في أول 200 مباراة مع أرسنال.. مقارنة شاملة بين أرتيتا وفينغر
احتفل ميكيل أرتيتا بمباراته رقم 200 مدربًا لأرسنال، يوم السبت، بفوز صعب خارج أرضه أمام برينتفورد بنتيجة 1-0، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب "غريفين بارك"، ضمن منافسات الجولة الـ13 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
تولى أرتيتا، قائد أرسنال السابق، تدريب الفريق قبل أربع سنوات، وحقق نجاحًا ملحوظًا منذ ذلك الحين، حيث فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية مرتين.
مقارنة أرتيتا بفينغر بعد خوض 200 مباراة أمر منطقي، حيث إن فينغر هو المعيار الذي يُحكم من خلاله على كل مدرب يستلم تدريب النادي اللندني.
في أول 200 مباراة له مع أرسنال، فاز فينغر بـ112 منها وتعادل في 52، بينما تعرض للهزيمة في 36 مباراة. من جانبه، حقّق أرتيتا الفوز في 116 مباراة وتعادل في 34، بينما تعرض للهزيمة في 50.
ويستعرض لكم "winwin" خلال السطور التالية مقارنة شاملة بين آرسين فينغر وميكيل أرتيتا في أول 200 مباراة مع أرسنال.
الألقاب بين فينغر وأرتيتا
في خزانة الجوائز، يتمتع فينغر بميزة واضحة، فقد فاز بالفعل بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 1998-99، بينما لا يزال أرتيتا يبحث عن أول لقب له في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في مسيرته الأوروبية، وصل فينغر إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي في عام 2000، لكنه خسر أمام غلطة سراي بركلات الترجيح في مباراته رقم 202. ورغم ذلك، لم يحقق أي نجاحات ملحوظة في البطولات الأوروبية الأخرى، حيث فشل في الخروج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا في موسم 1998-1999، وخرج من الدور الأول لكأس الاتحاد الأوروبي في عام 1997-98.
على الرغم من فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة، مثل فينغر، إلا أن أرتيتا لم يحقق نفس النجاح في الدوري الأوروبي، حيث وصل فقط إلى الدور نصف النهائي في موسم 2020-21.
أرتيتا يعيد أرسنال إلى الواجهة بأسلوب فينغر
على الرغم من أن أرتيتا لم يحقق نفس إنجازات فينغر في أول 200 مباراة، إلا أنه بدأ من موقف أسوأ، ما جعل إنجازاته أكثر إثارة للإعجاب.
رغم مرور أرسنال بفترة جفاف دامت 5 سنوات قبل وصول فينغر، إلا أن المدرب بروس ريوتش ترك المدفعجية في وضع جيد نسبيًّا. أمّا عام 2019، عندما جاء أرتيتا، فكان أرسنال بعيدًا عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يكن فينغر مبتكرًا بشكل خاص من منظور أوروبي، لكنه جلب أفكارًا جديدة للكرة الإنجليزية. على النقيض من ذلك، يبدو أن أفكار أرتيتا التكتيكية مستوحاة من بيب غوارديولا، علاوة على ذلك، كان فينغر مدربًا غير متفاعل، حيث كان ملتزمًا بشدة بمبادئه التكتيكية بدلاً من التكيف مع نقاط ضعف الخصم. وقد أدى ذلك إلى مشاكل في السنوات الأخيرة من ولايته، خاصةً بعد عام 2005. على النقيض من ذلك، تميزت أول 200 مباراة لأرتيتا بالتجريب والتنوع التكتيكي.
ومع ذلك، فإن مقارنة عصرين يفصل بينهما 30 عامًا أمر صعب. ربما يكون من العدل القول إن كلا المدربين ساعدا في تحديث أرسنال بطريقتهما الخاصة. غيّر فينغر لعبة كرة القدم في إنجلترا من خلال تقديمه لأسلوب تمرير مسيطر، بينما جعل أرتيتا الفريق أكثر حداثة من خلال تطبيقه لأفكار غوارديولا.
أرتيتا يتبع خطا فينغر الدفاعية
جاء أول موسم قوي لأرتيتا في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد عام من عهد فينغر، لكن أرسنال سرعان ما بدا وكأنه فريق مختلف تحت قيادة المدرب الإسباني الشاب.
فاز أرسنال بـ 84 نقطة الموسم الماضي، وهي أعلى حصيلة نقاط له منذ موسم 2003-2004. ومع ذلك، فإن هيمنة مانشستر سيتي غير المسبوقة على الدوري الإنجليزي الممتاز جعلت من الصعب على أي فريق آخر المنافسة على اللقب.
على الرغم من ذلك، بدأت المقارنات بين أرتيتا وفينغر تصبح أكثر وضوحًا. حيث يعتمد كلا المدربين على أسلوب لعب يعتمد على الاستحواذ، ويعتمدان على دفاع قوي، ووصول ديكلان رايس إلى ملعب الإمارات واستخدامه المتكرر في محورين مزدوجين مع جورجينيو، يعيد إلى الأذهان شراكة باتريك فييرا وإيمانويل بيتي في بداية حقبة فينغر.
كانت القوة الدفاعية هي المفتاح لنجاح أرسنال في موسم 1997-98، حيث حافظ الفريق على نظافة شباكه في 18 مباراة، وبالمثل، يركز أرتيتا على بناء دفاع قوي للغانرز في الوقت الحالي.
يواجه أرتيتا مشهدًا أكثر صعوبة
نجاحات أرسنال في موسم 2022-23، والتي جاءت من دون ألقاب، يمكن مقارنتها بأيام فينغر الأولى في النادي، ولكن الأمر متروك للرأي الشخصي.
المساهمة الثورية التي قدمها أرسنال في كرة القدم الإنجليزية لا يمكن مقارنتها بعدد الجوائز التي فاز بها، ومع ذلك، فإن المعيار الذي يُحكم به النجاح اليوم أعلى بكثير، والمشهد المالي للرياضة مختلف تمامًا، في أواخر التسعينات، كان أرسنال أحد أقوى الفرق في أوروبا، لكنه الآن يواجه منافسة شرسة من أربعة فرق أخرى على الأقل تتمتع بثروة هائلة. هذا يجعل الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر ازدحامًا من أي وقت مضى، مما يرفع المعايير إلى مستوى جديد.
في ظل هيمنة مانشستر سيتي، أصبح الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز إنجازًا استثنائيًّا يتطلب موسمًا من التميز المطلق. قد يكون هذا ممكنًا في مرحلة ما تحت قيادة أرتيتا، ولكن حتى ذلك الحين، ما يزال ما حققه فينغر مع أرسنال في التسعينات بلا منازع.