فوضى وشرود ذهني.. كواليس خسارة الوداد أمام صن داونز
فشل الوداد الرياضي المغربي، في التتويج بلقب النسخة الأولى من مسابقة الدوري الأفريقي لكرة القدم، عقب خسارته أمام مضيفه ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، بهدفين من دون رد، اليوم الأحد، في إياب نهائي المسابقة، الذي انتهى ذهابه في الدار البيضاء بتفوق الـ"واك" بهدفين لهدف واحد.
وقدّم "وداد الأمة" أسوأ مبارياته في "السوبر ليغ"، وظهرت خطوطه مفككة، ووقع اللاعبون في الكثير من الأخطاء الفردية، سهّلت على صن داونز حسم اللقب على أرضه.
في التقرير التالي، يرصد winwin أربعة أسباب رئيسية، وقفت وراء الإخفاق الودادي في النهائي الأفريقي.
"فوضى" في تجمّع بريتوريا
انتقد مقرّبون من نادي الوداد، في حديثهم لـ"winwin" حالة عدم التركيز التي طغت على البعثة المغربية بجنوب أفريقيا، منذ حلوها ببريتوريا، الخميس الماضي، معتبرين أنّ حالة من الفوضى شهدها فندق الإقامة، وأيضًا خلال التدريبات، حيث كان بعض الأفراد من الجمهور والوفد الإعلامي المغربي المرافق يتجوّلون بحرية بين اللاعبين، ويلتقطون صورًا تذكارية معهم، محمّلين المسؤولية لعادل رمزي المدير الفني للنادي، الذي لم يتعامل بحزم مع مثل هذه الأمور.
وذكّر المتحدثون ذاتهم، بصرامة المدرب البلجيكي، سفين فاندنبروك، الذي قاد الوداد في إياب نصف نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال أفريقيا، أمام ماميلودي صن داونز ببريتوريا، حيث رفض إقامة الوفد الإعلامي في الفندق ذاته مع فريقه، واضطرت إدارة الوداد إلى حجز غرف في فندقين مختلفين، الأول كان قريبًا من الملعب مكث فيه اللاعبون وأفراد الطاقم الفني فقط، بينما الفندق الثاني كان وسط المدينة، وخُصّص للوفد الإعلامي والإداريين ومرافقي البعثة، ونجح حينها الوداد في العودة بتعادل ثمين (2-2) من قلب ملعب "لوفتوس فيرسفيلد"، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالدار البيضاء بالتعادل السلبي.
سيد عبد الحفيظ.. كان محقًّا
بدا جليًّا الفراغ الذي تركه القائد يحيى جبران على توازن خط وسط الوداد، في نهائي "السوبر ليغ" الأفريقي، إذ لم يستطع البديل، أنس سرغات، القيام بأدوار كثيرة، التي عادة ما يتكفّل بها جبران، لاسيما من حيث خلق التوازن وإعادة تنظيم صفوف زملائه عبر توجيهاته، فضلاً عن ربطه الجيد بين الدفاع والهجوم، ومساندتهما في حال فقدان الكرة، وخلال امتلاكها.
وكان الدولي المصري ونجم ومدير الكرة بالنادي الأهلي السابق، سيد عبد الحفيظ، قد أشاد بعميد الوداد، في تصريحات سابقة، قائلاً: "جبران من خامة اللاعبين الذين يقدّمون نوعية من اللعب، تسمى بالسهل الممتنع، إذ يلعب بهدوء كبير. يتقن الاستحواذ على الكرة، والخروج بها من بين اللاعبين وبناء الهجمة".
واعتبر عبد الحفيظ أنّ: "المشاهد العادي قد لا يلاحظ الأدوار المهمة التي يقوم بها جبران، لكن في حال خروج الأخير من الملعب، سيفقد الوداد توازنه، كما سيُخلّف غيابه فراغًا كبيرًا في صفوف الفريق، ويظهر تأثيره الحقيقي على المجموعة".
رمزي ليس الركراكي
قارن النقاد الرياضيون في المغرب بين المدرب الحالي للوداد، عادل رمزي، وسلفه وليد الركراكي المدرب الحالي للمنتخب المغربي، باعتبارهما مدربين شابين ولاعبين دوليين سابقين بفكر كروي عصري، واعتبروا أنّ المدرب الشاب القادم من هولندا، يسير على خطا الركراكي، الذي استطاع -في ظرف موسم واحد- قيادة "وداد الأمة" للفوز بلقبَي الدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا.
غير أنّ الفرق بينهما توضّح بشكل جليّ في نهائي الدوري الأفريقي، إذ عازت التجربة والخبرة عادل رمزي، ولم يستطع التعامل مع النهائي بالشكل الصحيح، وقدّم الوداد أسوأ مباراة له في البطولة منذ بدايتها.
وراكم الركراكي تجربة مهمة مع اتحاد الفتح المغربي، الذي أشرف على عارضته الفنية لـ6 سنوات كاملة، قبل تدريب الوداد، حيث استطاع خلالها الفوز بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه في عام 2016، كما لعب 5 نسخ من مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي، نجح خلال 4 منها في بلوغ دور المجموعات، ما أعطاه تجربة أفريقية جيدة، زيادة على عمله في وقت سابق مساعدًا لمدرب المنتخب المغربي الأسبق رشيد الطاوسي.
من جانبه، لا يتوفّر رمزي على أي تجربة حقيقية كمدرب في القارة السمراء، باستثناء المباريات التي خاضها في النسخة الأولى من السوبر الأفريقي، وأكثر من ذلك، لم يسبق له التدريب داخل أفريقيا.
شرود ذهني
قال المدرب المغربي، خالد معروفي، إن التركيز والحضور الذهني غابا عن لاعبي الوداد في نهائي الدوري الأفريقي، معدّداً، في تصريح لـ"winwin"، الأخطاء الكثيرة التي وقعوا فيها أثناء المباراة، والتي تسببت في تلقي شباك حارسهم يوسف المُطيع هدفين نتيجة سلسلة من الأخطاء المتتالية، وتابع موضحًا: "الهدف الأول جاء بسبب حالة سهو وقع فيها خط دفاع الوداد، الذي ترك لاعبين من ماميلودي من دون رقابة على مشارف مربع العمليات، ما سهّل على المهاجم ترويض الكرة وتسديدها، ليودعها المهاجم شالولايل في الشباك، متفوقًا على يحيى عطية الله، الذي لم يتحرك في الوقت المناسب".
ولاحظ معروفي أنّ لاعبي الوداد فشلوا في أن يكونوا سبّاقين على "الكرات الثانية"، التي غالبًا ما كان يسيطر عليها لاعبو صن داونز، منها الكرة التي صدّها المُطيع، وتابع: "كما ارتكب الوداد عديد التمريرات الخاطئة، وهو ما يظهر شرودهم الذهني، حتى إنّ الهدف الثاني لصن داونز جاء من تمريرة خاطئة من لاعب الوداد، سيف الدين بوهرة، الذي أهدى كرة على طبق من ذهب للمهاجم أوبري موديبا.