كأس آسيا | حرب تكتيكية بين مدربين عالميين لمنتخبات عربية
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مسابقة كأس آسيا قطر 2023، ومثلما سيكون الصراع مُحتدمًا داخل المُستطيل الأخضر، سيكون أيضًا شرسًا بين المدربين خارج الخطوط، وهو ما يُبشر بحروب تكتيكية في النسخة القادمة من البطولة الآسيوية.
وتُقام درة البطولات العريقة آسيويًا خلال الفترة من 12 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى غاية 10 فبراير/ شباط المقبل، ويوجد في البطولة مدربون عمالقة يسعون لكتابة التاريخ على أراضي الدوحة.
ويُعَدّ المدرب هو العقل المدبر والقائد الذي يقود الفريق لتحقيق الانتصارات، ولطالما عرفت كأس آسيا على امتداد تاريخها تحقيق العديد من المدربين لنجاحات كبيرة من خلال قيادة منتخباتهم إلى التتويج بلقب البطولة.
ويُنتظر أن تكون النسخة الـ18 من كأس آسيا مثيرة، ويستعرض "winwin" في الأسطر التالية؛ أبرز المدربين الحاضرين على رأس القيادة الفنية لمنتخبات عربية مشاركة بالمسابقة.
ماركيز لوبيز.. من الوكرة إلى كأس آسيا
يقود أصحاب الأرض وحامل اللقب في النسخة الماضية، المدرب الإسباني ماركيز لوبيز، الذي عُيّن قبل أقل من شهر على بداية كأس آسيا، في أعقاب رحيل البرتغالي كارلوس كيروش عن المنصب.
ويُنتظَر من المدرب الإسباني (61 عامًا) -الذي ترك منصبه مع نادي الوكرة بدوري نجوم EXPO- الكثير في هذا التحدي القاري الكبير، خاصةً أنّ العنابي سيدخل البطولة بهدف المحافظة على اللقب القاري.
ولم يخض لوبيز أي مباراة رسمية بعد مع العنابي حتى الآن، والمشاركة في كأس آسيا 2023 ستكون بمثابة أول الاختبارات الحقيقية والصعبة على المدرب الذي يُفضل اللعب بطريقة (4-2-3-1)، وأحيانًا (3-4-1-2).
روبرتو مانشيني.. هل يجمع بين لقبَي اليورو وكأس آسيا؟
تولى المدرب الإيطالي مهمة تدريب منتخب السعودية خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، بعقد يمتد حتى 30 يونيو/ حزيران 2027، بعد استقالته من تدريب المنتخب الإيطالي، الذي فاز معه ببطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020).
وظهر مانشيني بوجهين مختلفين مع "الأخضر" السعودي، الأول كان سيئًا، حيث فشل في الفوز خلال أول أربع مباريات مع المنتخب، وكانت وديات؛ إذ تعرّض لـ 3 هزائم وحقق تعادلًا واحدًا، إلا أنّ الأمور تحولت تمامًا في المباريات الرسمية وتحديدًا في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، بانتصاره أمام باكستان والأردن، ليتصدر بذلك مجموعته السابعة في التصفيات برصيد 6 نقاط.
في مبارياته الثلاثة الأولى على رأس العارضة الفنية للمنتخب السعودي، اعتمد مانشيني على خطة (4-3-3)، والنتيجة كانت هزيمتين وديًّا أمام كوستاريكا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى تعادل واحد ضد نيجيريا؛ بينما ومع انطلاق التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا، غيّر المدرب الإيطالي من طريقة لعب منتخب السعودية باعتماده على خطة (3-5-2)، والحصيلة كانت جيدة بالفوز على باكستان والأردن، وتصدر المجموعة السابعة في التصفيات.
الأرجنتيني أنطونيو بيتزي
في يوليو/ تموز الماضي، أعلن الاتحاد البحريني لكرة القدم تعيين الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدربًا لمنتحب البحرين، خلفًا للبرتغالي هيليو سوزا. ويمتلك بيتزي خبرة كبيرة في مجال التدريب؛ إذ أشرف على أندية ومنتخبات عدة، مثل فالنسيا الإسباني وراسينغ الأرجنتيني، والوصل الإماراتي، ومنتخبي تشيلي والسعودية.
وسبق لصاحب الـ55 عامًا أن قاد منتخب تشيلي من قبل للتتويج بلقب كوبا أمريكا عام 2015، كما أنّه عمل مسبقًا في المنطقة العربية ودرّب منتخب السعودية منذ عام 2017 وحتى 2019، وقاده في المشاركة بنهائيات كأس العالم 2018.
ويُفضل المدرّب "الأرجنتيني الإسباني" -الذي قاد محاربي دلمون في 4 مباريات، انتصر في ثلاثة وهُزم في واحدة- الاعتماد على خطة (4-2-3-1)، ومع ذلك لم يستقر حتى الآن على خطة محددة مع البحرين؛ إذ اعتمد مرة واحدة على خطة (3-5-2) وأيضًا على خطة (4-3-3).
البرتغالي باولو بينتو
تجربة آسيوية جديدة للمدرب البرتغالي بينتو، الذي تولى تدريب الإمارات في 9 يوليو الماضي، بعد 7 أشهر من الرحيل عن منتخب كوريا الجنوبية، حيث رحل عقب نهاية مونديال قطر 2022.
وسبق أنّ عمل بينتو من قبل مدربًا للمنتخبات مع البرتغال لمدة أربع سنوات من 2010 وحتى 2014، وظل مدربًا لكوريا الجنوبية لأربع سنوات أيضًا؛ لكن الخسارة من البرازيل (1-4) في دور الـ16 والإقصاء من المونديال الأخير "قطر 2022" دفعه للرحيل.
وحتى الآن خاض المدرب -الذي يُفضل اللعب بخطة (4-2-3-1)- 6 مباريات مع الإمارات وانتصر في مبارياته الستة، بينها 4 مباريات ودية واثنتين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026 وكأس آسيا 2027، وقد استمر على نفس النهج التكتيكي عدا المباراة الإعدادية للبطولة الآسيوية ضد قرغيزستان، والتي خاضها بخطة (4-3-3).