فينيسيوس جونيور "مذنب" يستفيد من كونه ضحية ليفعل ما يحلو له
كانت معاملة فينيسيوس جونيور في مباريات ريال مدريد خارج ملعبه موضوع نقاش كبير في إسبانيا مؤخرًا، حيث كان اللاعب يتعرض لصافرات الاستهجان بشكل روتيني، وغالبًا ما يكون هدفًا لبعض السلوك العدواني والعنصري، والذي يزعم البعض أنه مبرر بأسلوب لعبه الاستفزازي.
لكن بعض السلوكيات تجاه فينيسيوس كانت بلا شك بغيضة وعنصرية، بلا شك، ومنذ أن لمع اسمه أكثر، أحالت رابطة الدوري الإسباني 21 حادثة عنصرية تتعلق بالنجم البرازيلي إلى الشرطة الإسبانية.
في واقعة من تلك الحوادث تم الحكم بالسجن على 3 مشجعين لفريق فالنسيا، أدينوا بالعنصرية خلال مباراة في مايو 2023. كانت الإدانات الأولى بالعنصرية في ملعب كرة قدم إسباني بمثابة معركة ناجحة في حرب خاضها فينيسيوس جونيور بشجاعة لسنوات.
احتفل اللاعب بإدانة الثلاثي في منشور عبر حسابه وقال: "أنا لست ضحية للعنصرية. أنا معذب العنصريين. أتمنى أن يخاف العنصريون الآخرون ويخجلوا ويختبئوا في الظل. وإلا، سأكون هنا لأمسك بك".
هنا حصل اللاعب على حقه كما ينبغي وبالطريقة الصحيحة، لكن كون اللاعب ضحية للعنصرية، فهذا جعل البعض يبرر له كل شيء يفعله، والحركات الاستفزازية التي يقوم بها، وحتى بعدما خسر الكرة الذهبية "التي كان يستحقها بالمناسبة".
فينيسيوس جونيور ليس ضحية فقط بل مذنبًا أيضًا
فينيسيوس حصل على حقه من الشرطة الإسبانية، ومن الاتحاد الإسباني، ومن ناديه الذي يدعمه لدرجة أنه قاطع حفل الكرة الذهبية بعد أن عرف أنه ليس الفائز.
لكن فينيسيوس جونيور ليس ضحية دائمًا، بل هو المذنب في الكثير من المواقف باستفزازه للخصوم وخروجه هو عن النص، وإن رد عليه لاعب فهو يُخرِج من جيبه سلاح العنصرية ويتشدق به.
في عام 2022، مدربه في ريال مدريد كارلو أنشيلوتي اعتبر أن الاستفزاز ليس لعبًا نزيهًا". هذا تصريح من لسان مدربه أدلى به لصحيفة "AS" الإسبانية، وتابع المدرب الإيطالي: "الاستفزاز ليس لعبًا نزيهًا، على فينيسيوس أن يتحسن".
وأضاف: "أنت تدخل الملعب للعب كرة القدم، وليس للاستفزاز. لكن من الواضح أنه قادر على التحسن لأنه شاب وسيفعل ذلك. إنه يحب كرة القدم ويلعب بأفضل ما يمكنه".
وواصل: "الاستفزاز ليس شيئًا يفعله بانتظام، واللاعبون الذين يفعلون ذلك مخطئون، ومن الصعب تصحيح ذلك لأنهم لا يجيدون الاستفزاز. لا أرى الأمر بهذه الطريقة".
وبالتأكيد أنشيلوتي لا يكره اللاعب البرازيلي بل يسلط الضوء على أمور لا تتعلق بكرة القدم يقوم بها، وهو ما أوضحه اثنان من مواطنيه، البرازيلي فاندرلي لوكسمبورغو، مدرب ريال مدريد السابق وبينتينيو لاعب إشبيلية السابق.
وقال لوكسمبورغو: "أعتقد أن فينيسيوس جونيور يستفز الآخرين ويدفعهم إلى هذه المضايقات، بفعل أشياء يجب ألّا يفعلها".
المدرب البرازيلي سلط الضوء على واقعة بين اللاعب وجوشوا كيميتش، لاعب بايرن ميونخ، حيث قال: "هناك مقطع فيديو حيث يعيد الخصم الكرة بأدب إلى فينيسيوس فيتركها تسقط على الأرض، فيلتقطها الخصم ويعيدها إليه، فيلقي بها مرة أخرى بعيدًا".
وواصل: "موقف آخر، يحصل فيني على ركلة حرة، فينهض للاعتداء على اللاعب (كما لو أنه لا يمكن أن يتلقى ركلة). تخيل كم من الركلات تلقاها بيليه وزيكو، إنه يغضب من الركلات كما لو كانت هناك مطاردة ضده لأنه أسود".
أما بينتينيو فقال لصحيفة "El Desmarque": أعتقد أن فينيسيوس جونيور مذنب وعليه التركيز بشكل أكبر على الملعب، لأنه يفقد تركيزه بسرعة كبيرة وينجر وراء الاستفزازات".
في الأخير فإن ما جعل فينيسيوس يشعر دائمًا بأنه ضحية هو ما يجعله يتمادى في حركاته المستفزة، التي انتقدها مدربه بنفسه وطالبه بالتحسن فيها، وإن تم الرد عليه أو التجاوز معه فسيخرج بسلاح العنصرية.
هناك بعض الحالات التي كانت فيها الأجواء إيجابية للغاية، لكن اللاعب كان يرتكب بعض الأمور التي لا تتعلق بالروح الرياضية مع لاعبي الخصم، حيث يتلفظ بشكل خارج أو يحتك بهم ويشتبك معهم دون مبرر.