كأس أمم أفريقيا | كوت ديفوار لإنهاء العقدة وتحدٍ خاص للسنغال
في حضور كل المنتخبات الكبيرة بالقارة السمراء، تنطلق في كوت ديفوار، اليوم السبت، كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، والتي قد تشهد صراعًا ناريًّا على اللقب بين منتخبات يتقدّمها المغرب، أول منتخب أفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، والسنغال حاملة اللقب، والفريق الإيفواري المضيف، إلى جانب مصر والجزائر وتونس.
وتُقام النسخة الـ34 من المسابقة الأقوى في القارة شتاءً، وسط روزنامة أوروبية مزدحمة، ما أثار مزيدًا من الجدل حول موعد إقامة كأس أمم أفريقيا، التي تُجرى كل عامين.
ووصل بعض نجوم الأندية الأوروبية إلى منتخباتهم بعد مباريات نهاية الأسبوع الماضي، مثل المصري محمد صلاح (ليفربول الإنجليزي)، والمغربي أشرف حكيمي (باريس سان جرمان الفرنسي)، والنيجيري فيكتور أوسيمين (نابولي الإيطالي)، فيما سيصل حارس المرمى الكاميروني أندريه أونانا (مانشستر يونايتد الإنجليزي) متأخرًا، عشية لقاء بلاده الافتتاحي في البطولة، يوم الإثنين، بعد الاتفاق على خوضه مباراة ناديه ضد توتنهام مساء الأحد.
وفيما يشارك عدد كبير من نجوم الصف الأوّل، تفتقد كأس أمم أفريقيا 2023 نجومًا مثل المهاجم الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو موتينغ (بايرن ميونخ الألماني)، والجناح الإيفواري ويلفريد زاها (غلطة سراي التركي)، ومواطنه المدافع إريك بايلي (بشكتاش التركي) بقرارات فنية، والهدّاف النيجيري فيكتور بونيفاس، مهاجم باير ليفركوزن الألماني للإصابة.
وصلت المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة إلى كوت ديفوار، واستقرت في 5 مدن هي العاصمة السابقة أبيدجان، والعاصمة السياسية ياموسوكرو، ومدينة بواكي الكبيرة، وسان بيدرو الساحلية، وكورهوغو.
وأظهرت حكومة الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، استعدادًا لإنفاق ما يلزم لضمان نجاح البطولة، حيث استثمرت 1,5 مليار دولار أمريكي تقريبًا.
وبالإضافة إلى الملاعب الستة المُضيفة للمباريات، سواء بُنيت أو جُدّدت، أُنشئت الطرق وشُيّدت الجسور والفنادق وقرى مُخصصة لإيواء المنتخبات.
ومنذ الوصول إلى مطار "فيليكس أوفويت بوانيي" في مدينة البلاد الأشهر أبيدجان، تستقبل فرقٌ راقصة تؤدي رقصات محلية بهلوانية وأغنيات محلية الضيوف، فيما تطغى الحماسة والبهجة على الأجواء.
وفي أرجاء أبيدجان، يمكن رؤية أعلام كوت ديفوار وقمصان المنتخب المُلقب بـ"الفيلة" برتقالية اللون، وقد عُلّقت في كل مكان.
رغبة مغربية في حصد كأس أمم أفريقيا
بعد تحقيق المركز الرابع في كأس العالم قطر 2022، بات على لاعبي المغرب نقل تفوقهم من المحفل العالمي إلى العرس القاري، ووضع حدّ لانتظار دام 48 عامًا للظفر بلقب ثانٍ في كأس أمم أفريقيا.
ورغم الترسانة المهمة من النجوم المنتشرين في دوريات أوروبية مهمة، لا يحقق "أسود الأطلس" الآمال المعقودة عليهم في النهائيات الأفريقية، ويبقى أفضل إنجاز لهم التتويج باللقب القاري عام 1976 بإثيوبيا، والوصافة عام 2004 بتونس.
وقال مدرب الفريق وليد الركراكي: "قلت للاعبين إننا لا نستطيع أن نكون ملوك العالم إذا لم نكن ملوك قارتنا".
ويدخل المغرب البطولة متسلحًا بكتيبة قوية في كل الخطوط، يتقدمها نجوم المونديال بدايةً من الحارس ياسين بونو، وخط الدفاع بقيادة رومان سايس وأشرف حكيمي، وخط الوسط الذي يضم سفيان أمرابط وعزّ الدين أوناحي، والهجوم بقيادة يوسف النصيري وحكيم زياش.
السنغال وتحدٍ خاص في كأس أمم أفريقيا
تعيش السنغال أزهى عصورها الكروية على الإطلاق على كل المستويات والأعمار؛ فالمنتخب الأول توّج بطلًا لأفريقيا 2021 في الكاميرون، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، ثم فاز منتخب المحليين بكأس أفريقيا في الجزائر (فبراير/ شباط 2023)، قبل أن يُتوج منتخب الشباب (أقل من 20 عامًا) بكأس أفريقيا في مصر (مارس/ آذار 2023).
وسيواجه "أسود التيرانغا" في البطولة تحديًا خاصًّا، يتمثل في فشل آخر 6 أبطال في الدفاع عن لقبهم القاري، بل لم يتقدم أي منهم أكثر من دور الـ16، في تحدٍ كبير أمام رجال المدرب المحليّ أليو سيسيه.
ويزين الجناح ساديو ماني والحارس إدوارد ميندي والمدافع كاليدو كوليبالي والمهاجم نيكولاس جاكسون قائمة السنغال، الطامحة للقبها الثاني تواليًا في البطولة.
عقدة المضيف
لم يُتوّج أي منتخب على أرضه منذ فعلها منتخب مصر عام 2006، وسيتعين على منتخب "الفيلة" المدجّج بالنجوم كسر هذه اللعنة، من أجل إحراز ثالث ألقابه في البطولة بعد 1992 و2015.
ولتحقيق اللقب القاري، تعوّل كوت ديفوار على المهاجم سيباستيان هالير ولاعبَي الوسط سيكو فوفانا وفرانك كيسي، الذين تعج شوارع العاصمة بصورهم.
وإلى جانب تلك المنتخبات الثلاث، يأتي في الترشيحات أيضًا المنتخبات ذات الباع الطويل، كالمنتخب المصري صاحب الـ7 ألقاب في البطولة (رقم قياسي)، بقيادة صلاح متصدر هدّافي الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" (14 هدفًا)، ونيجيريا مع أوسيمين أفضل لاعب أفريقي لعام 2023، والكاميرون مع القائد الجديد لجيلها الحالي، لاعب وسط نابولي فرانك زامبو أنغيسا، كما يمكن لتونس والجزائر وجنوب أفريقيا وغانا المنافسة.
وبعيدًا عن الصراع على اللقب، ستتجه الأنظار إلى منتخبات يمكن أن تلعب دور "الحصان الأسود" في المسابقة، على شاكلة بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية.
فيما لا تزال 5 منتخبات تبحث عن فوزها الأول في تاريخ البطولة القارية، رغم مشاركتها لأكثر من مرة، وهي منتخبات موزمبيق وموريتانيا وغينيا بيساو وناميبيا وتنزانيا.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
