كأس أمم أفريقيا | أعجزت تونس عن أن تلد مهاجمًا مرموقًا؟!
خرجت تونس من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى منذ نسخة 2013، وذلك إثر تعادلها دون أهداف أمام جنوب أفريقيا لتكتفي بنقطتين فقط في المركز الأخير في مجموعتها الخامسة.
وأنهى "نسور قرطاج" في المركز الرابع في مجموعتهم للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاتهم في كأس أمم أفريقيا، وبالتحديد بعد 1982 بليبيا و2010 بأنغولا.
كما استمرت نتائج تونس السلبية في بطولة كأس أمم أفريقيا، حيث فازت "النسور" بمباراة واحدة فقط من آخر تسع مباريات في دور المجموعات في المسابقة القارية.
هجوم تونسي عقيم في كأس أمم أفريقيا
ربما تصنّف هذه المباراة كواحدة من أسوأ مباريات "كان" 2024 حتى الآن، رغم أنّ تونس احتاجت إلى حسم المباراة بالفوز للتأهل، لكن تشعر وكأنها كانت تلعب مباراة ودية.
تونس في البطولة الحالية سجلت هدفًا واحدًا فقط، وأمام جنوب أفريقيا لم تصنع سوى فرصة واحدة عن طريق هيثم الجويني وأهدرها بمنتهى الرعونة.
مدرب تونس جرب كل اللاعبين في مركز المهاجم في كأس أمم أفريقيا الحالية، حيث بدأ بطه ياسين الخنيسي قبل إصابته في المباراة الأولى، ثم لعب بهيثم الجويني ويوسف المساكني وإلياس العاشوري وسيف الدين الجزيري، وجميعهم فشلوا في ترك أي تأثير يذكر.
ومن المفترض أنّ هيثم الجويني هو مهاجم صندوق بامتياز وتكمن قوته في ضربات الرأس، لكنه أهدر فرصة بغرابة أمام جنوب أفريقيا وبتعامل سيئ لا يصدر عن لاعب دولي لديه الأريحية لضرب الكرة بسهولة.
أمام ناميبيا كان له انفراد واضح وصريح بالمرمى، لكنه مرة أخرى أهدر فرصة محققة، لذلك عندما تهدر الفرص القليلة التي تسنح لك وأنت تُعاني أصلاً من خلق الفرص، فالخروج هو النتيجة الطبيعية التي ستتكبّدها.
كما أنّ الأرقام لا تكذب، فنسور قرطاج ظلّوا دون تسجيل أي أهداف في سبع من آخر 10 مباريات في مسابقة كأس أمم أفريقيا، لذلك فالأزمة الهجومية ليست وليدة اليوم.
لماذا التلاعب في أهم جبهة؟
في مباراة مالي ضمن كأس أمم أفريقيا كانت نقطة تفوق تونس في جبهة علي العابدي وإلياس العاشوري في الجانب الأيسر كجناح صريح في طريقة 4-4-2، كما كان العابدي الأكثر صنعًا للفرص، وتعاون مع العاشوري المميز في المراوغات.
كان المنطقي أن تستمر هذه الجبهة بنفس الشكل والقوة أمام جنوب أفريقيا، لكن جلال القادري بشكل غير مفهوم قرّر أن يجعل العاشوري أقرب إلى المهاجم منه إلى الجناح.
ولم يظهر أنيس بن سليمان بشكل جيد في المركز رقم 10 خلف المهاجم سيف الدين الجزيري، وبالتالي حُرمت أهم جبهة هجومية في تونس من قوتها، ولم يكن هناك أي داع لتغيير أي شيء في الجبهة اليسرى.
خريطة التمركز أظهرت أن عمق ميدان تونس كان فيه 4 لاعبين وأحيانًا خمسة، والعرف الكروي يقول إنه عندما تهاجم أمام فريق يدافع أمامك، فحاول أن تفتح عليه الملعب بالأجنحة لا أن تجعلها كلها تلعب للداخل.
منتخب النادي الواحد
لعبت جنوب أفريقيا في ختام دور المجموعات من كأس أمم أفريقيا، مباراةً اعتمدت فيها تمامًا على الاقتصاد في المجهود، حيث كان منتخب "الأولاد" يعرف ماذا يُريد من المباراة.
تشكيلة جنوب أفريقيا كانت عبارة عن 8 لاعبين من فريق ماميلودي صن داونز، ورغم أنّ التوليفة ليست بنفس جودة الأسماء الكبرى للمنتخبات الأخرى، فإن منتخب جنوب أفريقيا عرف كيف يحرم تونس من كل الفرص المتاحة، حيث تميّز دفاعه بإغلاق المساحات دون الحاجة لفتح الملعب أمام لاعبي منتخب تونس.