كوريا الجنوبية.. مباريات لا تنسى من تاريخ المونديال

رغم غيابه عن منصات تتويج كأس الأمم الآسيوية لعشرات السنوات، فإن منتخب كوريا الجنوبية يواصل دائمًا مساعيه في البطولة، ففي رصيده لقبان لكأس أمم آسيا عامي (1956-1960)، بينما حلَّ وصيفًا 4 مرات أعوام (1972-1980-1988-2015).

مع ذلك يبقى الإنجاز الأبرز حين وصل الجيل الذهبي للمنتخب الكوري إلى المربع الذهبي في كأس العالم 2002. وقبيل خوض مباريات كأس العالم قطر 2022، هذه جولة سريعة مع أبرز المباريات التي لن تنسى من مسيرة المنتخب الكوري في مشاركاته بالمونديال والتي خلد ذكراها في أذهان وقلوب محبي كرة القدم باختلاف انتماءاتهم.
 

كأس العالم 2002: كوريا الجنوبية (2-1) إيطاليا

تصدرت كوريا الجنوبية بشكل مفاجئ مجموعتها بكأس العالم 2002 على حساب البرتغال وبولندا والولايات المتحدة، وكانت الترشيحات ذاهبة لنهاية مغامرتها في الدور الثاني، بعدما تعيّن عليها مواجهة إيطاليا في دور الـ16.

ولكنَّ "محاربي تايجوك" قدَّموا مواجهة "ملحمية" جديدة، ووقفوا ندا للند أمام "الآتزوري"، وكان افتتاح التسجيل من نصيبهم عبر جون هوانغ، وتعادلت إيطاليا برأسية من كريستيان فييري، ليستمر التعادل 1-1 في الوقت الأصلي وتمتد المباراة إلى الأشواط الإضافية.

ظل التعادل سيد الموقف، وتأهب الجميع لسيناريو ركلات الترجيح، ولكن النجم آهن جونغ هوان، سجل من ركلة الجزاء التي حصل عليها الفريق قبل ثلاث دقائق فقط من النهاية، ووسط صخب الجماهير وترقب الملايين في الشوارع المحلية، أطلق الحكم الإكوادوري، بايرون مورينو، صافرة النهاية؛ لتواصل كوريا مغامرتها.

كأس العالم 2002: كوريا الجنوبية (0-0، 5-3 بالترجيح) إسبانيا

بعد إيطاليا، كان دور ربع النهائي يضع كوريا الجنوبية أمام عملاق أوروبي آخر هو إسبانيا، ولم تأتي المباراة بجديد، حيث كانت كوريا الجنوبية بذات الصلابة الدفاعية، إذ حافظوا على نظافة الشباك طيلة 120 دقيقة من الوقت الأصلي والأشواط الإضافية.

وفي ركلات الترجيح الدراماتيكية، كان الكوريون أكثر تركيز من الناحية النفسية ونجحوا في تسجل كافة الركلات الخمس في شباك الحارس كاسياس، بينما وصل الإسبان بمعنويات منخفضة خصوصًا مع نجاح الكوريين في التسجيل، لتكون ركلة الترجيح الرابعة هي الحاسمة في خسارة إسبانيا، بعد أن أهدر خواكين ركلته، لتفوز كوريا 5-3.

كأس العالم 2018: كوريا الجنوبية (2-0) ألمانيا

خلال نهائيات روسيا 2018، حلَّت كوريا الجنوبية في المجموعة السادسة مع السويد والمكسيك وألمانيا، وكما كان متوقعًا قبيل المنافسات، فقد خسرت كوريا أمام السويد 0-1، والمكسيك 1-2، وكانت الجولة الثالثة تدور حول تأهل اثنين من المنتخبات الثلاث الأخرى، فيما ودّعت كوريا حسابيًا معادلة التأهل.

كانت المواجهة الثالثة أمام ألمانيا، تمثل الوداع الشرفي لممثلي آسيا، وكانت الرغبة قبل المباراة بتلافي الهزيمة أمام أبطال العالم، وفي أفضل الأحوال عدم تلقي هزيمة كالتي نالتها البرازيل قبل أربع سنوات 1-7، ولكن مع كازن آرينا، سيظل شاهدًا على واحدة من القصص التاريخية للمنتخب الكوري.

فقد استعاد ذكريات الماضي وقدم مواجهة رائعة صمد فيها دفاعه أمام سيل الهجمات الألمانية، وكان التعادل سيعني خروج ألمانيا رفقة كوريا، ولذلك اندفع "مانشافت" للهجوم دون حساب، وهو ما استغله الكوروين في تسجيل هدفين متتاليين من هجمات مرتدة، سجلهما كيم يونغ غون 2+90، وسون هيونغ مين 6+90، وبخلاف الفوز التاريخي، فقد وضع الفوز كوريا في الترتيب الثالث أمام ألمانيا التي تذيلت المجموعة.