كالتشيو سعيد ..فهل يكون بشكل جديد؟
سعيد جودة
تنطلق اليوم منافسات دوري الدرجة الأولى الإيطالي بمواجهتين تجمع الأولى فيورينتينا بتورينو، في حين يحل فريق العاصمة روما ضيفا على مدينة روميو وجوليت وفريقها الناجي من الهبوط الموسم الماضي هيلاس فيرونا، وتعود عجلة كرة القدم للدوران مجددا في بلاد البيتزا، وسؤال واحد يدور في خاطر كل عشاق الكالتشيو خصوصا، ومحبي كرة القدم عموما، هل من موقف لسطوة يوفنتوس؟ وهل سيشاهد الجميع في إيطاليا بطلا جديدا؟
اليوفي الجديد
رسخ فريق السيدة العجوز في السنوات التسع الماضية نفسه كبطل أوحد وقوة ضاربة لا يمكن هزيمتها، فحتى في أسوأ أحواله ومستوياته كان البيانكونيري يفوز، وإن لم يفعل سقط منافسوه فاتحين له المجال لصعود منصة التتويج، إلا أن يوفنتوس ذا الموسم لا يشبه سابقيه في شيء، فما بعد كورونا لا يشبه ما قبله؛ ذلك أن الأزمة المالية التي ضربت العالم بسبب "كوفيد- 19" جعلت من بيرلو الذي يخوض أولى تجاربه التدريبية مدربا للفريق الأول، وأثرت بشكل كبير في نوعية الأسماء التي عوّد بطل الدوري محبيه على إحضارها إلى ملعب اليانز، وإن كان قدوم الأورغواياني سواريز لا يزال ممكنا، لكن باستثناء رونالدو مغامرة المايسترو تبقى للجميع مجهولة الملامح، وهو ما يعده الكثيرون سلاحا ذا حدين؛ فإما نجاح مبهر و كبير وإما تعثر وضياع وأزمات. وستكون قوة اليوفي في خط وسط شاب واعد بحلول كثيرة بوجود البرازيلي أرتور الفنان والسويدي كوليوفيسكي القوي السريع ومعهم الأمريكي ماكين، وهجوم سيحمل فيه البرتغالي رونالدو الحمل الأكبر مع الجوهرة ديبالا، وتبقى الحصون الخلفية أقوى الخطوط على الإطلاق بحضور خبرة كليني ويونوتشي وحيوية دي ليخت.
إنتر محير
يبدأ كل موسم ويكون اسم إنتر ميلانو كمنافس أول لليوفي خاصة بعد قدوم المدرب الإيطالي المخضرم أنطونيو كونتي، الذي أضاع برأي الكثيرين فرصة تاريخية الموسم الماضي لكسر سطوة يوفنتوس على لقب الدوري، إلا أن إهداره للعديد من النقاط السهلة نهاية الموسم المنصرم، فوتت عليه هذه الفرصة، وإن كان احتلاله وصافة الدوري ووصوله إلى نهائي بطولة اليوروبا ليغ يعد نقلة نوعية برأي فريق آخر، إلا أن الأجواء لا تبدو صافية بشكل كبير داخل القلعة السوداء والزرقاء، خاصة مع إصرار كونتي على عدم تغيير رسمه التكتيكي الشهير (3-5-2) وإلحاحه الشديد على التوقيع مع بعض الأسماء المتقدمة بالعمر (الفرنسي كانتي- التشيلي فيدال) بحجة امتلاكهم الخبرة اللازمة، في الوقت الذي لا يرفض فيه إبقاء الدنماركي إيركسن والكرواتي بيريسيتش المُتوَّج مع بايرن ميونيخ بثلاثية الموسم الماضي.
صدامات كونتي مع الإدارة وفوضى التعاقدات تضع النيراتزوري بوضعية مشابهة لتلك التي يعيشها بطل الدوري، فربما تنجح خيارات كونتي الفنية، ويقود قاطرة الأفاعي نحو لقب غاب عنهم منذ العام 2010 بالتعويل على نجاعة البلجيكي لوكاكو وشريكه الأرجنتيني لوتارو في المقدمة، بانتظار كبير لدور المغربي حكيمي الذي أعطى الجميع إشارات مباشرة خلال المباريات الاستعدادية، وبصلابة خط وسط غير واضح المعالم حتى اللحظة بوجود قتالية الشاب باريلا ولمسات سينسي وحنكة الكرواتي بروزوفيتش، فيما يبقى سمير هاندانوفيتش القيمة الثابتة منذ سنوات مع إنتر.
You can call them… EMOTIONS. 😃😭😮🤗#SerieATIM 2020/2021 🇮🇹⚽️
— Lega Serie A (@SerieA_EN) September 18, 2020
ARE YOU READY?#WeAreCalcio pic.twitter.com/VNtg42kv4z
ميلان منتظر
يعود ميلان هذا الدوري بشكل واعد جدا برسم فني من نجمه الأوحد باولو مالديني وانسجام وسلاسة من المدرب ستيفانو بيولي الذي قدم مع الأحمر والأسود بعد العودة من التوقف، إن العودة لمسابقة دوري الأبطال تبدو الهدف الرئيس والإبقاء على زلاتان موسما آخر كان أكبر دليل على أن الروزونيري أدرك واحدة من أهم مشكلاته في الموسم الماضي، وهي افتقاد القائد داخل الملعب.
إن الفوز بالموهبة الإيطالية القادمة تونالي ومنح الثقة الأكبر للكرواتي ريبيتش واندماج التركي تشانهانوغلو الرهيب في النسيج الميلاني وتطور مستوى دونا روما تحت الخشبات؛ كل ذلك يزيد كثيرا من آمال عشاق ميلان في رؤية محبوبهم في أبهى الصور، مع التحفظ قليلا على الخطوط الدفاعية التي لا تبدو بجودة نظيراتها في الوسط والهجوم، وربما يكون الخطر الوحيد الذي قد يطول رفاق زلاتان هو قلة التوفيق خاصة في البدايات، وهو ما قد يفقد الفريق الثقة، ويدخله في نفق الخيبات.
فرسان الصراع
أسماء كبيرة لا يمكن استبعادها من السباق على اللقب أو المشاركة في رسم هوية بطله، وهي أتالانتا بيرغامو الذي قدّم مع مدربه غاسبيريني شكلا حديثا ومتناسقا لكرة القدم الجماعية، فمع أنه لا يمتلك أسماء كبيرة إلا أنه استطاع أن يكون رقما صعبا، وهو ما يتوقع أن يستمر في تقديمه هذا الموسم، كما جرت العادة منذ ثلاثة مواسم خلت بأن يكون فريق العاصمة روما الأزرق لاتسيو مع مدربه إينزاغي أجمل الفرق كرويا، لكن الرهان الذي ينتظره التشيلسي هو قدرته على امتلاك النفس الطويل والكادر البشري الثابت منذ سنوات، وأن يكون قادرا على المنافسة على الصعيدين المحلي والقاري، مع عودته للمشاركة في مسابقة دوري الأبطال.
فيما ينتظر الجميع من روما الظهور بوجه جديد غير ذلك المحير الذي عود المحبين عليه في المواسم الفائتة، فأخبار الانتقالات التي يفوز بها الفريق قبل انطلاقة كل موسم ترفع من سقف الطموحات، إلا أن حالة تذبذب المستوى التي يصاب بها الفريق منتصف كل موسم هي أكثر ما لا يرغب العشاق رؤيته، إضافة إلى مغادرة نجمهم الأول إيدين دزيكو، من ناحية أخرى فلا يمكن أن يُذكر المنافسون ولا يرد اسم فارس الجنوب نابولي، المتوَّج بلقب الكأس الموسم المنصرم والطامح مع غاتوزو إلى استعادة مجد غاب عن المدينة منذ ثمانينيات القرن الماضي، خاصة مع وجود الفريق في الدوري الأوروبي هذا الموسم؛ ما يفرض على غاتوزو ودي لاورانتس ترتيب أوليات الفريق لهذا الموسم للوصول لشواطئ الأمان.
ويُختتم الكلام بأن كل ما سبق ذكره يبقى حبرا على ورق قابل لكل الاحتمالات والتعديلات وربما المفاجآت، وهذه سمة الكرة الإيطالية وفرقها التي وإن خفّ بريقها في آخر السنوات إلا أنها تبقى جنة كرة القدم، كما وصفها الأسطورة الأرجنتينة مارادونا أحد أهم مدارس الكرة في العالم، الذي يتطلع لموسم جديد، لا قديم فيه يعاد.