قطر تراكم النجاحات الرياضية تمهيدا لمونديال استثنائي
تنتهي دولة قطر السبت، من استضافتها الاستثنائية لفعاليات الدورة المجمعة لمسابقة دوري أبطال آسيا عن الجزء الغربي للقارة، حيث سيكون ملعب نادي السد "جاسم بن حمد" على موعدٍ مع احتضان المباراة نصف النهائية، والمزمع إقامتها بين فريقي النصر السعودي وبرسبوليس الإيراني.
وتمكنت قطر من تقديم صورة مشرفة عن دولة عربية قادرة على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية، رغم الظروف الراهنة، المتعلقة بتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وضرورة اتباع تعليمات وبروتوكولات صحية صارمة؛ لضمان خروج المنافسات الرياضية، على نحوٍ يأمله الجميع، قبل عامين تقريبا من استضافة البلاد لنهائيات كأس العالم.
وظهرت قطر مرتدية لثوب التحدي في وجه أزمة الوباء العالمي، الذي استشرى في غالبية دول وأقطار العالم، مخلفا أعدادا كبيرة من الإصابات والموتى، ومتسببا في إرجاء وإلغاء الكثير من المنافسات والفعاليات الرياضية، بما فيها مسابقة دوري أبطال آسيا، التي تأجلت مباريات شطرها الغربي لنحو 7 أشهر كاملة، لكنها عادت للحياة، من خلال تنظيم لاقى ثناء واحتفاء الجميع.
وربما تكون قطر قد ضربت مثالا يحتذى به في كيفية تنظيم الدول للفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى، رغما عن استمرار التدابير الاحترازية والوقائية، الخاصة بمكافحة عدوى عالمية، مثل فيروس كورونا الجديد، ما دفع بجهات معنية لإقامة ندوةٍ خاصة،الجمعة، شارك فيها ممثلين عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والقطاع الصحي في قطر واللجنة المحلية المنظمة لدوري أبطال آسيا لأندية غرب القارة؛ من أجل توثيق ما تم، واستخراج الدروس المستفادة من تجربة، يمكن وضعها مرجعا لدول أخرى، تخطط حاليا لاستقبال منافسات وتظاهرات رياضية قادمة.
لقد كانت قطر في حاجة لوضع خطة شاملة، قبيل استضافتها للحدث الآسيوي الهام، وقد فعلت مستندة إلى ضرورة العمل على التفاصيل، دون إهمال لأي جزءٍ، من شأن أن يربك خارطة المباريات لضمان استضافة آمنة، وإعلاء صورة مميزة للعالم بأسره، عن قدرتها على استقبال وفود كبيرة، مع اقتراب ضربة البداية لنهائيات كاس العالم، المقرر إطلاقها يوم الحادي والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022 .
ويعد التنظيم المميز لحدثٍ هامٍ مثل دوري أبطال آسيا، وفي وقت صعب، حارب فيه العالم وباء كورونا المستجد، بمثابة الإشارة والدلالة الجادة على امتلاك الدوحة كافة المقومات اللازمة وكل ما يتطلبه الأمر لاحتضان نسخة مختلفة في كأس العالم، كما اعتادت قطر على تقديم أمور مشابهة خلال سنواتٍ مضت.
تملك قطر سجلا مميزا حقا في تاريخ استضافتها للأحداث الرياضية الهامة، خلال الأعوام الماضية؛ إلى أن تحولت، وفي ظرف زمني قصير، إلى واحدة من أهم وأبرز عواصم الرياضة في العالم.
البداية كانت مع استقبال خبر فوز قطر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022؛ إذ كان ذلك بمثابة الشرارة التي منحت المعنيين بالإشراف على الملف حماسة كبيرة، ودفعت الدوحة إلى التفكير في وضع خطة متكاملة؛ بهدف أن تصبح جاهزة تماما لاستضافة الحدث العالمي، وبأفضل طريقةٍ ممكنة.
نجاحات باهرة
نظمت قطر بطولة كأس الأمم الآسيوية في بداية العام 2011، أي بعد أشهر قليلة من تأكد استضافتها لكأس العالم 2022، وقد أظهر البلد العربي استعدادا كبيرا، وهو حدث مهد الطريق أمام الدوحة لاستضافة بطوىت كبيرة تترجم تميز قطر في الجانل اللوجستي والتنظيمي.
تتالت التظاهرات الرياضية في العاصمة القطرية الدوحة التي أصبحت مسرحا رياضيا بامتياز، وشهد عام 2019 تنظيم 59 حدثا رياضيا، في مقدمتها كأس العالم لأندية كرة القدم، بطولة العالم لألعاب القوى وبطولة العالم للسباحة.
لقد باتت الملاعب القطرية مسرحا لاستقبال فرق أوروبية كبيرة، تأتي خصيصا للاستفادة من المرافق التدريبية الحديثة والمميزة، مثل بايرن ميونيخ الألماني، الفائز هذا العام بخمسة ألقاب هامة، كما أصبحت مدينة "أسباير" الرياضية بمثابة أحد أهم المراكز الخاصة بإعداد وتأهيل الرياضيين في العالم.
استضافت قطر كأس السوبر الإيطالية عام 2016، كما نظمت آخر نسختين من مسابقة كأس السوبر الأفريقية، وكأس السوبر التونسية 2019، لتفرض الدوحة نفسها مدينة هامة في عالم كرة القدم، كغيرها من مدن عربية أنجزت الكثير على السمتوى الرياضي.
نجحت قطر في فرض نفسها كاسم بارز بمصاف دول تمتاز بقدرات كبيرة على استضافة الفعاليات الرياضية الدولية، ما ظهر جليا في تنظيمها المشرف لكأس العالم لكرة اليد 2015، وتجهيزاتها القائمة لاحتضان مونديال 2022، وإعلان رغبتها في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للعام 2032.