوستاريكا التي فعلت ما بوسعها ووصلت للنقطة الرابعة بعد انتصارها على باراغواي.
المباراة كانت قوية ومتكافئة، برز فيها حضور المنتخب الكولومبي البدني القوي وقدرته على إظهار ردة فعل قوية عقب تلقيه هدف الافتتاح من رافينيا.
للعشوائية فوائد أحيانًا!
وعلى سيرة رافينيا فإن العشوائية لها بعض الفوائد أحيانًا، فقد كان غريبًا قرار المدير الفني للبرازيل بإجلاس سافيو على الدكة وإعادة رافينيا للتشكيل الأساسي من جديد.
سافيو كان أحد أهم عناصر السيليساو منذ أن دخل بديلًا في المباراة الأولى فصنع حراكًا كبيرًا، مما يجعل العشوائية أو كونه أقل نجومية، التفسير الوحيد لعودة جناح برشلونة للتشكيل الأساسي.
لكن رافينيا في النهاية هو من سجل هدف البرازيل وكاد أن يسجل من ركلة حرة مباشرة أخرى في الشوط الثاني، فكانت تسديدة مميزة فشل الحارس الكولومبي كاميلو فارغاس في إبعادها قبل أن تسكن الشباك.
فيما عدا ذلك فإن رافينيا وُضع في أكثر من مرة في موقف واحد على واحد، دون أن ينجح في تجاوز ظهير كولومبيا الأيسر ماتشادو الذي قدم مباراة مميزة بشكل عام.
والحقيقة أن الأمر لا يخص رافينيا فحسب، بل إن الفرديات في المنتخب البرازيلي أصبحت شيئًا مزعجًا خاصة على صعيد الإفراط فيها، وعندما تشاهدها تزيد عن الحد، فإن تفسيرها على الأرجح يكمن في نقص اختيارات التمرير.
رجل مختلف
المباراة كانت سريعة وقوية جدًا ونسقها عالٍ بشدة والاندفاعات البدنية كبيرة وأحيانًا خطيرة مع عدة توقفات لمشاحنات بين اللاعبين مع كثير من الاستفزازات.
رجل واحد كان يغرد منفردًا ويلعب بأسلوب أكثر هدوءًا وبرؤية وحكمة وهو خاميس رودريغيز، الرجل الذي أرسل العديد من الكرات العرضية الدقيقة التي وضعت حارس مرمى السامبا ودفاعه في موقف صعب.
خاميس حرص على إرسال العرضيات في المنطقة التي تقع بين الطرفين ما يجعلها خطيرة للغاية، تنتظر فقط من يلمسها ليضعها في الشباك، وقد فعلها أحدهم وهو دافينسون سانشيز لكن تقنية "الفار" ألغت الهدف، كما التقط جون كوردوبا عرضيتين واحدة من لعبة متحركة وأخرى من ركنية وكاد أن يسجل فيهما.
رؤية صانع الألعاب الكولومبي لزوايا الملعب أمر ممتع للعين، وتغييره للعب خاصة للجانب الأيسر عند ماتشادو كان مرهقًا للبرازيليين بينما سيوجه منافس البرازيل في ربع النهائي الشكر له بعدما تسبب في حصول فينسيوس جونيور على بطاقة صفراء جديدة ليغيب عن المباراة.
من يحتاج إلى هدف آخر؟
في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن تسعى البرازيل نحو تسجيل هدفٍ ثانٍ، كان الطرف الكولومبي هو الأخطر على مرمى البرازيل والأكثر إضاعة للفرص حتى بعد تسجيله لهدف التعادل.
فقط الدقائق العشرة الأخيرة أظهرت ملامح الرغبة البرازيلية في التسجيل، لكن حتى الدقيقة 84 كانت كولومبيا تضيع فرصًا لا تصدق، حتى إن بورّو أضاع فرصة سهلة للغاية من أجل تسجيل الهدف الثاني بعد عرضية أرضية أطاح فيها بالكرة فوق المرمى الخالي، وقبلها كان بورو يلعب عرضية ارتدت لباسكال الذي لعبها ضعيفة من مسافة قريبة بين يدي الحارس.
والحقيقة أن الفارق البدني كان واضحًا لصالح كولومبيا التي لعبت دون عقدة نقص أو أي رهبة من منتخب السامبا التي وجدت نفسها مجبرة على مواجهة أسلوب لعب مختلف تمامًا، تراجع خلاله الثلاثي الأمامي للدفاع، مع انضمام لوكاس باكيتا لثنائي خط الوسط، وهي كلها أمور كانت تجري بتنفيذ أقل جودة، وبما لا يتناسب مع هذه الاندفاعات الكولومبية الخطيرة.
هل استحقت البرازيل ركلة جزاء؟
انتظر حكم المباراة قرابة دقيقتين ليستمع إلى رأي الفار بخصوص إحدى الكرات التي تعرض فيها فينيسيوس جونيور لتدخل من مدافع كولومبيا دانييل مونيوز.
اللقطة أظهرت أن فينيسيوس جونيور لعب الكرة بقدمه اليسرى قبل أن يتدخل عليه مونيوز ويعرقله، مانعًا إياه من التوغل أكثر داخل منطقة الجزاء لكن الحكم لم يشر إلى شيء.
لقطة أخرى مثيرة للجدل كانت في الهدف الذي سجله دافينسون سانشيز، إذا لا يُعرف كيف رُسمت خطوط التسلل بعدما ظهر أنه ربما قد رسم الفار الخطوط على جون كوردوبا الذي لم يتداخل في اللقطة. صحيح أن سانشيز أقرب للتسلل؛ لكن رسم الخطوط كان به خطأ من الممكن أن يغير من الأمور أمورًا.